أخبار

الهولندي مارك مؤلف كتاب «السعوديون» لـ«عكاظ»: العالم في حاجة إلى السعودية الحديثة

اكتشفت مجتمعاً ودوداً ومنفتحاً رغم محاولات تشويهه

شعبان / Class="articledate">الاحد Class="articledate">الأحد / 2019 أبريل 23 01:58 / 1440

غلاف الكتاب.

Hnjrani@ (مدريد) حسن حوار النجراني

بعد أن زار المملكة من أجل تأليف كتاب حولها، ولقائه بالعديد من المسؤولين والأمراء ورجال الأعمال والشباب والشابات السعوديات، ما مكنه من صياغة كتاب في قرابة 365 صفحة، يستعرض فيه السعودية الحديثة، وحمل عنوان «السعوديون»، ويرى مؤلف الكتاب الصحفي الهولندي مارك بليز أن أهمية كتابه تكمن في ندرة الكتب التي تناولت المملكة باللغة الهولندية، موضحاً أن كتابه يحل اللغز الذي يصور المملكة بأنها فقط بلد الصحراء والنفط ومكة والمدينة، حيث يظهر مدى التطور الذي تشهده المملكة، فإلى الحوار:

• ما سبب زيارتك للمملكة؟

•• لدي أصدقاء يعيشون في المملكة العربية السعودية ودعوني إلى المجيء والزيارة، علماً أنني قد زرت المملكة سابقا (مرة واحدة فقط) في 1981عندما كنت أغطي زيارة المستشار النمساوي برونو كريسكي إلى المملكة في عهد الملك خالد آنذاك، ولم يكن الحصول على تأشيرة صحفي أمراً سهلاً، لكن السفير السعودي في لاهاي كان حكيماً وساعدني أكثر من مرة في الحصول على التأشيرة، وقد تحمست أخيراً لزيارة المملكة عقب تولي الملك سلمان الحكم في المملكة وتعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، وتابعت الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية باهتمام، وبدأ شغفي بمعرفة الحرب في اليمن، والمقاطعة بين الدول الأربع وقطر، وكيف كان رد فعل المجتمع السعودي على التغييرات المجتمعية والاقتصادية، ومدى صحة هذه التغييرات، إذ إنه من المستحيل الحصول على صورة حقيقية حول المملكة إذا كنت تتابع وسائل الإعلام الأمريكية، لذلك كان لا بد من الذهاب للمملكة ورؤية الأمور بشكل مباشر لاكتشاف الحقيقة.

• لماذا عنونت كتابك بعنوان «السعوديون» ووضعت صورة ولي العهد في الغلاف؟

•• دعني أقول لك إنه لا يوجد في هولندا أي كتاب عن المملكة العربية السعودية الحديثة، لذا شعرت بوجود فجوة يجب سدها وخصوصا بعد تصدر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للأخبار بانتظام منذ عام 2016 وحتى اليوم، خاصة وأن مواقفه أثارت إعجابي، وأردت أيضا معرفة من هو ولي العهد الشاب؟ وما هي طموحاته لبلاده؟ وكيف يمكنه أن يحقق التغيير دون الإخلال بالتوجهات الدينية والتقاليد المجتمعية؟ فلذلك وجدت أنه من الضروري إعلام القراء بأبرز لاعب مهم في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

• كيف شاهدت المملكة عند وصولك لها أخيراً؟

•• لقد كنت محظوظًا، ففي اليوم الذي وصلت فيه إلى الرياض، تعرفت على مجموعة من الأصدقاء السعوديين الذين يقضون عطلات نهاية الأسبوع في مخيمات في الصحراء، ودعوني للانضمام إليهم ورحبت بذلك، وناقشنا لمدة يومين العديد من المواضيع، وقد تناولنا الطعام معاً، وتنقلنا بين الكثبان الرملية، كما استطعت تكوين علاقات مع عدد من الأصدقاء، وامتدت زياراتي لملاعب كرة قدم والتعرف على صيد الصقور كما زرت متحفاً تاريخياً، وحلبة ديراب. وخلال هذه التحركات تعرفت على أعضاء في مجلس الشورى وموظفين في عملاق النفط (أرامكو)، وسابك، وعدد من البنوك، بالإضافة إلى أساتذة جامعات، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ورجال أعمال في جدة، رواد أعمال، وفي غضون أسابيع قليلة، تمكنت من رؤية الكثير، وقد كنت محظوظًا لأنني قادر على الذهاب إلى أي مكان أردت وفي الوقت الذي أريد، ولم أشعر أبداً بالتهديد أو أنني غير مرغوب فيه.

