د. زياد الشامي: اقهر الألم بقرارك الداخلي
في ندوة يعقدها المركز الطبي الدولي تركز على القرار الداخلي لمواجهة الألم
2014 Class="articledate">الاثنين Class="articledate">الاثنين نوفمبر 1436 19:26 /
د. زياد الشامي
استشاري طب الألم والصداع
رئيس مركز علاج الألم والصداع
مستشفى المركز الطبي الدولي
ZElchami@imc.med.sa
يعقد المركز الطبي الدولي يوم الأربعاء 26 نوفمبر في قاعة السلطان بفندق الإنتركونتيننتال في السابعة والنصف مساء ندوة توعوية عامة عن مواجهة الألم تتضمن عدداً من المحاور المهمة للوقاية الصحية من الآلام. في إطلالة على أهم ما يتعلق بالندوة، كان هذا اللقاء مع الدكتور زياد الشامي استشاري طب الألم والصداع ورئيس مركز علاج الألم والصداع بمستشفى المركز الطبي الدولي..
• ما هو الألم؟ وما الذي يمثله؟
تعرف منظمة الصحة العالمية الألم بأنه تجربة حسية وعاطفية بغيضة متعلقة بضرر نسيجي فعلي أو كامن أو موصوف بمصطلحات تمثل ضرراً كهذا. الألم عادة هو إحساس أو شعور سلبي بالمعاناة وبُعد السعادة، وقد يكون مادياً كالصداع والمغص أو معنوياً كالحزن والقلق بحسب العوامل التي تسببه.
وللألم وظيفة هامة جداً وهي التنبيه بوجود مرض معين أو اختلال التوازن الطبيعي بالجسم، فهو بذلك يمثل صرخة استغاثة لتنبيه الإنسان وحمايته والحفاظ على توازن أجهزة جسمه المختلفة، ويساعد الألم على تحديد مكان الضرر الذي يحدث لأنسجة الجسم بهدف الإعلان عنه وكشفه وإيقاف الضرر والألم معاً.
• ما أبرز أمثلة الألم؟ وكيف يمكن مواجهتها؟
مثال ذلك الصداع، فقد يكون نتيجة نقص سوائل أو نقص غذاء أو نوم أو زيادة الضغط والتوتر، فالصداع ينبه الإنسان إلى ضرورة تعويض النقص وإعادة التوازن، أو إزالة عوامل التوتر لحماية الدماغ من الضرر المحتمل. والألم الذي تعاني منه عند لمس شيء ساخن ينبهك إلى إبعاد يدك عن مصدر الحرارة، والألم الذي تشعر به عند التواء القدم يمنعك من تحريكها، وبالتالي يحد من تفاقم الضرر.
ومن الضروري أن يعالج الألم في مراحله الأولى وألا يهمل، لأن إهمال الألم واستمراره فترة طويلة يحوله إلى ألم مزمن، وذلك بإحداث تغييرات هامة في الأعصاب، وكذلك طريقة إدراك ومعالجة إشارات الألم في الدماغ، حيث تصبح خلايا الدماغ التي تنتج الإحساس بالألم أكثر فعالية وحساسية في الإدراك وإنتاج الألم والتعبير عنه، والتي تظهر جلياً بالرنين المغناطيسي الوظيفي.
• كيف من المفترض أن يتصرف مريض الألم؟
على مريض الألم أن يعلم أن حالة الألم في كثير من الأحيان تكون دافعاً إيجابياً له لإيجاد التشخيص الحقيقي لحالته، ففي كثير من الأحيان، خاصة في الألم المفاجئ يكون الألم أول معيار حياتي واضح ينذر المريض بأن شيئاً ما يجب أن يعالج في جسده، وأن عليه أن يأخذ هذا بالاعتبار ويبدأ بالخطوة الأولى بالطريق الصحيح، وهي إيجاد التشخيص المناسب وليس تسكين الألم بحبة أو حقنة، وهذا يستلزم من المريض البحث عن المراكز المتكاملة لتشخيص ثم علاج الألم لعديد من المناحي التي تحاكي مسببات الألم والتغيرات الجسدية، إضافة إلى التغيرات في عقل وذهن ونفس الشخص المصاب. ولا بد للمريض أن يعرف كيف ينبغي معالجة الألم كمرض وليس كعرض وبشكل تكاملي وليس جزئياً، ومن خلال الوسائل الحديثة والتكميلية والبدائل التعويضية، كما أن القرار لا بد أن يكون داخلياً من المريض لمعالجة الأسباب وليس لتسكين الأعراض.
