مصير الزعيم البريطاني بأيدي امرأتين.. هل تطلق سكوتلنديارد رصاصة الرحمة؟
01 Class="articledate">الأربعاء Class="articledate">الأربعاء 02 / هـ رجب
(لندن) ياسين _online@ أحمد
يكافح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أجل البقاء في منصبه. هذه هي النتيجة الطبيعية لفضيحة ما أطلق عليه «حفلات غيت»، في إشارة إلى سلسلة من السهرات الصاخبة في حديقة المنزل رقم 10 شارع دواننغ- أشهر عنوان في بريطانيا والعالم- مقر رئيس الحكومة البريطانية؛ في أتون الموجة الأولى لفايروس كورونا الجديد التي اجتاحت المملكة المتحدة في شتاء 2020. وكانت حكومة جونسون أمرت آنذاك بأول إغلاق للبلاد. وأردفت ذلك بتعليمات مشددة تحظر تنقلات الأفراد، وتمنع التزاور بين العائلات. ومن المفارقات أن كوفيد-19، الذي كاد يودي بحياة جونسون في مارس/ أبريل 2020، قد يودي بحياته السياسية، في أعقاب نشر تقرير لجنة تحقيق قادتها موظفة الخدمة المدنية سو غرانت. وواجه البريطانيون أمس أكبر صدمة صحية في حياتهم بإعلان وزارة الصحة أنها سجلت 848962 إصابة جديدة، تشمل من تكررت إصابتهم بالفايروس. واضطر جونسون المهيض الجناح إلى الاعتذار أمام أعضاء مجلس العموم مساء الإثنين. واعتبر تقرير غراي أن الحفلات التي استضافها جونسون في حديقة مقره الرسمي تمثل «إخفاقاً كبيراً» في الالتزام بالمعايير التي يفترض أن تتقيد بها الحكومة، ومراعاة التضحيات الكبيرة التي قدمها ملايين البريطانيين في أتون الوباء العالمي. وعلى رغم تعدد الدعوات إلى جونسون للاستقالة؛ فقد رفض ذلك الخيار، ووعد بإجراء إصلاحات، وتغيير موظفي مكتبه. بيد أن جونسون واجه ما هو أخطر من غضب نواب الأحزاب الأخرى في مجلس العموم (البرلمان). فقد أعرب عدد كبير من نواب حزب المحافظين الذي يتزعمه عن غضبهم الشديد على تصرفات رئيس الحكومة. ويملك نواب المحافظين سلطة التقدم بطلبات لحجب الثقة عن جونسون، ما سيؤدي إلى إجباره على الاستقالة. وتزداد الأمور تعقيداً بالنسبة إلى جونسون بسبب استمرار شرطة سكوتلنديارد (المباحث البريطانية) في التحقيق في 12 حفلة يزعم أن جونسون أقامها في حدائق المنزل الأشهر؛ ومنها حفلة في مناسبة يوم ميلاده أقامها في الشقة المخصصة لسكنه داخل ذلك المبنى.
وكما كان متوقعاً؛ فإن زعيم المعارضة العمالي سير كير ستارمر ونواب الأحزاب الأخرى الممثلة في البرلمان أوسعوا جونسون بالانتقادات، والطعن في أهليته القيادية. غير أن الطعنات الأشد غوراً جاءته من رئيسة الوزراء المحافظة السابقة تيريزا ماي. ووصفت صحيفة «ديلي ميل» ماي بقولها إن من يقومون بالاغتيال عادة ما يتدثرون بهندام أسود... بيد أن ماي اختارت أن ترتدي في تلك الجلسة البرلمانية سترة زرقاء. وجليت على مقعد لا يبعد كثيراً عن هدفها. وهو هدفها لأنه تسبب في إرغامها على الاستقالة ليحل محلها. وقالت ماي خلال الجلسة: إما أن جونسون وبطانته لم يقرأوا الإرشادات الصحية، أو أنهم لم يفهموا ما تعنيه تلك الإرشادات، أو أنهم اعتقدوا أنها لا تنطبق على المنزل رقم 10. وحاول جونسون تغيير موضوع الجلسة بعيداً عن المخاوف التي تحدق مستقبله السياسي. فقد عمد إلى التذكير بمرور عام على الطلاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي (بريكست). وسارع إلى إعلان قيامه في اليوم التالي بزيارة عاجلة إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في مسعى لمنع روسيا من غزو أوكرانيا. ومهما يكن فإن المراقبين في لندن يرون أن تقرير غراي، الذي كان موجزاً بسبب قيام شرطة سكوتلنديارد بالتحقيق في حفلات جونسون، سيتيح لجونسون فرصة لالتقاط أنفاسه ريثما يصدر تقرير الشرطة، الذي سيتركز حولما إذا كان رئيس الوزراء قد ارتكب أية مخالفة للأنظمة. وإذا كانت تلك هي خلاصته فلن يكون أمام جونسون سوى خيار وحيد: الاستقالة. ورأى الوزير المحافظ السابق أندرو ميتشيل في البرلمان مساء الإثنين أن جونسون فقد سنده البرلماني والحزبي؛ في إشارة إلى الضرر الكبير الذي نجم عن تقرير غراي. وذكرت غراي في تقريرها أن لجنتها سلمت شرطة المباحث (سكوتلنديارد) 300 صورة فوتغرافية لحفلات جونسون. وأعلنت الشرطة أنها قد تستجوب جونسون وزوجته كاري خلال أيام. واضطر جونسون مرغماً خلال الجلسة البرلمانية إلى الموافقة على تحقيق الشرطة، وعلى صدور النسخة الكاملة لتحقيق غراي بعد صدور تقرير تحقيق سكوتلنديارد.
جهود شاملة لحماية بايدن من كوفيد
كشفت أسوشيتدبرس أمس أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان الوحيد الذي قدم إليه كوب من الماء أثناء اجتماعه بحكام الولايات في البيت الأبيض (الإثنين). وتم إجلاس الرئيس على بعد 10 أقدام من الحكام، ونائبته كمالا هاريس، وأعضاء حكومته. وأشارت إلى أن ذلك جزء يسير فحسب من الجهود التي تُبذل لحماية الرئيس من الإصابة بكوفيد-19، على رغم حصوله على جرعتي اللقاح، والجرعة التنشيطية الثالثة. وتتناقض تلك الجهود مع الرسالة التي ظل بايدن يجهد لتوصيلها للشعب الأمريكي. وخلاصتها: عودوا لحياتكم الطبيعية ولكن بحذر. وظل بايدن (79 عاماً) يخضع لحماية مكثفة مماثلة إبان حمتله الانتخابية في 2020؛ إذ أدار معظم حملته من خلال الاجتماعات المرئية. ولم يقم بأية جولة انتخابية إلا بعد إخضاع جميع مرافقيه لفحوص مسبقة. لكن تلك التدابير استمرت بعد انتقاله للبيت الأبيض. ويخشى مساعدوه أنه إذا أصيب أن تسفر إصابته «الاختراقية» عن تقويض الثقة الشعبية في اللقاحات، وأن تستخدم سلاحاً ضد بايدن الذي وعد بالقضاء على الوباء العالمي خلال حملته الانتخابية.