أخبار

«الميركلية» تترجل.. فهل تنطفئ «أيقونة ألمانيا»؟

بعد أكثر من 5800 يوم في السلطة..

Class="articledate">الأحد جمادى Class="articledate">الاحد / الأولى هـ 2021 /

إنغيلا ميركل

«عكاظ»(برلين)_online@

«الأربعاء» القادم سيكون اليوم الأخير للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في حكم البلاد، إذ ستطوي هذه الصفحة بعد 16 عاما في السلطة لتنسحب نهائيا من الساحة السياسية وسط شعبية، تاركة فراغا كبيرا ليس في ألمانيا فحسب بل وفي العالم.

وفي مراسم وداع للجيش (الخميس)، أقرّت بأن هذه السنوات الـ16 «تطلبت جهودا سياسية وإنسانية»، محذرة من «هشاشة الثقة» في العلم والسياسة في زمن «نظريات المؤامرة» و«خطابات الكراهية».

وبعد أكثر من 5800 يوم في السلطة تسلم ميركل ( 67 ) عاما مهامها إلى خليفتها الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس، الذي ينتخبه مجلس النواب (الأربعاء) مستشارا للبلاد.

ويطلق الرأي العام على المستشارة التي قضت 31 عاما في مجلس النواب لقب «موتي» أي الأم بالألمانية، فهي أول سيدة تشغل منصب «المستشار» فى تاريخ ألمانيا على الإطلاق.

وإن كانت صورة القادة تتراجع مع بقائهم في السلطة، فإن المستشارة الأبدية لا تزال بعد سنواتها المديدة في الحكم تتمتع بشعبية هائلة، وأظهر تحقيق أجراه معهد بيو أنها تحظى بنسبة72% من الثقة على الساحة الدولية، إذ تخطت أزمة عام 2019 حين بدت عاجزة على رأس تحالف كبير باهت من اليمين واليسار.

ورغم إصابتها بارتعاش خلال مراسم رسمية ما أثار تساؤلات حول قدرتها على إتمام ولايتها الرابعة والأخيرة، إلا أن جائحة كورونا أعادت خلط الأوراق مجددا في ألمانيا. وأقرت بأن تدابير الحجر التي ذكرتها بحياتها في ألمانيا الشرقية سابقا، كانت «من أصعب القرارات» التي اضطرت إلى اتخاذها خلال وجوده في الحكم. وأظهرت خلال فترة الوباء قدرتها على تبديل موقفها لنزع فتيل أزمة وهو نهج بات يعرف بـ«الميركليّة». فبعدما تمسّكت بالتقشف المالي في أوروبا في أعقاب الأزمة المالية عام 2008، ما أدى إلى تضييق الخناق على اليونان، غيّرت نهجها وأيدت الإنعاش المالي وسياسة تشارك الديون.

وربما برز موقفها التاريخي الأبرز في خريف 2015 عندما قررت فتح أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف طالبي اللجوء معظمهم من السوريين، وبالرغم من مخاوف الرأي العام، وعدت بدمج الوافدين الجدد وحمايتهم..

غير أن ميركل لطالما أكدت أنها تتحمّل مسؤولية قرارها، ومع وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، اعتبرت «زعيمة العالم الحر» في زمن صعود النزعات الشعبوية.

وصفها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في مذكراته بأنها قيادية «موثوقة ونزيهة وتمتلك الدقة الفكرية» مؤكدا أنها «شخص رائع».