السرد والحياة في ندوة واسيني الأعرج و ياسمينة خضرا
22:56 / 08 03 Class="articledate">الاثنين ربيع Class="articledate">الاثنين الثاني 1443
شبرق صالح (الشارقة)
جمعت فعاليات الدورة الأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب التي تتواصل حتى 13 نوفمبر الجاري، الكاتبين الجزائريين المقيمين في فرنسا، ياسمينة خضرا، وواسيني الأعرج، في ندوة أدبية واحدة، حملت عنوان «الرواية وما حولها».
وقدّم الندوة الإعلامي الإماراتي محمد ماجد السويدي، مبدياً في تقديمه أهمية معرض الشارقة الدولي للكتاب، ودوره في إتاحة لقاء مثل هاتين القامتين، اللذين تتحدث عنهما رواياتهما، فخضرا هو الكاتب «محمد مولسهول»، وهو من أشهر الروائيين الجزائريين في العالم، حيث كتب حوالى 40 رواية حول بعضها لأفلام، ونشرت مؤلفاته في أكثر من 50 دولة، ومن أهم أعماله «سنونو كابل» و«فضل الليل على النهار»، أما واسيني الأعرج، فروائي جزائري من أهمّ الأصوات الروائيّة في الوطن العربي، يدرس في جامعة الجزائر وجامعة السوربون في باريس، ومن رواياته «البيت الأندلسي»، و«مملكة الفراشة»، و«نساء كازانوفا».
الأدب ثورة
ياسمينة خضرا، أكد في بداية حديثه أنه أديب جزائري يعتز بجزائريته، وأنه ليس فرنسياً وإن كان يقيم في فرنسا وعرف فيها أكثر من العالم العربي، متحدثاً عن أصل التسمية «ياسمينة خضرا»، وكيف أخذ اسم زوجته «يمينة خضرا» للكتابة به، بعد أن أتعبته الرقابة على أعماله، لأنه عسكري سابق، حيث كتب ست روايات باسمه الحقيقي، موضحاً أن ناشره الفرنسي تصرف في هذا الاسم المستعار وأضاف له حرف السين ليصبح «ياسمينة»، ويشتهر به على مستوى العالم.
وحول الرواية قال خضرا: إن الأدب ثورة وكفاح وقضية إبداع، مستحضراً ومضات من سيرته في رحلته العالمية، حيث ولد في صحراء الجزائر سنة 1955، من عائلة جل أفرادها شعراء، وكان في بداياته يحاول أن يكون شاعراً حيث تأثر بشاعر العرب الكبير المتنبي، ليجرب السرد باللغة الفرنسية وينطلق في هذا المجال، مؤكداً أنه مازلت عنده أحلام كبيرة للوصول بالأدب الى أكثر من مكان، بوصفه مسجلاً في فرنسا من أكثر الأدباء الأحياء ترجمة لأعمالهم.
الكتاب.. أفضل صديق
وعن الكتابة قال خضرا إن الكاتب يكتب ما يعنيه وما يظن أنه فهمه، حيث تناول في مجموعة من الروايات مسألة (الإرهاب الديني)، مفضلاً هذه التسمية عن (الإرهاب الإسلامي)، الذي ألصق بالإسلام وهو منه براء، مصححاً الصورة النمطية عن المسلمين، ومن هذه الأعمال رواية (خليل)، التي كانت ردة فعل على الخطاب التحاملي ضد العرب والمسلمين.
وأضاف: «هذه هي مهمة الأدب، فحين تدخل في الرواية تدخل في نفسك وفي الآخر، والكتاب هو أكبر صديق للإنسان، ويجب أن نعلم الأطفال والشباب أهمية ذلك، فالأدباء هم أفضل من يعلمنا، والكتب في الواقع تربينا»، مثمناً دور مثل هذه المعارض الدولية في إعلاء قيمة الكتاب للأجيال الجديدة.
عوالم الرواية
الروائي واسيني الأعرج، استهل الأمسية أيضاً من حيث التسمية، مبينا أن اسمه حقيقي، حيث اختارت له والدته أن يحمل هذا الاسم تيمناً برجل صالح اسمه «سيدي محمد الواسيني»، مبيناً أن الأسماء نفسها تحتاج لكتاب، ليدخل في تفاصيل أعماله وعوالم الرواية، التي هي عبارة عن رحلة، وسلسلة من الدخول في النفس البشرية بكسوراتها وإخفاقاتها وتوهجها، ومن خلال هذه الرحلة تولد روايات عظيمة أو متوسطة – وفق واسيني -.
وقال: «لذلك الرواية قد تكلفك ذاتك، ويجب أن تضع في حسبانك هذه المخاطر، كما أنها فن النزول إلى الخطاب اليومي بكل رحابته، وهي مربوطة عندي بالسعادة، وعلى الكاتب أن يضع في ذهنه هذا الأمر، فمن الضروري أن يكون السرد مبهجاً».
إنصاف مي زيادة
وخصص واسيني الأعرج جزءاً كبيراً من حديثه حول تجربة كتابته لرواية ترصد حياة الأديبة اللبنانية مي زيادة، وكيف تتبع خطاها في مصر ولبنان وفلسطين، وزار مستشفى الأمراض العقلية الذي حجزت فيه، حيث كانت بدايته مع هذه الرحلة من خلال عبارة بسيطة كتبتها مي، مفادها «أتمنى أن أجد من ينصفني»، وقد كانت تلك بداية ميلاد عمل «مي: ليالي إيزيس كوبيا»، والتي يراها إنسانة ظلمت من قبل المجتمع ومحيطها الأدبي، بما فيهم رموز الثقافة في عصرها كطه حسين والعقاد، ما جعلها تعيش حالة من الكآبة فتركن للعزلة، إضافة إلى تآمر ابن عمها جوزيف عليها طمعاً في مالها.
ودحض واسيني العلاقة الوهمية الذي يتحدث عنها الناس بينها وبين جبران خليل جبران، حيث تبين له من خلال الغوص في المراسلات أنها كانت علاقة صداقة وإعجاب شديدين بينهما ولم تكن حباً، مشيداً بالموقف النبيل للكاتب أمين الريحاني في مساندتها، حيث ناضل سنوات إلى جانبها، وكتب كتابه «قصتي مع مي».