منوعات

شئنا أم أبينا... التعايشُ مكتوبٌ علينا

بريطانيا تستعيد كامل حرياتها.. وجونسون: الفايروس لن يتلاشى فجأة

هـ 1443 21 / فبراير

متظاهر كندي يزيل علم كندا من واجهة شاحنته إيذاناً بانتهاء الاحتجاجات في أوتاوا. (وكالات)

ياسين _online@ (لندن) أحمد

يعلن رئيس وزراء بريطانيا برويس جونسون اليوم (الإثنين)، في جلسة لمجلس العموم (البرلمان) في لندن، أنه لم يعد هناك واجب قانوني يلزم أي شخص في بريطانيا بالعزل الصحي إذا فحص نفسه، وجاءت نتيجة الفحص إيجاباً. وقالت رئاسة الحكومة في لندن أمس إن جونسون سيعلن إلغاء جميع القوانين المتعلقة بالتدابير الوقائية الصحية الخاصة بمكافحة وباء كوفيد-19، في نطاق خطته الهادفة لـ«العيش مع كوفيد». وسيبلغ جونسون مجلس العموم بأن بريطانيا يمكن أن تعتمد على برنامج التطعيم، والفحوص، والأدوية الجديدة القادرة على معالجة مرض كوفيد-19. وقال جونسون: إن كوفيد لن يتلاشى فجأة. يجب علينا أن نتعلم كيف نتعايش مع الفايروس، ونواصل حماية أنفسنا من دون فرض أي قيود على حرياتنا. فقد بنينا حماية قوية على مدى السنتين الماضيتين من خلال اللقاحات، والفحوص، والأدوية الجديدة، وأفضل فهم علمي لما يفعله الفايروس. والفضل لبرنامجنا الناجح للتطعيم، وللأعداد الضخمة من الناس الذين تقدموا للحصول على اللقاحات، ولذلك أضحينا في وضع يتيح لنا وضع خطتنا للتعايش مع كوفيد.

وسيكون مطلوباً من مجلس الحكم المحلي اعتباراً من نهاية الأسبوع أن يتعامل مع اندلاع أي تفشٍّ من خلال السلطات الصحية الموجودة لديه أصلاً. وقالت رئاسة الحكومة البريطانية إن التدخل الصيدلاني سيظل «خط دفاعنا الأول». وسيكون التطعيم متاحاً لأي شخص لم يتقدم للحصول على اللقاح. بيد أن مسألة الحريات المستعادة بهذه الفجاءة أثارت قلق كثير من المواطنين والخبراء الصحيين في بريطانيا وأرجاء العالم. فقد أكدوا أنه لا يوجد ما يثبت علمياً أن الوضع بات آمناً من ناحية وبائية، ليُنصح الناس بالتخلي عن ارتداء قناع الوجه (الكمامة). ورحب الخبراء المتخصصون في مكافحة الأمراض المُعدية بالهبوط المتواصل في عدد الإصابات الجديدة بسلالة أوميكرون. لكنهم قالوا إن التحوط واجب في كل حال. وقالت خبيرة مكافحة الأوبئة في مركز الأمن الصحي التابع لجامعة جونز هوبكنز جينيفر نزّو: أعتقد أن بإمكانك أن تحتفل بسطوع الشمس وتحتفظ في الوقت نفسه بمظلتك، لاحتمال أن يهطل الغيث. وتشهد الولايات المتحدة انخفاضاً في عدد الإصابات الجديدة بنسبة 67%؛ فيما انخفض عدد الحالات المنومة من جراء الإصابة بنسبة 38%، بحسب المرصد الصحي الخاص بصحيفة «نيويورك تايمز». وفي ضوء تلك الأرقام سارع حكام ولايات ماساشوسيتس، وإيلينوي، ورود آيلاند، وكاليفورنيا، وكونيكتيكت، وديلاوير، ونيوجيرسي، وأوريغون الى إلغاء عدد كبير من القيود الاحترازية. وأعلن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسم الخميس الماضي أن الولاية دخلت مرحلة اعتبار كوفيد مرضاً متوطناً محلياً، أي أن الفايروس لم يعد يمثل خطراً في بعض مناطق الولاية، وليس وباء عالمياً. وتشمل خطة ولاية كاليفورنيا لهذه المرحلة الجديدة التركيز على مكافحة حملات التضليل الإعلامي، وإجراء الفحوص الجماعية لاكتشاف أية سلالة فايروسية جديدة، ومكافحة أي تفشٍّ جديد. لكن أستاذ علم مكافحة الأوبئة بجامعة كارولينا الشمالية جستن ليسلر حذر من أن هبوط عدد الإصابات بسلالة أوميكرون قاد كثيرين الى الاعتقاد خطأ بأنهم لم يعودوا بحاجة الى ارتداء الكمامات، ولا ضرورة لتفادي الحشود. وقال ليسلر إنه يفضل قبل أن تعمد الولايات الى إلغاء القيود الصحية أن يكون انخفاض الحالات الجديدة بمستوى لا يتجاوز 12 ألفاً الى 16 ألفاً يومياً. وهو أمر قال إن النماذج الرياضية تتوقع حدوثه بحلول مارس 2022.

