السفياني لـ «عكاظ»: بدأنا مشروعنا بتوثيق الشعر العربي
نعمل على ترجمة الكتاب السعودي المتميز إلى اللغات العالمية وتوزيعه باحترافية
ديسمبر 27 / 23:40 1443 Class="articledate">الخميس / الخميس ربيع 02 / الثاني
حاوره: Ali_makki2@ مكي علي
• في البداية كيف بدأ مشروع أدب، وتحديدا الموسوعة؟•• في البدء تحية خاصة لـ «عكاظ» التي تتابع باهتمام نبض الثقافة في عالمنا العربي بدقة وشغف ونشكرها على تسليط الضوء على مشروع الموسوعة العالمية للأدب العربي (أدب).
انطلقت «أدب» في عام 1999م مشروعا حالما بأن يكون موقعا يوثق للشعر والأدب العربي منذ بداياته في العصر الجاهلي إلى يومنا هذا، وكانت انطلاقاته الأولى من رحم شبكة الساخر الثقافية التي جمعت في منتدياتها ومجلتها نخبة من الكتاب والشعراء المميزين، وكان من أبرز أهداف إنشاء «أدب» جمع الأدباء العرب تحت مظلة رقمية آمنة مع السعي بالتعريف بهم وبإنتاجهم الأدبي.
مع مرور الزمن كانت الأيام تمضي ومشروع «أدب» يكبر ويتفرع في مجالات مختلفة ويسد الكثير من الثغرات الثقافية والأدبية وكان من بين مبادراته المهمة:
- خدمة جوال أدب والتي انطلقت مع ثورة الرسائل النصية وحرصنا فيها على تقديم عدد من القنوات الأدبية التي تزود المشتركين بروائع الأدب والاقتباسات المنتقاة بعناية كبيرة سواء من الأدب العربي أو من الترجمات للآداب العالمية.
- انطلاق حساب «أدب» على الشبكات الاجتماعية المختلفة وأهمها «تويتر» حيث بلغ عدد متابعي الحساب أكثر من 2 مليون متابع.، وقدم الحساب عددا من الفعاليات الثقافية من بينها ثلاثاء أدب الأسبوعي وهو وسم يقدم كل أسبوع التعريف بشخصية أدبية أو فكرية أو اختيار موضوع أدبي مثل أدب الوطن أدب الغربة..إلخ، ويشارك فيه المغردون باختياراتهم وإضافاتهم وتعليقاتهم.
- نقل المناسبات الثقافية (المحاضرات/الندوات) من أماكن حدوثها إلى «تويتر» نقلا حيا، وقد نقلت «أدب» الكثير من هذه المناسبات المختلفة وتابعها ألوف من جميع أنحاء العالم، حتى أصبحت «أدب» بفضل متابعيها الكثيرين محط اهتمام الكثيرين، ومتخصصة في هذا المجال الحيوي.
- وهناك المسابقات الكبرى التي أقامتها أدب ووصلت للملايين مثل مسابقة تحدي الإلقاء للكبار، وتحدي الإلقاء للصغار، وتحدي الخط العربي، وبسبب تفاعلها الكبير الذي حققته «أدب» عبر إدارتها لهذه الفعاليات فقد تعاونت معها وزارة الإعلام ومركز الملك عبدالله للغة العربية من أجل إقامة مثل هذه المسابقات الفريدة.
- دعمت أدب الكثير من الشعراء والمبدعين فطبعت في مشاريع مختلفة مع شركاء متنوعين عددا من الدواوين الشعرية التي حاز شعراؤها فيما بعد على جوائز تقديرية رفيعة المستوى.
- مع جائحة كورونا قدمت «أدب» صالون أدب الافتراضي الذي كان له أصداء واسعة، وقد كتبت عنه «عكاظ» مشكورة وقدم عددا من الأماسي الثقافية والشعرية لعدد من الشخصيات المحلية والعالمية عبر منصة زووم، ونقلها حية على «تويتر» في نفس اللحظة، ونفخر بأننا أول من فتح بوابة هذا النشاط الذي تناقلته بعد ذلك بعض المؤسسات والأفراد، ونظرا لهذه الخبرة المتميزة في تنفيذ وإدارة هذه الفعاليات الافتراضية تعاونت أدب مع وزارة الثقافة في تنفيذ 3 فعاليات عبارة عن ندوات افتراضية عبر صالون أدب الافتراضي حظيت بحضور جماهيري واسع.