• ما أبرز المحاور التي تغطيها الندوة؟
ستتناول الندوة عدة محاور من ضمنها النظرة الإيجابية الحديثة لقدرة الإنسان على التخلص من آلامه بوضع منهاج واضح وثابت وعلى خطوات، تبدأ بالمعرفة وتستمر بالعمل الثابت، سواء عن طريق جلسات علاج طبيعي أو نفسي وتتوج بالأمل، أي نبدأ بالمعرفة ونتواصل بالعمل ونتوج بالأمل.
وتتطرق الندوة لأهم أمراض العصر، وهي أمراض الأورام، حيث يتناول البروفيسور عز الدين إبراهيم كبير استشاريي طب الأورام، المدير الطبي، رئيس مركز طب الأورام، رئيس مركز الأبحاث بمستشفى المركز الطبي الدولي، وأحد رواد مجال أبحاث علم الأورام على مستوى المنطقة العربية وعالمياً، يتناول البعد النفسي لآلام السرطان، متطرقاً لأحدث النظريات العالمية التي وضعت بناء على أبحاث أجريت على مدى أزمان، وفي أكبر المراكز العالمية، والتي أثبتت دور الرياضة والنشاط الجسدي والذهني في تفعيل المسكنات الداخلية في الجسد صانعة جسداً متناغماً قوياً ومتوازناً بدون حساسية زائدة للأعمال اليومية أو حتى الأعمال الشاقة لبعض الأشخاص غير المؤهلين جسدياً.
• إذن هل لكم منهجية في علاج آلام الأورام بخلاف عملية علاج الأورام نفسها؟
بالطبع.. وهذه المنهجية تعتمد على وضع خطة علاجية دقيقة للمريض تنفذ على مراحل، وهذا الأمر ليس من المتيسر أن يتم في غير مراكز علاج الألم المتخصصة، فعلاج الآلام بحد ذاته قد يمثل معضلة في بعض الحالات، وذلك للعوارض الصحية المرافقة للمرض والعلاج الإشعاعي والكيميائي من دوار وإعياء وصداع وتغيير ذهني وصعوبة تنفس وهبوط ضغط شرياني واضطراب في البلع والهضم والإمساك. أي أن الحالة تكون من الدقة والتعقيد بما يستلزم دراسة كافة التفاصيل ووضع خطة العلاج بناء عليها.
• وما أهم متطلبات هذه الخطط العلاجية للألم؟
نحن نراعي في العملية العلاجية عدداً من المعايير الأساسية الضرورية لتحقيق راحة المريض الجسدية والنفسية، مثل متطلبات نومه وعمله وحالته النفسية والأدوية الأخرى والنمط الحياتي، بما يكفل دعم المريض ليعيش بشكل شبه طبيعي بالتزامن مع السيطرة على الآلام، ونشرح الخطة العلاجية للمريض والأهل بشكل متكامل ونشرح أيضاً طبيعة الأدوية المستخدمة للألم والإجراءات العلاجية، ويتم عندها التنسيق مع فريق الدعم النفسي ومركز العلاج الطبيعي.
• وماذا بخلاف آلام الأورام؟
سيتحدث الدكتور وليد فتيحي المؤسس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمركز الطبي الدولي بجدة عن الألم والأمل، متناولا الفكر الحديث في النظر للألم نظرة شمولية تضع التشخيص والعلاج المتكامل في منحى جديد وعصري، صانعة أملاً جديداً في الوسط الطبي في العالم العربي من حيث إنشاء مراكز متكاملة تحاكي المراكز العالمية في علاج الألم على مبدأ علمي ومتكامل، كما سيتحدث كل من الدكتور ريان كركدان والدكتور أبي البشير عن المسكنات الداخلية وهي التي يفرزها الجسم من خلال ممارسة الرياضة، وليس عن طريق تناول الحبوب.
وسيختتم المؤتمر بمحاضرة الدكتور علي أبو الحسن مستشار التدريب القيمي بالمركز الطبي الدولي، مؤلف كتاب (نعم للألم).. كائنية الألم والتعاطي معه بفهم، مقدم ورشة (قدرة التحمل) لآليات التخلق بالصبر الجميل، حيث يتحدث عن تحويل المؤلم إلى ملهم، مبيناً أن الألم طيف مرسل يؤدي رسالة ثم يمضي إلى سبيله، وأنك لا تستطيع أن تجد علاجاً للألم إلا إذا فهمته، وحينها يتحول إلى كل الإلهام في الحياة.
