/ الثلاثاء 22:32 Class="articledate">الثلاثاء / 1443 / 20 2021 أكتوبر 26 ربيع هـ الأول
المكرمة) (مكة "عكاظ"
حصدت الزميلة المصورة نبيلة أبو الجدايل جائزة المركز الثاني في مسابقة «International Photography Awards» التي حظيت في دورتها الحالية بتنافس أكثر من 14 ألف مشاركة من 100 دولة على جوائزها، وحازت أعمالها على إعجاب المحكمين الدوليين الذين اختاروا مجموعة من أعمالها الفوتوغرافية التي كانت قد صورتها في موسم حج العام الماضي خلال تغطيتها الميدانية لصحيفة «عكاظ»، إذ اختارت الزميلة نبيلة أبوالجدايل، الركن الإسلامي الخامس (الحج) موضوعا لأعمالها، أبرزت خلاله جهود السعودية التي تقدمها لضيوف الرحمن، وقيم الحج الدينية والإنسانية والمكانية، عبر رصد فني لفت أنظار المقيّمين، وأبرزت العاصمة المقدسة مكة المكرمة، بصفتها أقدس مدن العالم بالنسبة للمسلمين، واهتم المحكمون بقدرتها عبر عدستها على رصد الشعائر التي أداها الحجاج في ظروف استثنائية واحترازية، بسبب جائحة كورونا، في تجربة وصفتها نبيلة بأنها تجربة العمر، حيث يتحد الحجاج ويتوافدون لأداء ركن الحج ولكنهم متباعدون في الصلاة والوقفة.
وقالت: تلقيت الخبر بفرحة وامتنان كبيرين ولم أتمالك نفسي من التعبير عن شعوري بالرضى والتقدير أمام عائلتي، إذ إنها تجربتي الأولى التي أخوضها لتصوير مناسك الحج العظيمة، وهنا لا بد من كلمة تقدير للأستاذ جميل الذيابي رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» الذي أتاح الفرصة لهذا التشريف بموافقته على أن أكون ضمن البعثة الإعلامية لصحيفة «عكاظ» لهذا العام الاستثنائي للحج.
وأضافت: خوض هذه التجربة يعتبر من لحظات العمر التي ستزيد من رصيدي للذكريات السعيدة بروحانيتها. بالفعل كانت جميلة بكل ما تحمله الكلمات من معنى، لإحساسي برضى ربي عني وعدستي تلتقط صور الحجاج، ويقيني بتواجدي في حدث غير مسبوق، فكأنني -بكل الاحترازات التي كان معمولاً بها من حولي من قبل حكومة المملكة- والكاميرا في يدي والتسبيح على لساني في حلم خاص بي إن جاز لي التعبير، لأن مثل هذه المشاعر من الصعب بحق وصفها الدقيق في كلمات.
وتابعت: الجائزة الفعلية التي نلتها كما ذكرت للتو هي في اختياري لأكون بين ضيوف الرحمن والمواقف الروحانية التي مررت بها معهم في الحج عموماً. ولا يسعني في هذا التقرير إلا أن أدعو لوالدتي ثريا الشهري على دعمها المستمر لي بكل فكرة أعرضها عليها، ومن ضمنها تصويري حج هذا العام. حتى أنها نصحتني استعداداً للحدث بالحرص على جلب عدة كاميرات بمختلف العدسات بقولها إن اللحظات هذه تاريخية لا تحتمل المجازفة، أو عدم الاستعداد الكامل لها. ولله الحمد اختيرت لاحقاً ١٠ صور من تصويري للحج من زوايا مختلفة إن كانت عامودية من طائرة، أو من أعلى الجبل، أو حتى مجرد دمعة حاج، اختيرت ونالت التقدير العالمي الممثل في جائزة «أي بي أيه» العالمية للتصوير، التي هي بمثابة جائزة الأوسكار بالنسبة للتصوير الفوتوغرافي. وهو الوصف المتعارف عليه بالنسبة لهذه الجائزة، حتى لا أتهم بالمبالغة.
وأشارت إلى أن: التجربة غنية وعنت لي الكثير ليس فقط لتصويري الحج، ولكن لوجود والدتي أيضاً حيث كانت ويرافقها أخي المهندس نصر ضمن الـ٦٠ ألفاً الذين وقع عليهم الاختيار لأداء مناسك الحج، غير أختي سلوى التي زاملتني أيضاً كمصورة فيديو لتغطية مناسك الحج. فكنت -والله شاهد على قولي- أشعر بسعادة داخلية لازمتني وهونت علي كل صعب ووهن، وخاصة عند إصراري على إكمال صيامي يوم عرفة مع طلوع الجبل أكثر من مرة بحثاً عن لقطة مميزة أندم إن فاتتني.
وذكرت أن الصعوبة في التقاط الصور كانت في وجود أقنعة الوقاية المعمول بها للحجاج. ما يعني اختفاء ملامح وتعابير الوجوه، وبالتالي لم تبق غير لغة الأعين، أو وضعيات معينة للحجاج أنفسهم، فكنت أقوم الفجر لأنتظر وراء العدسة مع وفود أول مجموعة حجاج إلى انتهاء اليوم بمناسكه، محملة بجميع معداتي بكاميراتي الثلاث وعدستي الثقيلة بغية توثيق أية لحظة، وليت العدسة بمقدورها ترجمة السلام والمحبة والشعور الروحاني الذي كان يحيط المكان بكل ما فيه، فهل أطمع بتصديقي إن قلت كنت أعيش التجربة أكثر من مرة؟
وختمت: لا يبقى سوى الحمد لله على توفيقه وحصولي على هذه الجائزة التي هي عرفان بنفس الوقت بالفن السعودي الذي قرأ المرحلة التاريخية التي يمر بها العالم. أما عن نفسي فقد تعلمت وتدربت منذ صغري على العمل المتقن دون النظر، أو انتظار العائد، فلا بد أن يأتي يوم والعمل المميز يعلن عن نفسه ويفرض صاحبه معه وهذه هي النصيحة التي أدين بها إلى والدتي أطال الله بعمرها.