يدرك اللبنانيون أن الإرهاب جاء في 7 آيار 2008 من الضاحية الجنوبية
01 / Class="articledate">الثلاثاء / 04 Class="articledate">الثلاثاء هـ 14:13 يناير
(بيروت) Ziadgazi@ عيتاني زياد
كان الأجدى بحسن نصرالله بدل أن يحشد أنصاره لأحياء ذكرى وفاة مليشيوي إيراني اسمه قاسم سليماني، أن يعمد إلى حشد أنصاره لإحياء ذكرى مرور أسبوع على وفاة ذاك العجوز اللبناني الفقير في سيارته بعدما فقد الماء والدواء والغذاء، أو أن يحشدهم في ذكرى مرور سنة على ذاك الرجل العكاري الذي أحرق نفسه لأنه لم يجد مالاً في جيبه كي يطعم ابنته، أو أن يَخرُج على الناس ليتحدث عن المستشفيات اللبنانية التي لم يعد الناس قادرون على دفع فواتيرها. كان على حسن نصرالله أن يَخرُج ليتحدث بصوت لبناني وليس بصوت إيراني.
يستطيع حسن نصرالله أن يكذب على أنصاره وهو حرّ بذلك فهم ارتضوه زعيماً لهم، يحق له أن يقول ما يشاء وأن يفعل بشبابهم ما يشاء، وأن يزوّج أرامل قتلاه لمن يشاء، لكنه ليس بقادر على أن يكذُب على كل الناس وتحديداً على البقية الصالحة من الشعب اللبناني.
تدرك هذه البقية الصالحة من اللبنانيين أن الإرهاب لم يأتِها يوماً من المملكة العربية السعودية. بل جاءها في 7 آيار 2008 من الضاحية الجنوبية لبيروت حيث اقتحمت مليشيا نصرالله منازلهم ومتاجرهم وقتلت أبناءهم وأهانت شبابهم ورجالهم وكهولهم.
يدرك اللبنانيون في منطقة خلدة أن الإرهاب قبل أشهر لم يأتِهم من الرياض، بل جاءهم من الأوزاعي حين تعمدت مليشيا نصرالله أن تُطلق النار على منازلهم الآمنة وتروّع صغارهم ونساءهم وهم جالسون آمنون في منازلهم.
كما يدرك اللبنانيون في عين الرمانة أن من اقتحم منازلهم، أخيراً، لم يكن الجيش السعودي ولا الحرس الملكي، بل مليشيا نصرالله فأطلقت النار على شرفات منازلهم والقاذفات المحمولة وُجهت إلى أزقتهم، وحُطمت سياراتهم ثم تواطأت السلطة اللبنانية عليهم فأوقفت أبناءهم.
تدرك البقية الصالحة من اللبنانيين أنّ كل ما أصابها من ويلات وآلام ودمار وانهيار اقتصادي وتدهور في ليرتهم الوطنية، سببه حسن نصرالله ومليشياته التي تنفذ أجندة إيرانية عندما ذهبت إلى سورية، وعندما أفسدت في العراق، وعندما انتقلت إلى صنعاء وعندما حاولت أن تنقل الفوضى إلى البحرين.
تدرك هذه البقية الصالحة من اللبنانيين أنها معتقلة من قبل حسن نصرالله ومليشياته، معتقلة القرار ممنوعة من العيش، مُحرّم عليها الحلم وحتى باتت ضحكتها جريمة.
ما نطق به حسن نصرالله في حلقته التلفزيونية الأخيرة، بات يشبه حلقة تحمل الرقم 400 في مسلسل تركي يتابعه الناس لا لشيء فقط إلّا لأن جهاز إرسالهم معطل، والشاشة التي تنقل هذه الحلقة هي الشاشة الوحيدة الظاهرة على تلفزيونهم المنزلي.