جنان العمران: المرأة السعودية لها وجود فعّال وحاضرة بشكل كبير في القطاع الصحي العسكري
23 الأربعاء / / هـ 2020 20:29 سبتمبر 06 / 1442 Class="articledate">الأربعاء
الجهني Areejaljahani@ اريج
* القطاع الصحي يلقى اهتماماً ورعاية من قيادة هذه البلاد الطيبة
جنان العمران مديرة التموين والخدمات اللوجستية في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية استضفناها في
«سعوديات» لتحدثنا عن تجربتها كأول امرأة يتم تعيينها في هذا المنصب، فكان اللقاء التالي:
* كيف تعرِّف الدكتورة جنان العمران نفسها؟
** أتشرف بأن أكون إحدى نساء هذا الوطن الذي وُلدت وترعرعت على أرضه وتربيت من خيره وتعلمت في مدارسه وتخرجت من إحدى جامعاته، حيث تخرجت من جامعة الملك سعود، كلية الصيدلة وعملت «صيدلي إكلينيكي»، وتخصصت بالأدوية النفسية والمخدرة وعملت لمدة ثماني سنوات بأول عيادة إكلينيكية نفسية تخصصية على مستوى المملكة بمستشفى الأمل للصحة النفسية والإدمان، ومن ثم أجريت دراسة بحثية مع مستشفى جون هوبكنز للأمراض العقلية والنفسية في الولايات المتحدة الأمريكية وتم تكريمي من وزير الصحة وكذلك من مدير عام القطاع الصحي للمنطقة الوسطى، وثم انتقلت للعمل من وزارة الصحة إلى الخدمات الطبية للقوات المسلحة بعد عملي في المجال الإكلينيكي الذي أستمر اثني عشر عاماً، وبدأت بعدها رحلتي مع العمل الإداري والتخطيط في مجال التموين والخدمات اللوجستية، وعلى ضوئه حرصت وتمكنت من الحصول على العديد من الدبلومات والدورات التخصصية في مجال التخطيط الاستراتيجي والتموين الطبي والخدمات اللوجستية والمشاركة والحضور في العديد من المؤتمرات والملتقيات الوطنية والدولية التي تعنى بمجال التخطيط والإمداد والخدمات اللوجستية، وشاركت بدراسة بحثية نُشرت بمجلة عالمية عن الممارسات الخاطئة في التعامل وبروتوكول صرف الأدوية المخدرة للممارسين الصحيين بالعيادات الأولية التابعة للقوات المسلحة في مختلف مناطق المملكة، فتم تعييني مديرة للتخطيط ورئيسة لمكتب تنسيق وإمداد المهمات العسكرية والأنشطة الوطنية للقوات المسلحة بمدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية كأول امرأة تتقلد هذا المنصب، واستمر ذلك على مدى ست سنوات وعليه تم تكريمي من مدير عام الخدمات الطبية للقوات المسلحة، وأخيراً صدر قرار المدير العام التنفيذي لمدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بتعييني مديرة لإدارة التموين الطبي والخدمات اللوجستية.
* كيف كانت ردة فعل المحيطين بك لحظة تعيينك كمديرة للتموين والخدمات اللوجستية؟
** تلقيت التهاني والتبريكات والدعوات بالتوفيق والإعانة من الأقارب والأصدقاء والزملاء بهذا التعيين كون هذا المنصب تشغله للمرة الأولى امرأة سعودية، وأشكر من وضع فيني الثقة، وأسأل الله أن أكون على قدر هذه الثقة وأن يعينني على تحقيق التطلعات والأهداف التي تخدم مصلحة الوطن والمواطن في القطاع الصحي الذي يلقى اهتماماً ورعاية من قيادة هذه البلاد الطيبة حفظهم الله.
* كيف يمكن للقطاع الطبي العسكري أن يقدم المزيد من خدمة المجتمع؟
** بلا شك أن القطاع الصحي يعد من أهم القطاعات في المملكة العربية السعودية والتي تعنى بصحة المواطن وفق أعلى معايير الرعاية والخدمات الطبية وفق توجيهات ودعم لا محدود من مولاي خادم الحرمين الشريفين ومن سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظهما الله ورعاهما، وبكل تأكيد هناك دور فعّال للمرأة السعودية في هذا القطاع الهام.
