هل انشغل الأكاديميون بالهامش وأغفلوا المتن؟
هـ 13 ديسمبر / 17 2021 Class="articledate">الجمعة / 1443 الجمعة جمادى الأولى 01:19 /
(أبها) Alma3e@ علي فايع
يُعنى بعض الأكاديميين بقراءة النص الإبداعي قراءة سيميائية، قد تصل درجة المبالغة، وإصدار أحكام قد لا يكون لمبدع النصّ (أيّاً كان هذا النصّ) دور في الغلاف أو الخطّ أو طريقة تنفيذ النصّ الإبداعي، إلاّ أنّ آراء الناقد الأكاديمي توجه إلى هذه الأمور على أنها من تجليات المبدع وإنتاجه الموازي للنصّ. فهل ما يفعله بعض الأكاديميين من الاهتمام بالهامش في النصّ الإبداعي كقراءة الغلاف والخطّ والصورة المصاحبة على حساب المتن كجودة النصّ الإبداعي وجمالياته والمآخذ النقدية عليه ومواطن القوّة والضعف فيه مزية أم انحراف في سياق النصّ الإبداعي وموازاة القراءة النقدية له؟!
الدكتور عبدالرحمن البارقي ابتداءً يرى أنّ المؤلف قد يكون له رأي في الغلاف والصورة والخطّ، وقد لا يكون له شأن بذلك، ويستشهد البارقي بأنّ الأمرين حصلا معه، في ديوانه «رقوم على حواشي العمر»، إذ لم تُرسل له البروفة، ولا عِلم له بانتقاء تصميم الغلاف ولا الصورة إلا بعد أن وصله الديوان مطبوعًا. أمّا في ديوانه «بعض خطاي» فقد اتفق مع الدار الناشرة على الغلاف، إضافة إلى تجربة أخرى للشاعر محمد البارقي في ديوانه الثاني «كجدولٍ يفرّ»، إذ وضع كل شيء في تصميم الغلاف، الصورة والألوان ودرجتها ونوع الخط، والدار نفّذت فقط.
أما الناشر والكاتب محمد المنقري فيرى أن الغلاف من مهمات دار النشر وفي بعض عقود النشر إشارة صريحة بعدم تدخل المؤلف في إنتاج الغلاف، فهو عمل فني مثل اختيار الورق ومقاس الكتاب ونوعية الطباعة والتجليد. ويتفق الدكتور علي الحمود مع البارقي، فيقول: المؤلف غالباً شريك في الغلاف، ويستشهد بتجاربه الشخصية في هذا الشأن، إلا أنه لا ينفي أن هناك دور نشر لديها نمط / نموذج لإصداراتها كلها، والمسألة كما يرى متفاوتة !
الناقد الدكتور عبدالدائم السلامي ينظر لاهتمام النقاد بهذه التفاصيل على أنها جناية من جنايات جيرار جينيت على نُقّادنا الميامين!
فيما ينفي الدكتور حسن النعمي هذه التهمة عن كل الأكاديميين، بقوله: ليس كل الأكاديميين يقرأون الأغلفة، إنما أصحاب الاتجاه السيميائي، ويدرسونه ضمن العتبات، ويؤكد أنّ الغلاف ليس مسؤولية القارئ، بل مسؤولية المؤلف، وأغلب المؤلفين يوافقون على الغلاف ولو ضمناً.
فيما ينصحنا باحث الدكتوراه إبراهيم الدوسي بأهميّة أن نتمتع بالنصّ المكتوب بعيداً عن مؤلفه، ويرى أنّ القراءة النقدية نص إبداعي للناقد، يتوسل بما يريد أن يوصل فكرته، أما فكرة مطابقة الواقع في النص الإبداعي، فهي فكرة لا تناسب النقد الحديث، ويضيف أنّ التفسيرات مهما بلغت فالمعنى في بطن الشاعر.
أما المبدعون فينظرون للأمر من زوايا مختلفة، إذ يرى الشاعر هادي رسول أنّ المطبوعات الحديثة، يفترض أن الغلاف أحد عتبات العمل كما العنوان، إلا أن الكثير من المؤلفين يهمل ذلك ويترك لدار النشر إخراج تصميم جمالي ربما لا يشكّل عتبة حقيقية للمحتوى، ولكنه يتفق في أن بعض القراءات النقدية تشطح بتخيلاتها أحياناً في قراءة غلاف ما قراءة نقدية، وهو من اجتهاد المصمم الذي ربما لم يستشر فيه الكاتب ولم يكن للمؤلف خيار فيه، وربما يؤكد هذا ما ذهب إليه الناقد والأكاديمي التونسي محمد الكحلاوي، إذ يرى أنّ أغلب النقاد يسقطون صريعي نظرية ميشال بوتور وغيره في مسألة المكان النصّي، ويتّخذون على نهج جيرار جنيت من الغلاف عتبة إلى عالم النصّ، ولكنه يستدرك أنّ أكثر المؤلفين ولا سيما في عالمنا العربي لا صلة لهم بتصميم الغلاف، فالناشر هو من يختاره بتصميم لأحد أعوان المطبعة أو دار النشر، ويُرسل pdf إلى المؤلف الذي يوافق فرحاً مسروراً بصدور الكتاب ورؤيته النور!
أما الشاعر أحمد يحيى القيسي فيؤكد ألاّ معنى لدراسة العتبات والنص الموازي، إذا لم يكن المؤلف هو الذي وضعها، ويعد القيسي هذه هدراً للأوقات والجهود، ومن الخطأ أن نعد الغلاف من العتبات. ويضيف: دراسة هذه العتبات في إضاءات قصيرة ضمن دراسة النص لا أكثر عمل جيد، ويرى أنّ النقد أصبح قوالب جاهزة باسم المنهج، ولا وجود لقراءات جمالية.
