أخبار

.. لولا فسحة الأمل !

267.000.000 دراسات تستسهل خطر أوميكرون.. وتطلق سيناريو «النصف المملوء من الكوب»

/ 00:46 1443 هـ ديسمبر

طاقم طائرة الخطوط الصينية بمطار لوس أنجليس. (وكالات)

أحمد _online@ (لندن) ياسين

لا تزال الحرب على أشدّها بين سلالتي دلتا وأوميكرون من جهة، والإنسانية من الجهة الأخرى. لكن الإنسان بحكم أنه مجبول على الأمل ينتقي كل يوم ما يتعزّى به من دراسات تبشر بنهايات قريبة للحرب الوبائية، واستسهال لمخاطر متحورة أوميكرون. فيما ارتفع العدد التراكمي لإصابات العالم فجر الأربعاء إلى أكثر من 267 مليون إصابة؛ ارتفعت إصابات الولايات المتحدة أمس (الثلاثاء) إلى أكثر من 50 مليوناً (عدد سكان أمريكا 333 مليون نسمة). وساهمت أمريكا الإثنين بثلث عدد الحالات الجديدة في العالم، التي بلغت 599643 إصابة جديدة، منها192881 إصابة في أمريكا، رافقتها 1266 وفاة إضافية.

زاد الاهتمام حول العالم أمس بالمعلومات التي تفيد بأن سلالة أوميكرون، على رغم تسارع تفشيها، وامتلاء المستشفيات بمرضاها، إلا أنها لا تسبب سوى أعراض متوسطة، أو حتى خفيفة. وأشارت إحصاءات مركز ستيف بيكو ومستشفى تسواني في بريتوريا إلى أنه على رغم تزايد عدد المنومين بأوميكرون؛ فإنهم لا يحتاجون إلى تدخل طبي يذكر، بسبب عدم معاناتهم من الأعراض الخطيرة. لكن مدير مجلس الأبحاث الطبي في جنوب أفريقيا الدكتور فريد عبدالله قال إن تلك المعلومات لا تمثل سوى محصلة الأسبوعين اللذين تليا ظهور أوميكرون، وإن الوضع قد يتغير بشكل جذري خلال الأسبوعين القادمين. ولاحظ الأطباء في المستشفى والمركز المذكورين أن معظم المنومين ليسوا بحاجة إلى أكسجين إضافي، وهو ما يمثل اختلافاً كبيراً عن منومي الموجة الفايروسية السابقة. ولوحظ أيضاً أن غالبية المنومين في 2 ديسمبر الجاري غير مطعّمين بلقاحات كوفيد-19. ومن الملاحظات أيضاً أن أكثر من 80% من المنومين تقل أعمارهم عن 59 عاماً، و19% منهم أطفال حتى سن التاسعة، و28% منهم تراوح أعمارهم بين 30 و39 عاماً. كما لاحظ الأطباء أن عنابر الأطفال المصابين بكوفيد (أوميكرون) لم تشهد أية وفاة خلال الأسبوعين الماضيين، في حين أن نسبة وفيات الأطفال المنومين خلال الـ 18 شهراً الماضي وصلت إلى 17%. ومن الملاحظات المهمة أيضاً أن متوسط فترة التنويم خلال موجة أوميكرون لم يزد على 2.8 أيام، في مقابل 5.8 أيام خلال الـ 18 شهراً الماضي. وأثارت دراسة أجراها علماء إيطاليون تفاؤلاً واسع النطاق أمس بأن الأوروبيين يمكن أن يحتفلوا بمواسم نهاية السنة، على رغم الأوضاع الصحية الراهنة. وأشارت الدراسة إلى أن لقاحات كوفيد الحالية لا تزال قادرة على منع تدهور الحالة الصحية للمصاب بالفايروس، خصوصاً سلالة أوميكرون. وأضافت أنه على رغم أن أوميكرون تحمل أكثر من ثلاثة أضعاف عدد التحورات الوراثية في متحورة دلتا، إلا أن جزءاً كبيراً من الفايروس لا يزال هدفاً للأجسام المضادة التي يطلقها جهاز المناعة، بدفع من اللقاحات المتاحة. وتوصل الباحثون الإيطاليون إلى أنه على رغم تحورات أوميكرون المثيرة للقلق؛ فإن نحو 70% من البروتين المسماري على سطح أوميكرون لم تتطور قدرته ليصبح قادراً على تفادي جهاز المناعة البشري لدى الشخص المطعّم، أو المتعافي من إصابة سابقة. وقالت مديرة وكالة الأمن الصحي البريطاني الدكتورة سوزان هوبكنز أمس إن ما توصلت إليه الدراسة الإيطالية يمثل ما سمته «سيناريو النصف المليء للكوب»، ما يعني أن أوميكرون لن تبطل فعالية اللقاحات المتاحة. غير أن أستاذ مكافحة الأمراض المعدية البريطاني بجامعة واريك البروفيسور لورنس يونغ قال إن الدراسة التي أجراها علماء جامعة ميلاون الإيطالية مفيدة، لكنها ليست قاطعة في ما توصلت إليه من خلاصات. وزاد - بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس - أن متحورة أوميكرون تحمل ثلاثة أضعاف التغيرات التي حدثت في أجزاء الفايروس التي تستهدفها الأجسام المضادة وخلايا الذاكرة (تي) التي توجد في جهاز المناعة، مقارنة ببقية سلالات الفايروس. وأوضح أن العلماء لن يعرفوا مدى قدرة أوميكرون على التفشي، ومدى تفاديها لفعالية اللقاحات إلا بعد مرور أسبوعين إضافيين، أي بعد أن يتمكنوا من عزل الفايروس في المختبر، ودراسته بيولوجياً، ويختبروا نجاعة اللقاحات ضده.

وفي دراسة أخرى مثيرة للقلق؛ أعلن العالم البريطاني البروفيسور تيم سبكتر، الذي يدير دراسة تتبع بيانات أكثر من مليون مصاب بريطاني، أن واحداً من كل ثلاثة بريطانيين يشعرون بأعراض نزلة البرد العادية إنما هو مصاب في الحقيقية بكوفيد-19. وأضاف أن البالغين المحصّنين بلقاحات كوفيد بالكامل لا يشعرون بشيء من أعراض كوفيد سوى أعراض نزلة البرد. وحذر من أن الناس تحت الاعتقاد بأنها مجرد نزلة برد سيذهبون للحفلات والتجمعات لينقلوا العدوى للآخرين. وطالب أي شخص يشعر بأعراض نزلة البرد بالبقاء في منزله بضعة أيام. كما طالب الحكومة بتكثيف الفحوص.

الضغوط نفسها على المنظومة الصحية

سجلت بريطانيا 51459 إصابة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية. وحذر خبراء صحيون من أن هجمة متحورة أوميكرون الحالية قد تتسبب في ارتفاع كبير في عدد حالات التنويم، بدرجة أكبر مما حدث الشتاء الماضي. وأعلنت بريطانيا أمس أنها اكتشفت 90 إصابة جديدة إضافية بأوميكرون في إنجلترا وأسكتلندا، ليصل العدد الكلي لحالات أوميكرون في بريطانيا إلى 336 إصابة. لكن الخبراء قالوا إن العدد الحقيقي لإصابات أوميكرون قد يفوق الألف. وقال خبير طب الأمراض المُعدية بجامعة إيست أنجيليا البروفيسور بول هنتر أمس، من أن أوميكرون ستصبح السلالة المهيمنة على إصابات بريطانيا خلال الأسابيع القادمة، أو خلال شهر على أقصى تقدير.