زوايا متخصصة

هل تتأثر نفسية المعلم بالتعليم عن بعد ؟

مختصون في علم النفس توقعوا شعورهم بالقلق وعدم الارتياح

/ / صفر / سبتمبر هـ Class="articledate">الجمعة 18 2020 Class="articledate">الجمعة

عبدالله المهداوي

محمد (الدمام) Mffaa1@ الشهراني

في الوقت الذي بدأ فيه العام الدراسي الجديد عن بعد هذا العام بمراعاة التهيئة النفسية للطلاب والطالبات وتوفير سبل الراحة لهم، أكد مختصون في علم النفس لـ«عكاظ»، بأنه يجب على أفراد المجتمع مراعاة الجانب النفسي للمعلمين والمعلمات لأنه من الطبيعي أن يصاحب التغيير شعور بالقلق وعدم الارتياح.

وأوضح أستاذ الإرشاد النفسي المشارك بجامعة تبوك الدكتور عبدالله المهداوي، بأن شخصية المعلم تعتبر الشخصية النموذجية مجتمعياً، وذلك لما يمتلكه من قدرات ومهارات وتجارب من خلال مسيرته العلمية والعملية، وبالتالي فإن أي تغيير في محددات البيئة المدرسية يعتبر فرصة للمعلم في تحسين العملية التعليمية وطريقة أدائه لعمله، كنموذج يحتذى به من قبل الطلاب وأولياء أمورهم، وأضاف المهداوي بأن بعض المعلمين والمعلمات وفي هذه الظروف تحديداً من سيكون بحاجة إلى الدعم النفسي والتدريب على أساليب مواجهة الضغوط، وتكثيف الدورات الخاصة بالتعامل الصحيح مع التقنيات التعليمية الحديثة، لتحقيق مستوى عالٍ من التكيف الوظيفي، وبشكل أكثر فاعلية، وهذا ما ينبغي أن تراعيه وزارة التعليم عند وضعها لخططها التدريبية الداعمة لعمليات التعليم عن بعد، وكذلك فتح قنوات اتصال وتواصل مباشر مع المعلمين والمعلمات وخاصةً الذين لديهم مشكلات في التأقلم مع ممارسات التعليم عن بعد، وتقديم الدعم النفسي والفني اللازم لهم، ناهيك عن دورها في إبراز اصحاب المبادرات المتميزة في هذا المجال والعمل على تعزيزها.

بدوره، أفاد الأخصائي النفسي صالح بن فارس، بأن هناك فوارق بين التعليم عن بعد والتعليم في المدرسة، حيث في الأولى تكون هناك بيئتان مختلفتان وفي الثانية بيئة واحدة، ففي الثانية يستطيع المعلم أن يتحكم في سلوكيات الطلاب أمامه وشد انتباههم وتركيزهم ومشاركتهم الدرس من خلال الوسائل التعليمية المناسبة، وكذلك ملاحظة تفاعلهم مع الدرس ومدى استيعابهم من عدمه والتواصل معهم بطرق أكثر دقة عن ما يحدث في التعليم عن بعد والتعرف أكثر على قدراتهم، لذلك قد يصاحب المعلم حالات من التوتر والقلق لعدم قدرته على التواصل الفعلي مع طلابه ومعرفة مدى إتقانهم للدروس واستفادتهم منها والتعرف على قدراتهم العقلية والبدنية وتسجيل الملاحظات، وأضاف صالح، بأن المعلم قد يشعر بالملل حيث يستمر لساعات مقابل أجهزة الحاسوب التي لا روح فيها مما يفقده حماسه التعليمي وربما مهارات التواصل مع طلابه، وقدراته على التفاعل والاندماج تتأثر، في المقابل قد يكتسب خبرات جديدة من خلال التعليم عن بعد تساهم في سلاسة العمل والشرح وتقليل الجهد مستقبلاً.

وأشار صالح إلى أنه يجب على المعلمين والمعلمات الاسترخاء وتصفية الذهن بعيداً عن إجهاد العمل مع عودة الدوامات الرسمية، ومساعدة المعلم للعودة بروح ونشاط عند عودة الدوام الرسمي لهم وبث الحماس والرغبة في التطوير، وكل هذه الأمور بالتأكيد ستنعكس إيجابياً على نفسية المعلم والمعلمة وتجعلهم أكثر ثقةً واعتزازاً بنفسه وقدراته وأكثر قابلية للتطوير والمرونة.

من جهتها، أوضحت أخصائية علم نفس العيادي نورة الحارثي، بأنه من الطبيعي أن يصاحب التغيير شعور بالقلق وعدم الارتياح وهنا نحث المعلم والطالب على التكيف النفسي مع هذا التغيير، والتكيف النفسي Psychological adaptation هو عملية ديناميكية مستمرة، يهدف بها الفرد إلى أن يغير سلوكه، ليحدث علاقة أكثر توافقاً وتوازناً مع البيئة المحيطة به.

وأشارت إلى تأثير الرسالة بين المرسل والمستقبل بالظروف التي تحيط بهذه الرسالة، ونظرا لأهمية التفاعل ولغة الجسد (تعبيرات الوجه) في تعرّف المعلم على تأثير رسالته (المعلومة) على الطالب فإن التعليم عن بعد يحد نوعا ما من معرفة مدى التأثير ونستطيع تفادي هذا بوسائل التقنية المتاحة.

وبالنسبة لما يقدم المجتمع للمعلم نفسيا من خلال التعليم عن بعد، كشفت الحارثي بأنه يأتي دور الأسرة وهو دور كبير ومهم ويدعم دور المعلم في مثل هذه الظروف خصوصا أن البيئة المنزلية تمثل عامل دعم إيجابيا أو سلبيا وذلك بتوفير البيئة المناسبة المحفزة للتعليم من خلال توفير المكان المناسب والأجهزة والتعزيز للطالب.