لقد اكتشفت مجتمعاً ودوداً ومنفتحاً رغم محاولات التشويه التي طالته، وقد كنت أرغب في زيارة مكة والمدينة، لكن لم يكن ذلك متاحاً كوني غير مسلم، وقد كنت أحاول وصف المدينتين المقدستين، لكن ساعدني طبيب قام بتصوير الكثير من المشاهد والمنشآت في مكة، ولذا حرصت في كتابي على إبراز الكنوز الخفية للمملكة التي سيتم فتح السياحة بها قريباً.

• كيف ترى الخطط الطموحة للمملكة وخصوصا رؤية 2030؟

•• أنا معجب بالخطط الطموحة وخصوصا نيوم ( (NEOM) أما رؤية 2030 فهي تهدف لإنشاء نظام اقتصادي جديد، وأتفهم أن الملك سلمان وولي العهد يدركان التحديات الكبيرة التي تواجهها المملكة حيث سيقل الاعتماد على النفط مستقبلا، وضرورة تثقيف الأجيال في المملكة حول الكثير من الأمور الاقتصادية، وكيفية تحفيز الأجيال الشابة على ريادة الأعمال الإبداعية وغيرها، كما يريد الملك وولي عهده في الجانب الآخر المحافظة على الهوية الاجتماعية والدينية في البلاد.

وأعتقد أن الوقت مناسب لتحقيق رؤية المملكة وتحولها لواقع ملموس من خلال التغلب على قلق الشباب بشأن وظائفهم ورواتبهم ومساكنهم ومستوى التعليم، ولكن إذا تمكن أي شخص من تحقيق ذلك، فسيكون ذلك الشخص هو ولي العهد محمد بن سلمان بدعم من الملك سلمان وبالتالي ستكون الرؤية طويلة المدى وستصبح حقيقة في يوم من الأيام.

• كيف ترى الإصلاحات الموجهة للنساء في المملكة؟

•• يمكن تقسيم النساء السعوديات إلى معسكرين: المعسكر الأول هن اللاتي يردن التخلص من بعض القيود، والمعسكر الثاني السعيدات بتقاليدهن، وقد أعجبت بقدرات النساء اللاتي قابلتهن ومعرفتهن وذكائهن وطاقتهن، بل وقد شرحت بعض النساء مزايا العباءة، فيما قالت إحداهن إنه ينبغي على الغرب أن لا يركز على القيود البسيطة التي تواجهها المرأة، ولكن على ما تحصل عليه المرأة حالياً وخصوصاً في مجالات التعليم وقيادة المرأة للسيارة وغيرها، لقد وجدت أن هناك نساء شابات يغطين رؤوسهن بأوشحة فيما أخريات يخفين وجوههن، ومن الاعتقاد الخاطئ أن هناك نساء سعوديات «سجينات» من أزواجهن وآبائهن وإخوانهن، إنها طريقة اعتدن عليها في حياتهن للشعور بالأمان والحماية، وأما النقد الخارجي فلن يطور من واقع المرأة.

• كيف ترى مستقبل المملكة؟

•• المستقبل يعتمد على استقرار المملكة الداخلي، كما أن دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لولي العهد سيجعل المملكة تمضي في تحقيق أهدافها، وأعتقد أن خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تركز على السلام والتوازن، كما تعمل على توفير الوظائف والمنازل والجامعات ومراكز البحوث وغيرها، وتوقيع التحالفات. من هو مارك بليز؟

هو مؤرخ هولندي وصحفي وكاتب وبدأ اهتمامه بالعالم العربي منذ 1981هـ عندما ألف كتاباً حول السيرة الذاتية للرئيس المصري السابق أنور السادات (آخر مائة يوم) كما غطى عدداً من الحروب في منطقة الشرق الأوسط، كما ألف كتباً حول الإرهاب، كما تناول الوضع في إيران بكتاب (أين صوت؟) في العالم 2009م، كما يبحث حالياً في الدور الذي لعبه الإسلام على مر القرون في تطور العالم وكيف يمكن تحليل الهجمة الشرسة التي يواجهها العرب في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.