كل عام والوطن بخير، وكل عام والسعوديات بخير، نعم نحن نحتفل بنجاحنا في كل مرة، ونجاحات المرأة السعودية تجاوزت الآفاق بفخر وعزيمة ودعم من قادة هذا الوطن ورؤية حكيمة وعادلة، تحولات نوعية أصبحنا نسمع مفردات كانت تجرّم بالفكر المتطرف، فاليوم حقوق الإنسان تقف بالمرصاد لمن يمارس (التمييز والعنصرية) الجندر أصبح حاضراً ليس فقط بنقاشات المثقفين، بل في ساحة الحياة اليومية وتحت أسوار الجامعات الحكومية.

دراسات المرأة والاهتمام بالتمكين تجاوز مرحلة اتخاذ القرارات ليصبح تمكيناً نفسياً واجتماعياً بالدرجة الأولى، كل ما في الوطن يقف بجانبنا اليوم، نعم إنه اليوم التسعين، يوم عظيم نهنئ به أنفسنا بقادتنا العظام؛ سيّدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ذخرنا وسندنا في المسير، قادتنا عبر التاريخ جعلوا للمرأة مكانة وتقديراً، التحول الذي عشناه في السنوات الخمس الأخيرة قدم مساحة جديدة تجاوزت مقاومة المجتمع لأوهام الماضي وآمنت بالنساء، كيف لا وولي عهدنا ببسالته يقول (أنا أدعم المرأة).

إيمان وطننا بنا يقتضي أن نضاعف الإنجازات، ونكون على قدر المسؤولية، وأن ننزع ثوب الضحية الذي يريده لنا أعداؤنا وكارهونا.

كوني قوية وكوني حاضرة، السعوديات اليوم هن القوة الخضراء التي فرضت نفسها بالقيم والمبادئ وأيضاً بالعلم والمهنية، لا مكان اليوم للأصوات الظلامية، ومن ترى نفسها بأنها ضعيفة وغير جديرة بالحضور، لا مكان لمن سلّمت عقلها وتوهمت بأنها (عدوة) نفسها، الإرث الثقافي القديم ينسفه بناتنا اليوم بالتآزر والتآخي والتمكين، ليس فقط لبنات جنسهن بل للجميع.

نعم إن لب التمكين كعملية اجتماعية أن تكون المعرفة والرخاء ملكاً للجميع، ونحن بفضل الله تجاوزنا تابوهات الفكر الأحادي وننعم أكثر من غيرنا بمساحات وطاقات تجعلنا نراهن أن صناعة المعرفة وبناء اقتصاد مزدهر هو هدفنا جميعاً، ما نريده اليوم هو مجتمع حيوي يتفاعل مع العالم بروح مشرقة؛ روح تملؤها الثقة وإرادة لا يثنيها ماضٍ وعقول تصنع المستقبل، ونحن بكم قادرون.