- تطوير موقع «أدب» على الشبكة العالمية وتحويله إلى شبكة اجتماعية وقاعدة بيانات ومحرك بحث مدعوم بعدد كبير من الفلاتر، وأصبح الآن يمكن لأي أديب في العالم أن يسجل بنفسه في الموقع ويرفع نصوصه الشعرية ومقالاته الأدبية أو النقدية وغيرها، ويعدل عليها ويشاركها مع الآخرين ويتلقى تعليقاتهم وردودهم بالإضافة إلى الكثير من المزايا الفريدة وقد سجل الموقع إلى الآن أكثر من مليار قراءة.
وهناك الكثير من المشاريع الثقافية التي قدمها «أدب» وينوي الاستمرار في المزيد منها ولكن ضيق المساحة يجبرنا على الاختصار قدر المستطاع.
• تحولت الفكرة بعد ذلك إلى مجلس أدبي ودار نشر، كيف تم هذا السيناريو؟•• في إطار تطور «أدب» تحول فعلا كما ذكرتم إلى مؤسسة ثقافية كبيرة يمتد جمهورها على خارطة العالم بفضل انتشارنا على مواقع الإنترنت وبفضل العلاقات الكبيرة التي أقمناها مع الأدباء والمفكرين العرب في أنحاء العالم. حتى أصبح «أدب» بيت الأدباء العرب بحق، وهنا كان لا بد من أن يقدم أدب للجميع لقاءات تجمع الأدباء بجماهيرهم على أرض الواقع وفي العالم الافتراضي، وتعاونت «أدب» في هذا الصدد مع عدد كبير من المؤسسات الثقافية كالأندية الأدبية والجامعات ومعارض الكتب، ولا يفوتني أن أذكر هنا أن أدب تمتلك قاعدة بيانات ضخمة بأسماء وعناوين أدباء العالم العربي في جميع أنحاء العالم وتتواصل معهم باستمرار عبر موقعها الإلكتروني وتحظى «أدب» ولله الحمد بسمعة طيبة وثقة كبيرة من لدنهم.
بسبب ذلك كله أقمنا العديد من المحاضرات والندوات والأمسيات على أرض الواقع وفي العالم الافتراضي لضمان استمرار التواصل والتأثير، وفي فترة سابقة كنا ننشر بالشراكة مع بعض دور النشر المحلية والعربية مثل منتدى المعارف و«أثر» و «دار تشكيل»، وكان للإصدارات التي نشرناها صدى واسع وانتشار كبير ما جعلنا نفكر في إيجاد ذراع لأدب يدخل عالم النشر ولكن وفق سياسة جديدة تعتمد على النشر المدعوم ولو جزئيا من أجل أن نحافظ باقتدار على الجودة التي تميزنا فيها في جميع مشاريعنا.
• في دخولها لعالم النشر، اتجهت «أدب» لفضاء الكتب المترجمة، هل هناك أطر محددة لخيارات الترجمة؟ •• في بداية النشر كان نشرا مشتركا ومعظمه لدواوين شعرية وقصص قصيرة، ومع استقلال «أدب» بالنشر بدأنا بخط الترجمة لأسباب كثيرة منها غياب أو نقص المشاريع الوطنية الجادة في الترجمة، وقد وضعنا إطارا لاختيارات الكتب المترجمة نرى أنه الأنسب حتى هذه اللحظة في عالم النشر المترجم وبداية هذه الأطر أننا شكلنا لجنة استشارية تتكون من مجموعة متنوعة من الأسماء المميزة في عدد من العلوم الإنسانية يقومون بالاختيار من جهة وبتحكيم الاختيارات التي ترد إلى الدار من الجمهور أو من المترجمين وإبداء الرأي حيال مناسبتها، وكان من الأطر المهمة البعد عن الكتب المبتذلة مهما كان انتشارها والتركيز على الكتب في حقول العلوم الإنسانية التي كتبت بلغة إبداعية محببة تفتح آفاق المعرفة للقراء المتخصصين والمهتمين بعوالم القراءة ومتابعة الجديد، على أن لا تكون كتبا متخصصة دقيقة في تخصصها حتى لا تصبح الاستفادة منها محدودة.