* هل واجهتِ صعوبات في بداية مشوارك القيادي؟
** لم أواجه ولله الحمد أي صعوبات تذكر، بل تلقيت دعماً من الإدارة العليا لمدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية وعلى رأسهم اللواء سعود بن عثمان الشلاش، وكذلك من إدارتي المباشرة وجميع الزملاء والزميلات في المدينة.
* هل تعتقدين أن المرأة في مجتمعنا تجد نوعاً من المقاومة كقائدة، وكيف تصفين تجربتك؟
** ربما ذلك كان في وقت سابق ولكن المرأة السعودية اليوم تتلقى دعماً كبيراً بتوجيهات من قيادتنا الرشيدة حفظها الله، والتي عملت على توفير وتذليل كافة الصعوبات أمام المرأة السعودية، وركزت على إعطاء النساء نصيباً كبيراً من التمكين والإنصاف لتعزيز دورهن على جميع الأصعدة ولاسيما المناصب القيادية في كافة المجالات وخصوصاً القطاع الصحي، وقد أثبتن نساء الوطن جدارتهن فعلياً وكنّ محل الثقة التي منحت لهن ولله الحمد.
* ما نسبة تمثيل المرأة السعودية في القطاع الصحي العسكري، وهل هناك إقبال من السيدات لهذا القطاع؟
** لا أملك إحصائية دقيقة ولكن المرأة السعودية لها وجود فعّال وحاضرة بشكل كبير وملحوظ في الآونة الأخيرة في القطاع الصحي العسكري الذي لا يختلف عن القطاعات الصحية الأخرى، إلا أن معظم الممارسين الصحيين فيه هم من العسكريين ويختص بتقديم الرعاية الصحية والخدمات لمنسوبي القطاع العسكري بوزارة الدفاع وذويهم، وبالطبع هو قطاع صحي يعمل ضمن منظومة القطاعات الصحية الأخرى، وهناك تنسيق صحي عالٍ بينه وبين وزارة الصحة وبالتالي هو جزء من قطاعات الدولة التي تعمل وفق خطط رؤية المملكة 2030 التي تشجع المشاركة الكاملة للمرأة في سوق العمل وتنمية مواهبها واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها والإسهام في تنمية مجتمعها واقتصاد بلادها.
* ما هي خطوتك القادمة، وأين تجدين نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟
** دائماً خطواتي تكون وفق استراتيجيات أعمل على رسمها لأي عمل سواء كان على المستوى الذاتي أو عمل أُكلف به، وتكون هذه الاستراتيجيات محددة الأهداف وتضمن الاستدامة وقابلة للتحديث بحيث تتماشى مع أي تطوير إيجابي يخدم التطلعات، وبهذا أكون بعد مدة كخمس سنوات قد وصلت التي نطمح لها بنجاح وبأفضل النتائج المتوقعة.
* رسالة تودين أن تصل للقراء؟
** نحمد الله سبحانه أن رُزقنا في هذه البلاد بقيادة تعمل جاهدة لجعل وطننا في مصاف الدول المتقدمة بشتى المجالات، وتدرك أن شباب وشابات الوطن هم الثروة الحقيقية التي لا تملكها الكثير من الدول وبالتالي تدعم قيادتنا الرشيدة العمل على تنمية مهارات أبناء وبنات الوطن وتمكينهم لتحقيق التطلعات، ورسالتي أولاً للمرأة السعودية التي تتلقى اليوم كل الدعم والتمكين وإعطائها الفرصة الكاملة لإثبات جدارتها وقد أثبتت ذلك ولله الحمد، ولكن نريد منهن المزيد وهذه فرصة كبيرة أمامهن اليوم لتحقيق النجاحات التي بكل تأكيد ستكون نجاحات وطن، وأن يكنّ مثالاً يحتذى به في العالم العربي بل وفي العالم أجمع ولا شيء مستحيل أمام أي سعودي أو سعودية، ولذلك أوجه رسالة للجميع بأن نعمل بكل جهد وإخلاص وتفانٍ لأجل خدمة تراب هذا الوطن، ونسعى جاهدين لإنجاح خطط قيادتنا الرشيدة وإكمال المسيرة لتحقيق رؤية مملكتنا الغالية، ونحن اليوم نشعر بالفخر والاعتزاز فيما تم تحقيقه في السنوات القليلة الماضية من إنجازات وسنستمر ليبلغ طموحنا عنان السماء.