منوعات

ولي لـ«عكاظ»: نقص النوم لا يساعد على فقدان الوزن بسهولة حتى لو كانت الرياضة منتظمة

هـ 1443

سراج ولي

(جدة) Mdawood77@ داوود محمد

حذر استشاري الصدر وطب النوم مدير مركز طب وبحوث النوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج ولي، أفراد المجتمع من السهر، مبيناً لـ«عكاظ»، أن ذلك يجعل الفرد يلجأ إلى تناول الوجبات السريعة والمحلاة عندما يعاني من سوء النوم في الليل أو من السهر، مما يجعله أكثر عرضة لزيادة الوزن والسمنة.

وقال إن الباحثين وجدوا أن عدم الحصول على ساعات النوم الكافية، يعطي إشارات للجسم بأنه يمر بظروف غير طبيعية أو تهديد ما، يتطلب إبطاء عملية التمثيل الغذائي، ما يتسبب في دفع الجسم لتناول المزيد من الطعام للحصول على طاقة أكبر، تعينه على التعامل مع أزمته المتوقعة، فالنوم يعتبر بمثابة الغذاء الذي يحتاج إليه الدماغ والجسد، فالسهر وسوء النوم يدفعان الجسد على أن يتفاعل (عن طريق هرموناته) بشكل غير مستقر وغير متوقع، كاضطراب إفراز الأنسولين في الجسم الذي يؤدي بدوره إلى اضطراب طريقة الجسم في التعامل مع السكر أو حرقه ليمد الجسم بالطاقة وبالتالي يتم تخزينه في الجسم على شكل دهون.

وتابع أن قلة النوم يؤدي إلى تحفيز العقل على اتخاذ العديد من القرارات الخاطئة، إذ يحدث خمول في الفص الجبهي المسؤول عن اتخاذ القرارات، مما يُفقد الجسم السيطرة على انفعالاته، وهذا يزيد من إقبال الشخص على تناول الطعام، إذ كشفت دراسات علمية مختلفة أن قلة النوم من شأنه أن يترك الفرد جائعاً طوال الوقت، فنقصان النوم يرتبط بزيادة الجوع، وتحفيز الرغبة الشديدة لتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، والكربوهيدرات، وبالتالي زيادة الوزن فالنوم يؤثر على هرمونين رئيسيين مرتبطين بالشهية، وهما:

⁃ هرمون جريلين: وهو هرمون الجوع الذي يعد بمثابة إشارة الدماغ لطلب الطعام والإحساس بالجوع، وعندما تقل عدد ساعات النوم قد يزداد إفرازه في الجسم مما يعطي الفرد إحساساً بالجوع ويؤدي به إلى تناول الكثير من الطعام وبالتالي زيادة الوزن.

⁃ هرمون اللبتين: وهو هرمون الشبع ويعمل على العكس تماماً من سابقه؛ فهو إشارة الدماغ للإحساس بالامتلاء والشبع وعند عدم اكتفاء الفرد من النوم يقل معدل إفرازه مما يزيد الإحساس بالحاجة إلى المزيد والمزيد من الطعام، فالأشخاص، الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، لا يعانون من زيادة الوزن فحسب، بل يعانون أيضاً من زيادة في مستوى السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم وتخزين الدهون.

وأردف «ولي» أن الدراسة التي قام بها باحثون في جامعة ليدز البريطانية بينت أن النوم الأقل قد يعني أكثر بدانة، لا سيما بالنسبة إلى أولئك الذين لديهم نظام غذائي غير صحي، كما تبين أن الذين ينامون ساعات أقل لديهم مستويات أقل من الدهون المسماة (HDL)، وهو النوع الجيد من الدهون الذي يساعد على إزالة الدهون السيئة من الدورة الدموية، ويحمي بإذن الله من أمراض القلب والشرايين.

وأكد «ولي» أن المختصين أشاروا إلى أن من يعانون من نقص واضح في ساعات نومهم لا يفقدون الوزن بسهولة، بل إن بعضهم قد يكون يمارس الرياضة بانتظام، ويلتزم بنظام غذائي قليل السعرات، إلا أنه لا يفقد وزنه؛ مما يشعره بعدم جدوى ما يفعله فيدخل في دوامة اليأس والإحباط، ويزهد في الرياضة، ويتوقف عن الالتزام بنظام غذائي فيزيد وزنه ثم يزيد أكثر، ويفقد الأمل في الوصول إلى وزن مناسب، ويصل إلى نقطة اللا عودة فقط بسبب قلة النوم.

ونصح استشاري الصدر وطب النوم بضرورة مقاومة إغراءات الأنشطة الاجتماعية في أوقات متأخرة من الليل، تغيير ثقافة ارتباط الترفيه الاجتماعي بالتدخين الذي يعد منبهاً شديداً للدماغ والإفراط في السهر وتناول الكافيين، تجنب إثارة الذهن قبل النوم بساعتين على الأقل بتحجيم التعلّق بوسائل التواصل الاجتماعي، تقليل الضوضاء وشدة الأضواء، عدم الإفراط في تناول الطعام مساءً، محاولة ضبط مواعيد النوم بالتدرّج، كتقديمها بمقدار نصف ساعة يومياً حتى تستقر خلال ساعات الليل عِوضاً عن النهار، التعرّض لضوء الشمس أثناء ساعات الصباح لحض الجسم على التنبّه والشعور بالنشاط، تجنب القيلولة الطويلة أثناء النهار حتى لا تتسبب في تأخير النوم ليلاً، كما أن مزاولة تمارين الاسترخاء قبل النوم تساعد في الحصول على نوم هادئ.