وحرصنا على انتقاء المترجمين المميزين ورغم تميزهم تمر ترجماتهم بمراجعة وتحرير وتدقيق ثم يتم تحكيمها من متخصصين في المجال، وذلك أحد أسرار نجاح إصدارات أدب وتلقيها بالقبول حيث حرصنا أن تخرج للقارئ بصورة مفعمة بالجمال والوضوح والعلمية بعيدة عن الركاكة والتعقيد الذي يطال بعض الترجمات العربية.
• هل تهدف أدب لصناعة فضاء خاص لدعم المترجم السعودي؟
•• نحن سعداء بأن المشروع في أولى خطواته استقطب خمسة من المترجمين السعوديين الأكفاء، وقد قدموا لنا ترجمات رائعة نالت إعجاب المحكمين والقراء على حد سواء، وسنسعى لتكريس هذا الاستقطاب للكفاءات السعودية بشرط أن تكون كفاءات متميزة جدا، أو كفاءات قابلة للتطوير وتلقي الملاحظات والاستفادة من الخدمات والدعم اللوجستي الذي يقدمه أدب لهم.
• لو توقفت إثراء عن دعم المشروع هل لديكم محفزات للاستمرار؟
•• يجب أن نسجل لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) شكرا عميقا على تبنيه لهذا المشروع من جهة ودعمه له، وللطريقة الاحترافية التي أدار بها معنا هذا المشروع حيث استطعنا معا أن ننجز قرابة 15 كتابا متميزا في غضون 9 أشهر، ولولا المرونة الكبيرة التي يتحلون بها والخبرة في إدارة المشاريع الثقافية لتعثر المشروع مثلما تعثرت مشاريع أخرى أو تقلصت.
وبشأن الاستمرار فاعتقادنا يقول إن «إثراء» لن تتوقف عن دعمها للمشروع لإيمانها بالفكرة وجدواها وللنجاح الذي تحقق، وأكبر محفز لمثل هذه المشروعات هو الاستقبال الرائع من القراء العرب والثناء العاطر عليها، وسنجتهد ونعمل ما في وسعنا أن نظل على نفس الطريق مع شريكنا الاستراتيجي «إثراء» بإذن الله تعالى
• ما هي محدداتكم لعدد الكتب التي ستصدر سنويا؟
•• ليس هناك محدد زمني لعدد الإصدارات ونحن ملتزمون بذلك حتى لا يغلب المعيار الكمي على الكيفي وجودة العمل، فمتى ما أنجز كتاب وتجاوز المراجعة والتحكيم وصار جاهزا لمصافحة القراء دفعنا به إلى عجلة المطبعة.
• هل هناك نية لترجمة الأعمال الأدبية؟ •• نعتقد أنه لا مانع لدينا من ترجمة التراث الإنساني أجمع ما دام صالحا للمثاقفة ويحتاجه القارئ العربي، فبمجرد تجاوزه لمعايير اللجنة الاستشارية وتحقيقه للأهداف سنرحب به كثيرا. والأعمال الأدبية باختلاف تنوعها وثقافتها أمر محبب للقراء العرب، بل جميع الأعمال في العلوم والمعارف لذلك ستكون ثلاثية كاسيرر (فلسفة الأشكال الرمزية) أحد أعمالنا القادمة، وكذلك العمل الضخم والمهم جدا لفيكو الإيطالي المعنون ب (العلم الجديد) قريبا سيكون بين يدي القارئ العربي مترجما عن الإيطالية القديمة، وهو إنجاز في غاية الأهمية وسيكون له أصداء واسعة بإذن الله.
• كتابكم الموسوعي «أدباء» خرج بحلة أنيقة جدا، هل هناك نية لإصدار أجزاء أخرى في مجالات ثانية؟ •• كتاب أدباء من الكتب التي لاقت أصداء مميزة بسبب جودة الإخراج التي عملنا عليها ليل نهار مع فريق عمل متميز ليخرج بهذه الحلة المتميزة، وأسجل هنا أن الدار الأجنبية كان لديها تخوف من إخراج الكتاب بالصورة المشابهة للأصل البريطاني، ولكننا تلقينا منهم أخيرا رسالة تؤكد انبهارهم من العمل ومن تصميم الغلاف بطريقة تفوق الطريقة التي اتخذوها في الإخراج، والآن نحن نعكف على إخراج الكتاب الموسوعي الآخر من نفس الدار بعنوان (فلاسفة حياتهم وأعمالهم) وهو خبر نخص به صحيفتكم المميزة «عكاظ».
