زوايا متخصصة

مُقْبِلٌ مُدْبِرٌ.. رافضٌ «أوهام النصر»

السعودية تحرز تقدماً صحياً جديداً بتراجعها للمرتبة الـ 70 عالمياً

عمدة نيويورك آدامز عند إعلانه عودة المدينة لحياتها الطبيعية. (وكالات)

(لندن)، _online@ ياسين أحمد «عكاظ» (بروكسل، واشنطن)

قررت دول وولايات ومناطق أن تفاجئ فايروس كورونا الجديد بانتزاع المبادرة منه، لتعلن فكاكها من أَسْرِه، وعودتها إلى حياتها الطبيعية السابقة لاندلاع الوباء العالمي. وهو قرار سيظل مثيراً للجدل، بين مؤيد ومُعارض؛ بين من يرون أن المغامرة بالعودة للحياة الطبيعية الحرة من كل قيد صحي تمثل انتصاراً حقيقياً على الفايروس؛ ومن يرون أنه تسرع وتهوُّر سيكون لهما مردود سالب على حياة البشر... لأن الوباء العالمي لا يزال على قيد الوجود، بحسب ما تؤكده الأرقام التي تعلنها وزارات الصحة في دول العالم.

نعم؛ هناك انخفاض ملموس في عدد الإصابات الجديدة، ومثله في عدد الوفيات الإضافية. لكن العدد التراكمي للإصابات في كل دولة يتصاعد، ولا يعرف هبوطاً! ففيما سجلت دول المعمورة 1.39 مليون حالة جديدة الجمعة؛ ارتفع العدد التراكمي للإصابات العالمية أمس إلى 444.12 مليون إصابة، منذ اندلاع نازلة كورونا. وفي رقم عميق الدلالة إلى المأساة التي تعيشها الإنسانية، تخطى عدد وفيات العالم بالفايروس أمس (السبت) 6 ملايين وفاة. وتتقدم جميع الدول الأشد تضرراً من الأزمة الصحية العالمية في الطريق إلى عدد أكبر من الإصابات، على رغم قراراتها اعتبار الفايروس كأنه غير موجود؛ وعلى رغم رفع الحكومات يدها عن القيام بالدور الأكبر للتصدي للأزمة التي تدهم شعوبها. فها هي الولايات المتحدة تقترب من تسجيل 81 مليون إصابة. وتوشك الهند -الثانية عالمياً من حيثُ عددُ الإصابات- أن يصل عدد حالاتها إلى 43 مليوناً. وتغازل البرازيل 29 مليون حالة منذ اندلاع النازلة. ويومٌ أو اثنان ستعلن فرنسا ارتفاع العدد التراكمي لحالاتها إلى 23 مليوناً. أما جارتها بريطانيا، فقد عبرت خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى 19 مليون إصابة. وتوشك روسيا على العبور إلى 17 مليوناً. وتدنو إيطاليا من بلوغ عدد إصاباتها 13 مليوناً. وعبرت جارتها إسبانيا، أمس الأول، ليزيد عدد حالاتها على 11 مليوناً، كما أن الأرجنتين أضحت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ 9 ملايين حالة.

وبالطبع فإن الأرقام تأتي أيضاً بمفارقاتها ونتائجها المختلفة كثيراً عنها في دول أخرى؛ فقد حققت المملكة العربية السعودية، أمس، نجاحاً كبيراً في مجابهة أزمتها الصحية؛ إذ تراجعت من المرتبة الـ69، التي مكثت فيها أكثر من نحو 3 أسابيع، إلى المرتبة الـ70 عالمياً، من حيثُ عددُ الإصابات. وهو تحسن كبير وملموس، يمثل تقدماً مرموقاً في المعركة التي تشنها السعودية على فايروس كوفيد-19. وفي مقابل التقدم السعودي؛ تردّت الأزمة الصحية في كل من تونس وتايلند. فقد ارتفع العدد التراكمي للإصابات في تونس أمس إلى أكثر من مليون إصابة. وهكذا انضمت تونس (عدد سكانها 12 مليون نسمة) إلى كل من العراق، والمغرب، والأردن، في تسجيل ما يربو على مليون إصابة. وقفز عدد إصابات تايلند فوق 3 ملايين حالة. وتشهد تايلند (عدد سكانها 70 مليوناً) ارتفاعاً متواصلاً في عدد الإصابات الجديدة منذ نحو 3-4 أشهر. وأعلنت السبت أنها سجلت في 4 مارس الجاري 22.818 إصابة جديدة.

الدولة الأشد تضرراً من الهجمة القاسية التي تشنها سلالة أوميكرون المتحورة وراثياً هي كوريا الجنوبية. فقد سجلت الجمعة أكبر عدد من الحالات الجديدة على مستوى العالم، وهو 254.326 إصابة؛ رافقتها 216 وفاة إضافية. وفي مقابل ذلك الارتفاع؛ سجلت الولايات المتحدة الجمعة 46.928 إصابة جديدة فقط. وهبط عدد وفياتها الناجمة عن الإصابة بأوميكرون إلى 1562 وفاة. وأعلنت بريطانيا السبت أن عدد الإصابات الجديدة في أراضيها ارتفع الجمعة إلى 44.740 حالة جديدة، رافقتها 110 وفيات إضافية. ويمثل عدد إصابات الجمعة زيادة عن نظيره قبل أسبوع بأكثر من 12 ألف إصابة. وعلى رغم ذلك، أعلنت اللجنة العلمية التي تقدم المشورة العلمية إلى الحكومة البريطانية أنها قررت إلغاء اجتماعها اليومي، لتلتئم مرة في الأسبوع. وذكرت أن كبير مستشاري الحكومة في الشؤون العلمية سيتابع الأزمة الصحية في البلاد من كثب، وسينصح الحكومة بضرورة التدخل، إذا لزم الأمر.

نيويورك ولوس أنجليس تستعيدان حريتهما

قررت نيويورك التخلي عن معظم الإجراءات الوقائية ضد فايروس كورونا الجديد اعتباراً من الأسبوع القادم. وبدأت لوس أنجليس اعتباراً من أمس الأول (الجمعة) إلغاء إلزامية ارتداء الكمامة في المطاعم، والحانات، وأندية اللياقة الصحية، والمتاجر. وستشمل إجراءات تحرير نيويورك من قيود كوفيد إلغاء إلزامية ارتداء الكمامة في المدارس، والمطاعم، والأماكن الترفيهية والثقافية، بحسب ما أعلنه عمدة نيويورك إريك آدامز، الذي وقف في ساحة تايمس (الجمعة) ليعلن «أننا لن نسمح لكوفيد بأن يحدد لنا طبيعة حياتنا». واعترف العمدة بأن كوفيد لا يزال باقياً، «لكننا قررنا أن نلقّنه درساً». وكانت ولاية كاليفورنيا اتخذت إجراءات مماثلة. كما قررت عواصم ومدن عدة في جنوب آسيا العودة لحياتها الطبيعية إثر انخفاض معدل الحالات الجديدة؛ خصوصاً في الهند، وسريلانكا.