استشاري طب الألم والصداع
رئيس مركز علاج الألم والصداع
مستشفى المركز الطبي الدولي
ZElchami@imc.med.sa
يعقد المركز الطبي الدولي يوم الأربعاء 26 نوفمبر في قاعة السلطان بفندق الإنتركونتيننتال في السابعة والنصف مساء ندوة توعوية عامة عن مواجهة الألم تتضمن عدداً من المحاور المهمة للوقاية الصحية من الآلام. في إطلالة على أهم ما يتعلق بالندوة، كان هذا اللقاء مع الدكتور زياد الشامي استشاري طب الألم والصداع ورئيس مركز علاج الألم والصداع بمستشفى المركز الطبي الدولي..
• ما هو الألم؟ وما الذي يمثله؟
تعرف منظمة الصحة العالمية الألم بأنه تجربة حسية وعاطفية بغيضة متعلقة بضرر نسيجي فعلي أو كامن أو موصوف بمصطلحات تمثل ضرراً كهذا. الألم عادة هو إحساس أو شعور سلبي بالمعاناة وبُعد السعادة، وقد يكون مادياً كالصداع والمغص أو معنوياً كالحزن والقلق بحسب العوامل التي تسببه.
وللألم وظيفة هامة جداً وهي التنبيه بوجود مرض معين أو اختلال التوازن الطبيعي بالجسم، فهو بذلك يمثل صرخة استغاثة لتنبيه الإنسان وحمايته والحفاظ على توازن أجهزة جسمه المختلفة، ويساعد الألم على تحديد مكان الضرر الذي يحدث لأنسجة الجسم بهدف الإعلان عنه وكشفه وإيقاف الضرر والألم معاً.
• ما أبرز أمثلة الألم؟ وكيف يمكن مواجهتها؟
مثال ذلك الصداع، فقد يكون نتيجة نقص سوائل أو نقص غذاء أو نوم أو زيادة الضغط والتوتر، فالصداع ينبه الإنسان إلى ضرورة تعويض النقص وإعادة التوازن، أو إزالة عوامل التوتر لحماية الدماغ من الضرر المحتمل. والألم الذي تعاني منه عند لمس شيء ساخن ينبهك إلى إبعاد يدك عن مصدر الحرارة، والألم الذي تشعر به عند التواء القدم يمنعك من تحريكها، وبالتالي يحد من تفاقم الضرر.
ومن الضروري أن يعالج الألم في مراحله الأولى وألا يهمل، لأن إهمال الألم واستمراره فترة طويلة يحوله إلى ألم مزمن، وذلك بإحداث تغييرات هامة في الأعصاب، وكذلك طريقة إدراك ومعالجة إشارات الألم في الدماغ، حيث تصبح خلايا الدماغ التي تنتج الإحساس بالألم أكثر فعالية وحساسية في الإدراك وإنتاج الألم والتعبير عنه، والتي تظهر جلياً بالرنين المغناطيسي الوظيفي.
• كيف من المفترض أن يتصرف مريض الألم؟
على مريض الألم أن يعلم أن حالة الألم في كثير من الأحيان تكون دافعاً إيجابياً له لإيجاد التشخيص الحقيقي لحالته، ففي كثير من الأحيان، خاصة في الألم المفاجئ يكون الألم أول معيار حياتي واضح ينذر المريض بأن شيئاً ما يجب أن يعالج في جسده، وأن عليه أن يأخذ هذا بالاعتبار ويبدأ بالخطوة الأولى بالطريق الصحيح، وهي إيجاد التشخيص المناسب وليس تسكين الألم بحبة أو حقنة، وهذا يستلزم من المريض البحث عن المراكز المتكاملة لتشخيص ثم علاج الألم لعديد من المناحي التي تحاكي مسببات الألم والتغيرات الجسدية، إضافة إلى التغيرات في عقل وذهن ونفس الشخص المصاب. ولا بد للمريض أن يعرف كيف ينبغي معالجة الألم كمرض وليس كعرض وبشكل تكاملي وليس جزئياً، ومن خلال الوسائل الحديثة والتكميلية والبدائل التعويضية، كما أن القرار لا بد أن يكون داخلياً من المريض لمعالجة الأسباب وليس لتسكين الأعراض.