• ما هو سقف طموحات «أدب»؟ •• سقف طموحاتنا هو الغاية التي لا تدرك وهي رضا القراء والمتابعين العرب وغير العرب الذين دائما يتوقعون من «أدب» كل مدهش، وهذا يحفزنا دائما للمزيد... ولذلك نقول بكل تواضع رضا القراء.. غاية تدرك!
• ما هي أهم المعوقات التي تواجه توزيع الكتاب السعودي داخليا وخارجيا؟
•• الكتاب السعودي والعربي على وجه العموم يعاني من مشكلة كبيرة في التوزيع بل نعتقد أن أكبر مشكلة تواجه الكتاب العربي هي مشكلة التوزيع من جهات متعددة أبرزها؛ هو عدم وجود جهات متخصصة فقط في التوزيع تتمتع بالانتشار الكافي على مستوى العالم العربي وتتنافس فيما بينها لتحقق جودة في التوزيع وانخفاضا في الأسعار، ففي السعودية مثلا تتحكم في التوزيع تقريبا جهة واحدة وتأخذ 50% إلى 60% من سعر الكتاب وهذا يعني أن الناشر سيضطر إلى ضرب السعر في اثنين من أجل أن يحصل الموزع على نسبته المبالغ فيها، وينعكس ذلك تلقائيا على سعر الكتاب فبدلا من أن يكون سعر الكتاب ب 60 ريالا مثلا يصبح ب 120 ريالا!، وغالب الموزعون ونقاط البيع الآن يعملون وفق هذا المبدأ، فإذا أضفت إلى ذلك أن الموزع لا يدفع إلا بالآجل ووفقا للتصريف وإعادة الرجيع فهذا يعني أنك أمام سوق محبط للناشر العربي والسعودي على حد سواء!
ونتكلم هنا ليس من باب الشكوى والتذمر ولكن لإيضاح الطريقة الخاطئة التي يدار بها قطاع التوزيع في العالم العربي وانعكاس ذلك على جودة العمل من جهة لأن الناشر سيسعى لخفض تكاليف العمل؛ فيلغي المراجعة والتدقيق والتحرير ليقلل المصاريف وينعكس كذلك على أسعار الكتب التي نرى فيها الارتفاع الملحوظ الذي يتذمر منه القارئ العربي.
• أخيرا.. هل من أهداف «أدب» ترجمة الكتب السعودية بلغات أخرى؟
•• هذا سؤال مهم للغاية وفي البداية أقول إن مسألة ترجمة الكتاب السعودي ليست معضلة فيمكن لنا في «أدب» وغير «أدب» أن نترجم الكثير من الكتب السعودية وقد فعلت بعض الجهات مثل هذا العمل مثل وزارة الثقافة مثلا! لكن السؤال أين تذهب هذه الكتب المترجمة؟
بمعنى آخر يجب أن يكون لديك موزع محترف في العالم الآخر يقوم بتوزيع وتسويق الكتب السعودية المترجمة للغات الأخرى وإلا فإن مصيرها سيكون مستودعات الجهات التي ترجمتها أو مستودعات موزع ضعيف لا قيمة لعمله، ونعمل في «أدب» الآن لإجراء اتفاقات كبيرة مع موزعين كبار في العالم الغربي ولعلها ترى النور قريبا وبعدها يمكن لنا أن نعلن عن مشروعنا القادم في ترجمة الكتاب السعودي المتميز للغات الأخرى ليكون مشروعا عمليا وليس عملا يراد منه البهرجة والكسب الإعلامي، ونحن متفائلون بتحقيق هذه الخطوة بإذن الله ثم بدعم الجهات المشرفة على القطاع.
من فكرة وموقع إلكتروني حتى تحول إلى موسوعة ودار نشر، كان مشروع «أدب» يمضي بخطى واثقة في مشهدنا الثقافي والعربي. ومع موسم معرض الرياض قوبلت إصدارات «أدب» التي صدرت بالدعم من مركز إثراء الثقافي بحالة من التقدير والإعجاب من المثقفين والقراء. ومحاولة لسبر آفاق هذا المشروع الوطني المهم ألتقت ثقافة «عكاظ» بالدكتور عبدالله السفياني مؤسس ورئيس مشروع ودار أدب وكان هذا الحوار:
بدعم «إثراء».. أنجزنا 15 كتاباً متميزاً في 9 أشهر
تعاونت «أدب» مع وزارة الثقافة في تنفيذ 3 فعاليات
سوق التوزيع محبط للناشر العربي والسعودي على حد سواء!
