طريق بريطانيا لاستكمال حريتها
خطة «ارتفاع المدّ» لمواجهة مخاطر أي سلالة متحورة جديدة
الثاني / 2021 / 1443 ربيع / 15 Class="articledate">الاثنين الاثنين 10 هـ
_online@ (لندن) «عكاظ»
كشفت صحيفة «ميل أون صانداي» البريطانية أمس أنها اطلعت على وثيقة حكومية تتضمن خطة للانعتاق من جميع القيود الصحية الهادفة لمحاربة وباء كورونا، بحلول السنة المقبلة. وأشارت إلى أن «خطة المخرج» من مخرج تحمل اسماً حركياً هو «عملية الانحدار المتدرّج». وأضافت أن الخطة تتضمن تفاصيل محددة لتفكيك البرنامج الحكومي لمكافحة نازلة فايروس كورونا الجديد، الذي رصدت له حكومة رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون 37 ملياراً من الجنيهات الاسترلينية. والهدف النهائي لـ «الانحدار المتدرج» هو «تجهيز بريطانيا لتعرف كيف تتعايش مع كوفيد خلال السنوات القادمة». وأوضحت الصحيفة أن العملية وردت في ملف يتكون من 160 صفحة، يتضمن عدداً كبيراً من الوثائق المختومة بعبارة «وثائق رسمية حساسة»، أعدها كبار مسؤولي الحكومة الذين تم تكليفهم بإعداد مرئيات للفكاك من قيود معركة بريطانيا ضد الفايروس. وتشمل الوثائق: إلغاء الإلزام القانوني بعزل من يصاب بالفايروس مدة 10 أيام، وإلغاء الفحوص المجانية للمواطنين، على أن يسمح لشركات خاصة بأن تتقاضى مقابلاً مالياً عن أي فحوص تجريها، وإلغاء البرنامج الحكومي لتعقب المخالطين وفحصهم، والتركيز في الحرب على الوباء على محاربة البؤر المحلية للعدوى، وحماية المرافق التي تواجه مخاطر عالية، كدور المسنين، وإلغاء دفع 500 جنيه (3 آلاف ريال) لأي شخص يطلب منه حَجْر نفسه في منزله حال تأكد تشخيص إصابته بالفايروس. وطبقاً للوثائق؛ فإن مسؤولي حكومة جونسون يؤكدون أن كوفيد سيظل «وباء محلياً لسنوات قادمة». كما أن ظهور مزيد من التحورات الوراثية للفايروس سيظل خطراً ماثلاً. بيد أن الافتراض الأساسي للتخطيط الحكومي البريطاني يتمثل في أن الشتاء لن يشهد ارتفاعاً يذكر في عدد الإصابات الجديدة. ويأتي الكشف عن هذه الخطط، فيما انحدر عدد الإصابات الجديدة في بريطانيا من 52009 قبل ثلاثة أسابيع إلى 38351 إصابة جديدة السبت. كما أنه يأتي بعدما أعلنت بريطانيا أن 12 مليوناً من سكانها حصلوا على جرعة تنشيطية ثالثة من لقاحات كوفيد-19. وأثارت «عملية الانحدار المتدرج» ارتياحاً واسع النطاق لدى رجال الأعمال وأرباب العائلات، الذين اعتبروها خطوة جريئة للفكاك من أسر القيود التي غيرت طبيعة الحياة في بريطانيا منذ سنتين. ونسبت «ذا ميل أون صانداي» إلى أشهر علماء الاجتماع في بريطانيا البرفسور روبرت دينغويل قوله، إن معاملة كوفيد-19 كأي فايروس تنفسي آخر يجب أن تشجع الناس على إزالة الخوف والهلع اللذين ظلا يلازمانهم طوال السنتين الماضيتين. غير أن علماء ومسؤولين دعوا إلى الحذر في تنفيذ «الانحدار المتدرج». وتساءل بعضهم: ماذا سيكون موقف الحكومة إذا ظهرت سلالة متحورة وراثياً جديدة، فيحين أن الحكومة عمدت إلى تفكيك البنية الأساسية لمنظمة مكافحة الوباء بموجب هذه الخطة؟ وأوضحت الصحيفة أن الوثائق المسرّبة تشير إلى أن مسؤولين حكوميين وصحيين يدرسون تحديد التدابير التي يمكن تقليصها للحد الأدنى قبيل حلول أبريل 2021. لكنها لا تذكر شيئاً عما ستكون عليه التدابير الوقائية بعد أبريل القادم. وكان رئيس الوزراء جونسون أكد أخيراً أن «كوفيد لا يزال بكل أسف يشكّل خطراً». وأضافت الصحيفة أن وكالة الأمن الصحي الحكومية ستقوم بوضع اللمسات الأخيرة لـ «الانحدار المتدرج»، على أن يتم تسليم الخطة إلى وزير الصحة ساجد جاويد. وزادت أن الحكومة ستكشف النقاب عن هذه الخطة على الأرجح بحلول نهاية السنة الحالية، ما لم تقع هجمة فايروسية جديدة. وتشير الوثائق المسربة إلى أن الحكومة البريطانية ستتخلى عن سياسة «دحر كوفيد مهما كلف ذلك». وستدرس بدلاً منها وضع سياسات تشمل تعزيز قدرات الخدمة الصحية الوطنية لشراء مزيد من الأدوية الجديدة لكوفيد-19. ونسبت «ذا ميل أون صانداي» إلى مصادر حكومية مطلقة لم تسمّها قولها إن الدافع الأساسي وراء هذه الخطة هو التحكم في الإنفاق الضخم الذي تتكبده الحكومة لمواجهة الوباء العالمي. وكان برنامج فحص المخالطين وتعقبهم كلف في عام 2020 ميزانية قدرها 22 مليار جنيه استرليني. وحصل البرنامج خلال 2021 على 15 ملياراً إضافياً.