ويذكر أن المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها كانت أعلنت الأسبوع الماضي أنها تعتزم تغيير إرشاداتها المتعلقة بارتداء الكمامات، معتبرة أن البلاد تقترب من مرحلة لم يعد كوفيد-19 يمثل أزمة مستمرة خلالها. وقالت مديرة المراكز الأمريكية الدكتورة روشيل فلينسكي إن الجميع يطمحون الى لحظة لا يكون فيها أي إخلال بحياتهم اليومية، لحظة لا يكون الفايروس أزمة مستمرة، بل شيء يمكن منعه، وتوفير الحماية ضده، ومعالجته.

كوريا الجنوبية: نهج جديد لمواجهة كوفيد

شنت كوريا الجنوبية خلال السنتين الماضيتين حرباً شعواء على كوفيد-19، من خلال ما عرف باستراتيجية التاءات الثلاث: TESTS (الفحوص)، وtracing (تعقب المصابين والمخالطين)، وTREATING (مداواة المصابين بعزلهم صحياً). وحققت الاستراتيجية نجاحاً كبيراً. لكن هجمة سلالة أوميكرون وضعت حداً لذلك النجاح. وارتفع عدد الحالات الجديدة والتنويم والوفيات الى درجة باتت تهدد الطاقة الاستيعابية للمنظومة الصحية الكورية. ومنذ الأسبوع الماضي قررت كوريا الجنوبية اعتماد استراتيجية جديدة: الاختيار والتركيز. وهكذا بدأت تطلب من أي مصاب بالفايروس أن يعتني بنفسه في منزله، فيما تكرّس الدولة جهودها لحماية الفئات الأكثر تعرضاً للخطر. وهو ما اعتبره كوريون كثر تخلياً عنهم. وترددت اتهامات بأن السلطات الصحية لم تف بتعهداتها بتوزيع أجهزة قياس الحرارة، والأكسجين في الدم، وسوائل التعقيم، والضروريات الأخرى. وقال رئيس جمعية التطعيم الكورية كيم ووجو إن سياسة رفع الحكومة يديها عن الناس أصابتهم بصدمة قوية، واصفاً تلك السياسة بأنها وجه آخر لعبارة «البقاء للأقوى». واضطرت الحكومة الكورية الأسبوع الماضي الى تجهيز الآلاف من عيادات الأحياء لمعالجة تلك الاختناقات. لكنها تمسكت بأن بيانات الإصابات بأوميكرون تبرر نهجها الصحي الجديد، الذي وصفته بأنه أمر لا مندوحة منه.

مرصد «عكاظ» الصحي (مليون إصابة)

• إصابات العالم: 424

• وفيات العالم: 5.90

• فرنسا: 22.22

• بريطانيا: 18.58

• ألمانيا: 13.50

• تركيا: 13.43

• إيطاليا: 12.42

• إسبانيا: 10.81

(«عكاظ»/ ويرلدأوميتر/ جونز هوبكنز/ بلومبيرغ- 20/2/2022)