استقطبنا خمسة من المترجمين السعوديين الأكفاء وقدموا لنا ترجمات رائعة
«عكاظ» تتابع باهتمام نبض الثقافة في عالمنا العربي بدقة وشغف
نعكف على إخراج الكتاب الموسوعي (فلاسفة حياتهم وأعمالهم)
انطلقت «أدب» في عام 1999م مشروعا حالما بأن يكون موقعا يوثق للشعر والأدب العربي منذ بداياته في العصر الجاهلي إلى يومنا هذا، وكانت انطلاقاته الأولى من رحم شبكة الساخر الثقافية التي جمعت في منتدياتها ومجلتها نخبة من الكتاب والشعراء المميزين، وكان من أبرز أهداف إنشاء «أدب» جمع الأدباء العرب تحت مظلة رقمية آمنة مع السعي بالتعريف بهم وبإنتاجهم الأدبي.
مع مرور الزمن كانت الأيام تمضي ومشروع «أدب» يكبر ويتفرع في مجالات مختلفة ويسد الكثير من الثغرات الثقافية والأدبية وكان من بين مبادراته المهمة:
- خدمة جوال أدب والتي انطلقت مع ثورة الرسائل النصية وحرصنا فيها على تقديم عدد من القنوات الأدبية التي تزود المشتركين بروائع الأدب والاقتباسات المنتقاة بعناية كبيرة سواء من الأدب العربي أو من الترجمات للآداب العالمية.
- انطلاق حساب «أدب» على الشبكات الاجتماعية المختلفة وأهمها «تويتر» حيث بلغ عدد متابعي الحساب أكثر من 2 مليون متابع.، وقدم الحساب عددا من الفعاليات الثقافية من بينها ثلاثاء أدب الأسبوعي وهو وسم يقدم كل أسبوع التعريف بشخصية أدبية أو فكرية أو اختيار موضوع أدبي مثل أدب الوطن أدب الغربة..إلخ، ويشارك فيه المغردون باختياراتهم وإضافاتهم وتعليقاتهم.
- نقل المناسبات الثقافية (المحاضرات/الندوات) من أماكن حدوثها إلى «تويتر» نقلا حيا، وقد نقلت «أدب» الكثير من هذه المناسبات المختلفة وتابعها ألوف من جميع أنحاء العالم، حتى أصبحت «أدب» بفضل متابعيها الكثيرين محط اهتمام الكثيرين، ومتخصصة في هذا المجال الحيوي.
- وهناك المسابقات الكبرى التي أقامتها أدب ووصلت للملايين مثل مسابقة تحدي الإلقاء للكبار، وتحدي الإلقاء للصغار، وتحدي الخط العربي، وبسبب تفاعلها الكبير الذي حققته «أدب» عبر إدارتها لهذه الفعاليات فقد تعاونت معها وزارة الإعلام ومركز الملك عبدالله للغة العربية من أجل إقامة مثل هذه المسابقات الفريدة.
- دعمت أدب الكثير من الشعراء والمبدعين فطبعت في مشاريع مختلفة مع شركاء متنوعين عددا من الدواوين الشعرية التي حاز شعراؤها فيما بعد على جوائز تقديرية رفيعة المستوى.
- مع جائحة كورونا قدمت «أدب» صالون أدب الافتراضي الذي كان له أصداء واسعة، وقد كتبت عنه «عكاظ» مشكورة وقدم عددا من الأماسي الثقافية والشعرية لعدد من الشخصيات المحلية والعالمية عبر منصة زووم، ونقلها حية على «تويتر» في نفس اللحظة، ونفخر بأننا أول من فتح بوابة هذا النشاط الذي تناقلته بعد ذلك بعض المؤسسات والأفراد، ونظرا لهذه الخبرة المتميزة في تنفيذ وإدارة هذه الفعاليات الافتراضية تعاونت أدب مع وزارة الثقافة في تنفيذ 3 فعاليات عبارة عن ندوات افتراضية عبر صالون أدب الافتراضي حظيت بحضور جماهيري واسع.
- تطوير موقع «أدب» على الشبكة العالمية وتحويله إلى شبكة اجتماعية وقاعدة بيانات ومحرك بحث مدعوم بعدد كبير من الفلاتر، وأصبح الآن يمكن لأي أديب في العالم أن يسجل بنفسه في الموقع ويرفع نصوصه الشعرية ومقالاته الأدبية أو النقدية وغيرها، ويعدل عليها ويشاركها مع الآخرين ويتلقى تعليقاتهم وردودهم بالإضافة إلى الكثير من المزايا الفريدة وقد سجل الموقع إلى الآن أكثر من مليار قراءة.