• ما أبرز المحاور التي تغطيها الندوة؟
ستتناول الندوة عدة محاور من ضمنها النظرة الإيجابية الحديثة لقدرة الإنسان على التخلص من آلامه بوضع منهاج واضح وثابت وعلى خطوات، تبدأ بالمعرفة وتستمر بالعمل الثابت، سواء عن طريق جلسات علاج طبيعي أو نفسي وتتوج بالأمل، أي نبدأ بالمعرفة ونتواصل بالعمل ونتوج بالأمل.
وتتطرق الندوة لأهم أمراض العصر، وهي أمراض الأورام، حيث يتناول البروفيسور عز الدين إبراهيم كبير استشاريي طب الأورام، المدير الطبي، رئيس مركز طب الأورام، رئيس مركز الأبحاث بمستشفى المركز الطبي الدولي، وأحد رواد مجال أبحاث علم الأورام على مستوى المنطقة العربية وعالمياً، يتناول البعد النفسي لآلام السرطان، متطرقاً لأحدث النظريات العالمية التي وضعت بناء على أبحاث أجريت على مدى أزمان، وفي أكبر المراكز العالمية، والتي أثبتت دور الرياضة والنشاط الجسدي والذهني في تفعيل المسكنات الداخلية في الجسد صانعة جسداً متناغماً قوياً ومتوازناً بدون حساسية زائدة للأعمال اليومية أو حتى الأعمال الشاقة لبعض الأشخاص غير المؤهلين جسدياً.
• إذن هل لكم منهجية في علاج آلام الأورام بخلاف عملية علاج الأورام نفسها؟
بالطبع.. وهذه المنهجية تعتمد على وضع خطة علاجية دقيقة للمريض تنفذ على مراحل، وهذا الأمر ليس من المتيسر أن يتم في غير مراكز علاج الألم المتخصصة، فعلاج الآلام بحد ذاته قد يمثل معضلة في بعض الحالات، وذلك للعوارض الصحية المرافقة للمرض والعلاج الإشعاعي والكيميائي من دوار وإعياء وصداع وتغيير ذهني وصعوبة تنفس وهبوط ضغط شرياني واضطراب في البلع والهضم والإمساك. أي أن الحالة تكون من الدقة والتعقيد بما يستلزم دراسة كافة التفاصيل ووضع خطة العلاج بناء عليها.
• وما أهم متطلبات هذه الخطط العلاجية للألم؟
نحن نراعي في العملية العلاجية عدداً من المعايير الأساسية الضرورية لتحقيق راحة المريض الجسدية والنفسية، مثل متطلبات نومه وعمله وحالته النفسية والأدوية الأخرى والنمط الحياتي، بما يكفل دعم المريض ليعيش بشكل شبه طبيعي بالتزامن مع السيطرة على الآلام، ونشرح الخطة العلاجية للمريض والأهل بشكل متكامل ونشرح أيضاً طبيعة الأدوية المستخدمة للألم والإجراءات العلاجية، ويتم عندها التنسيق مع فريق الدعم النفسي ومركز العلاج الطبيعي.
• وماذا بخلاف آلام الأورام؟
سيتحدث الدكتور وليد فتيحي المؤسس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمركز الطبي الدولي بجدة عن الألم والأمل، متناولا الفكر الحديث في النظر للألم نظرة شمولية تضع التشخيص والعلاج المتكامل في منحى جديد وعصري، صانعة أملاً جديداً في الوسط الطبي في العالم العربي من حيث إنشاء مراكز متكاملة تحاكي المراكز العالمية في علاج الألم على مبدأ علمي ومتكامل، كما سيتحدث كل من الدكتور ريان كركدان والدكتور أبي البشير عن المسكنات الداخلية وهي التي يفرزها الجسم من خلال ممارسة الرياضة، وليس عن طريق تناول الحبوب.
وسيختتم المؤتمر بمحاضرة الدكتور علي أبو الحسن مستشار التدريب القيمي بالمركز الطبي الدولي، مؤلف كتاب (نعم للألم).. كائنية الألم والتعاطي معه بفهم، مقدم ورشة (قدرة التحمل) لآليات التخلق بالصبر الجميل، حيث يتحدث عن تحويل المؤلم إلى ملهم، مبيناً أن الألم طيف مرسل يؤدي رسالة ثم يمضي إلى سبيله، وأنك لا تستطيع أن تجد علاجاً للألم إلا إذا فهمته، وحينها يتحول إلى كل الإلهام في الحياة.