فيما يختلف الفنان التشكيلي علي ناجع معنا ومع أغلب المتداخلين في هذا المحور في أن الغلاف جزء من بنية النص إن لم يكن تناصاً له، ويؤكد أن تناول النص بمعزل عن الغلاف يشكل إزاحة للغلاف وهذا إخلال بالهيكل العام للنص، وقطع لسياقه العام، ويؤكد أن الغلاف إذا كان منتجاً وفق قراءه حقيقية للنص من قبل فنان يعرف ما يفعل فإنه جزء من متن النص.
الدكتور عبدالرحمن البارقي ابتداءً يرى أنّ المؤلف قد يكون له رأي في الغلاف والصورة والخطّ، وقد لا يكون له شأن بذلك، ويستشهد البارقي بأنّ الأمرين حصلا معه، في ديوانه «رقوم على حواشي العمر»، إذ لم تُرسل له البروفة، ولا عِلم له بانتقاء تصميم الغلاف ولا الصورة إلا بعد أن وصله الديوان مطبوعًا. أمّا في ديوانه «بعض خطاي» فقد اتفق مع الدار الناشرة على الغلاف، إضافة إلى تجربة أخرى للشاعر محمد البارقي في ديوانه الثاني «كجدولٍ يفرّ»، إذ وضع كل شيء في تصميم الغلاف، الصورة والألوان ودرجتها ونوع الخط، والدار نفّذت فقط.
أما الناشر والكاتب محمد المنقري فيرى أن الغلاف من مهمات دار النشر وفي بعض عقود النشر إشارة صريحة بعدم تدخل المؤلف في إنتاج الغلاف، فهو عمل فني مثل اختيار الورق ومقاس الكتاب ونوعية الطباعة والتجليد. ويتفق الدكتور علي الحمود مع البارقي، فيقول: المؤلف غالباً شريك في الغلاف، ويستشهد بتجاربه الشخصية في هذا الشأن، إلا أنه لا ينفي أن هناك دور نشر لديها نمط / نموذج لإصداراتها كلها، والمسألة كما يرى متفاوتة !
الناقد الدكتور عبدالدائم السلامي ينظر لاهتمام النقاد بهذه التفاصيل على أنها جناية من جنايات جيرار جينيت على نُقّادنا الميامين!
فيما ينفي الدكتور حسن النعمي هذه التهمة عن كل الأكاديميين، بقوله: ليس كل الأكاديميين يقرأون الأغلفة، إنما أصحاب الاتجاه السيميائي، ويدرسونه ضمن العتبات، ويؤكد أنّ الغلاف ليس مسؤولية القارئ، بل مسؤولية المؤلف، وأغلب المؤلفين يوافقون على الغلاف ولو ضمناً.
فيما ينصحنا باحث الدكتوراه إبراهيم الدوسي بأهميّة أن نتمتع بالنصّ المكتوب بعيداً عن مؤلفه، ويرى أنّ القراءة النقدية نص إبداعي للناقد، يتوسل بما يريد أن يوصل فكرته، أما فكرة مطابقة الواقع في النص الإبداعي، فهي فكرة لا تناسب النقد الحديث، ويضيف أنّ التفسيرات مهما بلغت فالمعنى في بطن الشاعر.
أما المبدعون فينظرون للأمر من زوايا مختلفة، إذ يرى الشاعر هادي رسول أنّ المطبوعات الحديثة، يفترض أن الغلاف أحد عتبات العمل كما العنوان، إلا أن الكثير من المؤلفين يهمل ذلك ويترك لدار النشر إخراج تصميم جمالي ربما لا يشكّل عتبة حقيقية للمحتوى، ولكنه يتفق في أن بعض القراءات النقدية تشطح بتخيلاتها أحياناً في قراءة غلاف ما قراءة نقدية، وهو من اجتهاد المصمم الذي ربما لم يستشر فيه الكاتب ولم يكن للمؤلف خيار فيه، وربما يؤكد هذا ما ذهب إليه الناقد والأكاديمي التونسي محمد الكحلاوي، إذ يرى أنّ أغلب النقاد يسقطون صريعي نظرية ميشال بوتور وغيره في مسألة المكان النصّي، ويتّخذون على نهج جيرار جنيت من الغلاف عتبة إلى عالم النصّ، ولكنه يستدرك أنّ أكثر المؤلفين ولا سيما في عالمنا العربي لا صلة لهم بتصميم الغلاف، فالناشر هو من يختاره بتصميم لأحد أعوان المطبعة أو دار النشر، ويُرسل pdf إلى المؤلف الذي يوافق فرحاً مسروراً بصدور الكتاب ورؤيته النور!
أما الشاعر أحمد يحيى القيسي فيؤكد ألاّ معنى لدراسة العتبات والنص الموازي، إذا لم يكن المؤلف هو الذي وضعها، ويعد القيسي هذه هدراً للأوقات والجهود، ومن الخطأ أن نعد الغلاف من العتبات. ويضيف: دراسة هذه العتبات في إضاءات قصيرة ضمن دراسة النص لا أكثر عمل جيد، ويرى أنّ النقد أصبح قوالب جاهزة باسم المنهج، ولا وجود لقراءات جمالية.
فيما يختلف الفنان التشكيلي علي ناجع معنا ومع أغلب المتداخلين في هذا المحور في أن الغلاف جزء من بنية النص إن لم يكن تناصاً له، ويؤكد أن تناول النص بمعزل عن الغلاف يشكل إزاحة للغلاف وهذا إخلال بالهيكل العام للنص، وقطع لسياقه العام، ويؤكد أن الغلاف إذا كان منتجاً وفق قراءه حقيقية للنص من قبل فنان يعرف ما يفعل فإنه جزء من متن النص.