وهناك الكثير من المشاريع الثقافية التي قدمها «أدب» وينوي الاستمرار في المزيد منها ولكن ضيق المساحة يجبرنا على الاختصار قدر المستطاع.
• تحولت الفكرة بعد ذلك إلى مجلس أدبي ودار نشر، كيف تم هذا السيناريو؟•• في إطار تطور «أدب» تحول فعلا كما ذكرتم إلى مؤسسة ثقافية كبيرة يمتد جمهورها على خارطة العالم بفضل انتشارنا على مواقع الإنترنت وبفضل العلاقات الكبيرة التي أقمناها مع الأدباء والمفكرين العرب في أنحاء العالم. حتى أصبح «أدب» بيت الأدباء العرب بحق، وهنا كان لا بد من أن يقدم أدب للجميع لقاءات تجمع الأدباء بجماهيرهم على أرض الواقع وفي العالم الافتراضي، وتعاونت «أدب» في هذا الصدد مع عدد كبير من المؤسسات الثقافية كالأندية الأدبية والجامعات ومعارض الكتب، ولا يفوتني أن أذكر هنا أن أدب تمتلك قاعدة بيانات ضخمة بأسماء وعناوين أدباء العالم العربي في جميع أنحاء العالم وتتواصل معهم باستمرار عبر موقعها الإلكتروني وتحظى «أدب» ولله الحمد بسمعة طيبة وثقة كبيرة من لدنهم.
بسبب ذلك كله أقمنا العديد من المحاضرات والندوات والأمسيات على أرض الواقع وفي العالم الافتراضي لضمان استمرار التواصل والتأثير، وفي فترة سابقة كنا ننشر بالشراكة مع بعض دور النشر المحلية والعربية مثل منتدى المعارف و«أثر» و «دار تشكيل»، وكان للإصدارات التي نشرناها صدى واسع وانتشار كبير ما جعلنا نفكر في إيجاد ذراع لأدب يدخل عالم النشر ولكن وفق سياسة جديدة تعتمد على النشر المدعوم ولو جزئيا من أجل أن نحافظ باقتدار على الجودة التي تميزنا فيها في جميع مشاريعنا.
• في دخولها لعالم النشر، اتجهت «أدب» لفضاء الكتب المترجمة، هل هناك أطر محددة لخيارات الترجمة؟ •• في بداية النشر كان نشرا مشتركا ومعظمه لدواوين شعرية وقصص قصيرة، ومع استقلال «أدب» بالنشر بدأنا بخط الترجمة لأسباب كثيرة منها غياب أو نقص المشاريع الوطنية الجادة في الترجمة، وقد وضعنا إطارا لاختيارات الكتب المترجمة نرى أنه الأنسب حتى هذه اللحظة في عالم النشر المترجم وبداية هذه الأطر أننا شكلنا لجنة استشارية تتكون من مجموعة متنوعة من الأسماء المميزة في عدد من العلوم الإنسانية يقومون بالاختيار من جهة وبتحكيم الاختيارات التي ترد إلى الدار من الجمهور أو من المترجمين وإبداء الرأي حيال مناسبتها، وكان من الأطر المهمة البعد عن الكتب المبتذلة مهما كان انتشارها والتركيز على الكتب في حقول العلوم الإنسانية التي كتبت بلغة إبداعية محببة تفتح آفاق المعرفة للقراء المتخصصين والمهتمين بعوالم القراءة ومتابعة الجديد، على أن لا تكون كتبا متخصصة دقيقة في تخصصها حتى لا تصبح الاستفادة منها محدودة.
وحرصنا على انتقاء المترجمين المميزين ورغم تميزهم تمر ترجماتهم بمراجعة وتحرير وتدقيق ثم يتم تحكيمها من متخصصين في المجال، وذلك أحد أسرار نجاح إصدارات أدب وتلقيها بالقبول حيث حرصنا أن تخرج للقارئ بصورة مفعمة بالجمال والوضوح والعلمية بعيدة عن الركاكة والتعقيد الذي يطال بعض الترجمات العربية.
