أخبار

المجلس الصحي: احذروا علاج «السكري النوع الأول» بـ«الجذعية».. لا يستند إلى أساس علمي ويطوّر أوراماً خبيثة

أكد أن العلاج ابتكار واعد.. ولكن التجارب غير معتمدة وتحمل مخاطر محتملة

Class="articledate">الثلاثاء 17 هـ 2021 الأولى جمادى / / 1443 ديسمبر

المجلس الصحي السعودي

(جدة) «عكاظ»

أعلنت اللجنة العلمية للمركز الوطني للسكري بالمجلس الصحي السعودي، أنها تابعت باهتمام ما تناقلته وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وبرامج التواصل الاجتماعي، حول خبر زراعة الخلايا الجذعية لأحد المصابين بداء السكري النوع الأول، وما صاحبه من تساؤلات من بعض المرضى وغيرهم حيال هذه الطريقة في العلاج ومدى نجاحها وماسبتها لمرضى داء السكري.

وأوضحت اللجنة في بيان لها نشرته اليوم (الثلاثاء) أن العلاج بالخلايا الجذعية يعد ابتكارا واعدا في الحقل الطبي للعديد من الأمراض الوراثية والمزمنة، حيث إن هناك تجارب كثيرة في جميع أنحاء العالم أثبتت فائدة الخلايا الجذعية في علاج أمراض متعددة بما في ذلك داء السكري، إلا أن غالبية هذه التجارب غير معتمدة وتحتاج إلى مزيد من الدراسات والبحث، كما أن المنتجات نفسها تحمل مخاطر محتملة.

وكشفت اللجنة أن هناك نوعين من طرق العلاج بالخلايا الجذعية في علاج داء السكري النوع الأول، هما:

النوع الأول: حقن الخلايا الجذعية العشوائية في جسم الإنسان، حيث تتمايز هذه الخلايا الجذعية إلى أعضاء أو خلايا يفتقر إليها الجسم ولكن دون أي سيطرة، ويتم إجراء هذه الطريقة في مناطق مختلفة من العالم دون الاستناد إلى أسس علمية.

النوع الثاني: تطوير الخلايا الجذعية إلى خلايا «بيتا» المنتجة للإنسولين في المختبر، ثم يتم حقنها في الإنسان المصاب بداء السكري، وقد تمت الموافقة على هذه الطريقة من العلاج للتجارب السريرية منذ عقدين من الزمن، وتظهر نتائج واعدة في الحيوانات، بينما لم تتم دراستها بشكل متكامل في البشر.

وقالت اللجنة في بيانها: حاليا هناك العديد من الدراسات في العالم لاستكشاف فاعلية وسلامة الخلايا الجذعية المتمايزة إلى خلايا «بيتا» المفرزة للإنسولين في علاج داء السكري النوع الأول، وما تم نشره أخيرا هي إحدى تلك الدراسات التي أجرتها إحدى شركات الأدوية، حيث حصل مصاب يدعى برايان في 29 يونيو 2021 على حقنة من الخلايا الجذعية المنتجة مخبريا، ومنذ ذلك الحين يعيش كما يصف المصاب نفسه الحياة الطبيعية دون الإنسولين أو مخاطر نقص السكر في الدم الحاد الذي كان يعاني منه قبل العملية، وذكر أيضا أنه يتلقى العديد من الأدوية المثبطة للمناعة لتجنب تدمير الخلايا المحقونة حديثا بواسطة جهاز المناعة، وذكر في الخبر أن هذه الخطوة هي بداية تجربة مدتها خمس سنوات، حيث ستشمل زراعة الخلايا الجذعية لـ17 مصابا، ومتابعتهم لمدة خمس سنوات من تاريخ الزراعة لتقييم فعالية وسلامة هذه الخلايا الجذعية.

وأطلقت اللجنة العلمية للمركز الوطني للسكري أربع توصيات، تمثلت في ما يلي:

1- التحذير من الطريقة الأولى للعلاج التي تعتمد على الخلايا الجذعية العشوائية، وذلك بسبب ارتفاع مخاطر حدوث مضاعفات بما في ذلك تطور أنواع مختلفة من الأورام الخبيثة.

2- التريث في الحكم على نجاح طريقة العلاج الثانية التي تعتمد على استخدام خلايا «بيتا» المطورة من الخلايا الجذعية، حيث إن هذه التجربة تحتاج إلى مزيد من الوقت لا يقل عن خمس سنوات لاستكشاف فاعليتها وأمانها على المدى الطويل.

3- التنبيه على عدم الخلط بين الطريقتين في علاج داء السكري النوع الأول بالخلايا الجذعية، حيث إن الطريقة الأولى المعتمدة على الخلايا الجذعية العشوائية لا تستند إلى أساس علمي، وتحمل الكثير من المخاطر.

4- تؤكد اللجنة على التطور المطرد في علاج كثير من الأمراض، وأن استخدام الخلايا الجذعية في علاج داء السكري النوع الأول هو طريقة علاج واعدة، ونأمل أن تنجح وتساهم في تغيير حياة الكثيرين من المصابين بهذا الداء، ولكن يجب أن ننتظر اكتمال الدراسات والخروج بالتوصيات النهائية.

ولفتت اللجنة الانتباه إلى أن إنتاج خلايا «بيتا» من الخلايا الجذعية يتطلب مختبرا متطورا جدا وتحت ظروف غاية في التعقيد من أجل هذه العملية المعقدة، لذا فإن كثيرا من دول العالم تتطلع لاكتمال هذه الدراسات في المختبرات العالمية المعتمدة ومن ثم اعتماد الخلايا الجذعية لعلاج داء السكري النوع الأول.