باشويه.. طبيب سعودي في خط المواجهة الأول لـ«كورونا» بفرنسا
10 ساعات عمل يومياً يقضيها لسلامة مرضى «كوفيد-19»
هـ الاثنين 1441 20 13 / / Class="articledate">الاثنين شعبان
«عكاظ» الإلكتروني) (النشر
سردت صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية، تجربة طبيب سعودي مقيم يدعى أحمد باشويه، يدرس تخصصه في فرنسا منذ أربع سنوات، بوجوده في خط المواجهة الأول لفايروس كورونا المستجد، موضحة أنه يعتبر هذه التجربة استثنائية و«فرصة عظيمة» للعمل في إدارة الكوارث بالرغم من «الخوف» و«الضغط الشديد».
وبحسب ما أوردته الكاتبة هالة قضماني على الموقع الإلكتروني للصحيفة الفرنسية، فقد تحدَّث الطبيب عن بعض مشاهد إدارة الأزمة ووتيرتها المُتسارعة، وختَم بأنه والأطباء السعوديين المبتعثين لدراسة تخصصاتهم الطبية في مختلف الدول الأوروبية وأمريكا وكندا، سيتمكنون من مشاركة تجاربهم الخاصة بهذه الأزمة معاً.
وفي تفاصيل الحكاية، فقد وجد أحمد باشويه (31 عاماً)، نفسه في خط المواجهة الأول لكورونا، إذ إنه يدرس تخصصه في التخدير والإنعاش في مستشفى جامعة أميان منذ عام 2016، ويقضي نهاية فترة دراسته، وتشكل أزمة كورونا الحالية «تجربة استثنائية» بالنسبة له، إذ سبق أن عاش مرحلة وباء فايروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (Mers) في المملكة عام 2012.
يقول باشويه: «كنت أقضي إجازةً عائلية في جدة عندما بدأت تتزايد رقعة انتشار الوباء في كلٍ من المملكة العربية السعودية وفرنسا. وفي 8 مارس، عندما نُفِّذَت أولى الإجراءات التقييدية في المملكة، قررت قطع إجازتي للعودة إلى أميان. وتمكنت من العودة إلى العمل قبل 48 ساعة من تعليق الرحلات الدولية في المملكة، حيث كنت مُنتَظَراً بفارغ الصبر في 10 مارس».
وأضاف: «هذه السنة الرابعة وقبل الأخيرة لي في تخصص التخدير والإنعاش في مستشفى جامعة أميان. وبدأ تكليفي هناك بمجرد وصولي إلى فرنسا ضمن إطار برنامج التعاون بين الحكومتَيْن السعودية والفرنسية لتدريب عشرات الأطباء الشباب كل عام، وبعد عام من تعلم اللغة الفرنسية، وُزِّعْنا في مستشفيات فرنسية مختلفة وفقاً للتخصصات المختارة».
وأضاف: عندما عدت إلى المستشفى، سرعان ما دخلت في زوبعة (كوفيد-19)، غير آبه بالروتين الذي كنت أعيشه قبل الأزمة. في أميان، أتى الضغط الكبير في 18 مارس من خلال تزايد الحالات في الطوارئ. وسرعان ما رتبنا لإلغاء غالبية العمليات الجراحية المخطط لها وتحويل جميع غرف العمليات وتخصيصها لحاجات مرضى «كوفيد». ارتفعت طاقة قسم الإنعاش الاستيعابية في أسبوعين من نحو 60 إلى 90 سريراً. وكان عدد أجهزة التنفس كافياً، غير أن فرق الرعاية الصحية لم تكن كذلك، وسرعان ما فاق الأمر طاقتنا. وفي بداية شهر أبريل، اُضطُررنا إلى نقل 12 مريضاً حالتهم خطيرة للغاية بمروحية إلى مدينة لِيل.
وتابع: منذ شهر تقريباً، أعمل نحو 10 ساعات في اليوم بوتيرةٍ متسارعة. أعمل بصفة أولوية على سلامة مجرى الهواء لدى المرضى الذين يحتاجون إلى جهاز التنفس الاصطناعي والإنعاش. إن التعامل مع جميع المشكلات في نفس الوقت مع الحرص الشديد على حماية أنفسنا يشكلان ضغطاً شديداً. لدينا المعدات اللازمة ولكنني أخشى مع ذلك، في طريق عودتي إلى المنزل، أن أنقل الفايروس إلى زوجتي وابنتَينا، اللتين تبلغ إحداهما من العمر سنتين والأخرى أربع سنوات.
واستطرد: بالرغم من التوتر، تُعدُّ هذه التجربة استثنائية بالنسبة إلى كافة الأطباء وفرق الرعاية الصحية. وبالنسبة لي، هي فرصةٌ عظيمة للعمل في إدارة الكوارث. كما أنها ليست تجربتي الأولى مع فايروس كورونا، حيث كنت أقضي سنة الامتياز في جدة في عام 2012 عندما تأثرنا بوباء كورونا الأول (Mers). هنا، شهدت نفس الأعراض ونفس مسار تطور المرض الذي واجهته مع مرضى ذلك الوقت. إلا أن ذلك لا يُقارَن بحجم الأزمة الحالية؛ لأن عدد المرضى حينها كان أقل مما نشهده حالياً بكثير.
واختتم حديثه -وفقا للصحيفة الفرنسية- بقوله: «الشيء الأكثر إثارة في الوقت الحالي هو أننا نقوم بإدارة حالة الطوارئ ونعمل في الوقت نفسه بشكل جماعي على تطوير البحث. لأنني هنا للتَعَلُّم أيضاً، قبل العودة إلى الوطن. سنتمكَّن، أنا وجميع زملائي الأطباء السعوديين الآخرين ممن يدرسون تخصصاتهم في مختلف الدول الأوروبية، والولايات المتحدة وكندا، من مشاركة تجاربنا الخاصة بهذه الأزمة معا».