• هل تهدف أدب لصناعة فضاء خاص لدعم المترجم السعودي؟
•• نحن سعداء بأن المشروع في أولى خطواته استقطب خمسة من المترجمين السعوديين الأكفاء، وقد قدموا لنا ترجمات رائعة نالت إعجاب المحكمين والقراء على حد سواء، وسنسعى لتكريس هذا الاستقطاب للكفاءات السعودية بشرط أن تكون كفاءات متميزة جدا، أو كفاءات قابلة للتطوير وتلقي الملاحظات والاستفادة من الخدمات والدعم اللوجستي الذي يقدمه أدب لهم.
• لو توقفت إثراء عن دعم المشروع هل لديكم محفزات للاستمرار؟
•• يجب أن نسجل لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) شكرا عميقا على تبنيه لهذا المشروع من جهة ودعمه له، وللطريقة الاحترافية التي أدار بها معنا هذا المشروع حيث استطعنا معا أن ننجز قرابة 15 كتابا متميزا في غضون 9 أشهر، ولولا المرونة الكبيرة التي يتحلون بها والخبرة في إدارة المشاريع الثقافية لتعثر المشروع مثلما تعثرت مشاريع أخرى أو تقلصت.
وبشأن الاستمرار فاعتقادنا يقول إن «إثراء» لن تتوقف عن دعمها للمشروع لإيمانها بالفكرة وجدواها وللنجاح الذي تحقق، وأكبر محفز لمثل هذه المشروعات هو الاستقبال الرائع من القراء العرب والثناء العاطر عليها، وسنجتهد ونعمل ما في وسعنا أن نظل على نفس الطريق مع شريكنا الاستراتيجي «إثراء» بإذن الله تعالى
• ما هي محدداتكم لعدد الكتب التي ستصدر سنويا؟
•• ليس هناك محدد زمني لعدد الإصدارات ونحن ملتزمون بذلك حتى لا يغلب المعيار الكمي على الكيفي وجودة العمل، فمتى ما أنجز كتاب وتجاوز المراجعة والتحكيم وصار جاهزا لمصافحة القراء دفعنا به إلى عجلة المطبعة.
• هل هناك نية لترجمة الأعمال الأدبية؟ •• نعتقد أنه لا مانع لدينا من ترجمة التراث الإنساني أجمع ما دام صالحا للمثاقفة ويحتاجه القارئ العربي، فبمجرد تجاوزه لمعايير اللجنة الاستشارية وتحقيقه للأهداف سنرحب به كثيرا. والأعمال الأدبية باختلاف تنوعها وثقافتها أمر محبب للقراء العرب، بل جميع الأعمال في العلوم والمعارف لذلك ستكون ثلاثية كاسيرر (فلسفة الأشكال الرمزية) أحد أعمالنا القادمة، وكذلك العمل الضخم والمهم جدا لفيكو الإيطالي المعنون ب (العلم الجديد) قريبا سيكون بين يدي القارئ العربي مترجما عن الإيطالية القديمة، وهو إنجاز في غاية الأهمية وسيكون له أصداء واسعة بإذن الله.
• كتابكم الموسوعي «أدباء» خرج بحلة أنيقة جدا، هل هناك نية لإصدار أجزاء أخرى في مجالات ثانية؟ •• كتاب أدباء من الكتب التي لاقت أصداء مميزة بسبب جودة الإخراج التي عملنا عليها ليل نهار مع فريق عمل متميز ليخرج بهذه الحلة المتميزة، وأسجل هنا أن الدار الأجنبية كان لديها تخوف من إخراج الكتاب بالصورة المشابهة للأصل البريطاني، ولكننا تلقينا منهم أخيرا رسالة تؤكد انبهارهم من العمل ومن تصميم الغلاف بطريقة تفوق الطريقة التي اتخذوها في الإخراج، والآن نحن نعكف على إخراج الكتاب الموسوعي الآخر من نفس الدار بعنوان (فلاسفة حياتهم وأعمالهم) وهو خبر نخص به صحيفتكم المميزة «عكاظ».
• ما هو سقف طموحات «أدب»؟ •• سقف طموحاتنا هو الغاية التي لا تدرك وهي رضا القراء والمتابعين العرب وغير العرب الذين دائما يتوقعون من «أدب» كل مدهش، وهذا يحفزنا دائما للمزيد... ولذلك نقول بكل تواضع رضا القراء.. غاية تدرك!
• ما هي أهم المعوقات التي تواجه توزيع الكتاب السعودي داخليا وخارجيا؟
•• الكتاب السعودي والعربي على وجه العموم يعاني من مشكلة كبيرة في التوزيع بل نعتقد أن أكبر مشكلة تواجه الكتاب العربي هي مشكلة التوزيع من جهات متعددة أبرزها؛ هو عدم وجود جهات متخصصة فقط في التوزيع تتمتع بالانتشار الكافي على مستوى العالم العربي وتتنافس فيما بينها لتحقق جودة في التوزيع وانخفاضا في الأسعار، ففي السعودية مثلا تتحكم في التوزيع تقريبا جهة واحدة وتأخذ 50% إلى 60% من سعر الكتاب وهذا يعني أن الناشر سيضطر إلى ضرب السعر في اثنين من أجل أن يحصل الموزع على نسبته المبالغ فيها، وينعكس ذلك تلقائيا على سعر الكتاب فبدلا من أن يكون سعر الكتاب ب 60 ريالا مثلا يصبح ب 120 ريالا!، وغالب الموزعون ونقاط البيع الآن يعملون وفق هذا المبدأ، فإذا أضفت إلى ذلك أن الموزع لا يدفع إلا بالآجل ووفقا للتصريف وإعادة الرجيع فهذا يعني أنك أمام سوق محبط للناشر العربي والسعودي على حد سواء!
ونتكلم هنا ليس من باب الشكوى والتذمر ولكن لإيضاح الطريقة الخاطئة التي يدار بها قطاع التوزيع في العالم العربي وانعكاس ذلك على جودة العمل من جهة لأن الناشر سيسعى لخفض تكاليف العمل؛ فيلغي المراجعة والتدقيق والتحرير ليقلل المصاريف وينعكس كذلك على أسعار الكتب التي نرى فيها الارتفاع الملحوظ الذي يتذمر منه القارئ العربي.
• أخيرا.. هل من أهداف «أدب» ترجمة الكتب السعودية بلغات أخرى؟
•• هذا سؤال مهم للغاية وفي البداية أقول إن مسألة ترجمة الكتاب السعودي ليست معضلة فيمكن لنا في «أدب» وغير «أدب» أن نترجم الكثير من الكتب السعودية وقد فعلت بعض الجهات مثل هذا العمل مثل وزارة الثقافة مثلا! لكن السؤال أين تذهب هذه الكتب المترجمة؟
بمعنى آخر يجب أن يكون لديك موزع محترف في العالم الآخر يقوم بتوزيع وتسويق الكتب السعودية المترجمة للغات الأخرى وإلا فإن مصيرها سيكون مستودعات الجهات التي ترجمتها أو مستودعات موزع ضعيف لا قيمة لعمله، ونعمل في «أدب» الآن لإجراء اتفاقات كبيرة مع موزعين كبار في العالم الغربي ولعلها ترى النور قريبا وبعدها يمكن لنا أن نعلن عن مشروعنا القادم في ترجمة الكتاب السعودي المتميز للغات الأخرى ليكون مشروعا عمليا وليس عملا يراد منه البهرجة والكسب الإعلامي، ونحن متفائلون بتحقيق هذه الخطوة بإذن الله ثم بدعم الجهات المشرفة على القطاع.
من فكرة وموقع إلكتروني حتى تحول إلى موسوعة ودار نشر، كان مشروع «أدب» يمضي بخطى واثقة في مشهدنا الثقافي والعربي. ومع موسم معرض الرياض قوبلت إصدارات «أدب» التي صدرت بالدعم من مركز إثراء الثقافي بحالة من التقدير والإعجاب من المثقفين والقراء. ومحاولة لسبر آفاق هذا المشروع الوطني المهم ألتقت ثقافة «عكاظ» بالدكتور عبدالله السفياني مؤسس ورئيس مشروع ودار أدب وكان هذا الحوار:
بدعم «إثراء».. أنجزنا 15 كتاباً متميزاً في 9 أشهر
تعاونت «أدب» مع وزارة الثقافة في تنفيذ 3 فعاليات
سوق التوزيع محبط للناشر العربي والسعودي على حد سواء!
استقطبنا خمسة من المترجمين السعوديين الأكفاء وقدموا لنا ترجمات رائعة
«عكاظ» تتابع باهتمام نبض الثقافة في عالمنا العربي بدقة وشغف
نعكف على إخراج الكتاب الموسوعي (فلاسفة حياتهم وأعمالهم)