لا خلاف على أن الكاتب أسامة المسلم غدا ظاهرةً في العالم العربي، ذلك أنه اختط مساراً غير مسبوق، وشقّ بجهوده الذاتية طريقه بنفسه، وبذكاء كتابي نجح في لفت الانتباه؛ وحاز الإعجاب، وتسابق القراء الشباب على اقتناء أعماله؛ وهنا نفتح مساحة حوارية مع كاتب مُهذّب لا تملك إلا احترامه وتسلّم بأنه مؤسس ثقافياً وفنيّاً، فإلى نص الحوار؛
• هل خطّط الكاتب الروائي أسامة المسلم لبلوغ مستوى متقدم من الكتابة المختلفة، تخطف نظر وألباب القراء؟
•• لم يكن هناك خطط معدة مسبقاً، هو فقط الإصرار على إتقان ما أكتب والخروج بقوالب وأساليب جديدة ومحدثة جاذبة تواكب عقليات الشباب وميولهم المتغيرة دوماً، والخروج عن القوالب والأساليب القديمة التي لم تعد مستساغة للأجيال الجديدة في عالم القراءة.
• عندما بدأت الكتابة والنشر في الأعوام الأولى؛ أي هاجس خامرك، ومتى شعرت بالتردد في مواصلة المشوار؟
•• لم يكن هناك أي مخاوف أو هواجس لأنه لم تكن هناك نية لاحتراف الكتابة، ولم تكن هناك أهداف محددة، سوى نشر إصدار واحد فقط، لإرضاء طموحي في المشاركة بإثراء المكتبة العربية، إلا أنه مع تلمس الجوع القرائي لدى الشباب إثر الإصدار الأول وجدت أنه من واجبي أن أسهم بالمزيد من الإصدارات لإعادة الشغف القرائي الورقي لدى الشباب الذين هجروه وخسر معركته ضد الغزو الإلكتروني، إن صح التعبير، في ظل انتشار عبارة (الشباب واليافعين في هذا العصر لا يقرؤون) بين المثقفين.
• متى وضعت مشروعك، وما الثمن الذي دفعته لتبدأه بكل جسارة؟
•• مشروعي الكتابي بدأ بقرار نشر روايتي الأولى (خوف) وواجهت كثيراً من التحديات التي لا تختلف عمّا يواجهه أي كاتب مبتدئ في بداية المشوار، فلعل أكبر معضلة كانت التكاليف المادية لطباعة الإصدار الأول على حسابي الخاص بحكم أنه لم يكن هناك أي دار نشر وافقت على التكفل بطباعة الكتاب وهذا أمر مألوف مع الكتاب الجدد فربما تحمّل النفقات المادية في البداية، والتفكير في تسويق وتوزيع الكتاب بمجهود شخصي ودون خبرة سابقة كانت أكبر عقبة، إلا أني تجاوزتها.
• أين أنت الآن من هذا المشروع؟
•• الحمد لله قطعت شوطاً طويلاً فيه ووضعت بكل تواضع بصمتي في المكتبة العربية الفنتازية كماً وكيفاً، وأستطيع القول، وبكل ثقة وأريحية، إنني أسهمت في عودة الكثير من القراء الشباب للقراءة الورقية، وإن شاء الله المشروع مستمر، والإصدارات القادمة بإذن الله كثيرة ومتنوعة.
* لماذا سابقت الزمن بغزارة الإنتاج؟
•• ليس هناك سباق مع الزمن في غزارة الإنتاج، فبالنسبة لي هذا هو المستوى المعتاد في الكتابة وهي كما أظن فروق فردية، ربما يراها البعض أنها خارقة للعادة أو سريعة إلا أنها بالنسبة لي هي أمر اعتيادي جدا فلو كنت أجد الوقت والأجواء المناسبة كما في السابق لكانت إصداراتي أكثر من ذلك، لكني بدأت مؤخراً بالانشغال بمشاريع جديدة تتمثل في كتابة السيناريو وتحويل بعض رواياتي لأفلام ومسلسلات وهذا تسبب في إبطاء إطلاق الإصدارات التي كنت أنوي إصدارها في هذه الفترة.
• هل تعد نفسك ظاهرة سردية؟
•• لست أنا من يحكم، الحكم متروك للقراء وللوسط الأدبي وللتاريخ؛ والزمن إن كنت ظاهرة أو لا، وعلى كل حال لا تعني لي الألقاب بقدر ما يعنيني المحتوى الذي أقدمه ومدى انتشاره بين الشباب وصموده أمام الزمن.
• ما انطباعك عقب قراءة وسماع ردود أفعال النقاد تجاه مشروعك؟ •• تباينت ردود الأفعال عند النقاد وغيرهم على مشروعي الكتابي، وردة فعلي على النقد كما هي على المدح والإشادة أنا أتعامل معها على أنها آراء خاصة بهم، وكثير من النقد السلبي للأسف غير موضوعي وأقرب للشخصنة وكثير منها أُطلق حتى دون الإطلاع على إصداراتي ومواضيعها ولمن هي موجهة وما هو مجالها، وما زلت أنتظر النقد التخصصي (الفنتازي) الذي أراه شبه معدوم عندنا، ولعل توريقة الدكتور عبدالله الغذامي التي كتبها عني وصفت المشهد بطريقة محايدة وموضوعية.
• ماذا يعني لك اليوم وصفك بالكاتب الكبير؟
•• أشكر كل من وصفني بهذا الوصف أو غيره من الصفات الإيجابية، ولا شك أنها صادرة عن محبة، وأتشرف بها، وبإذن الله أكون عند حسن ظنهم بي، وأراها مسؤولية أتمنى أن أكون أهلاً لها.
• لمن تدين بالفضل لما وصلت إليه؟
•• الفضل أولاً وأخيراً لله وحده، فلولا توفيقه لي لما حققت شيئاً، والحمد لله في كل خطوة استشعر معونة الله وبركته وتوفيقه وتجنيبه لي ما يعكر هذه المسيرة، وبعد ذلك الأصدقاء والأهل الذين شجعوني في البداية، وكانوا متحمسين لهذه الخطوة وقدموا كل الدعم والإشادة.
• مَنْ هداك لهذا النوع من الكتابة المختلفة عن عوالم لم تأت بعد؟
•• بحكم تخصصي في الأدب الإنجليزي فأنا مطلع وملم بمجالات الكتابة المختلفة، ولحبي الشخصي للكتابة الفنتازية، اخترت أن أكتب فيها ناهيك عن اهتماماتي الشخصية فأنا لا أكتب في موضوع إلا وله اهتمام وشغف شخصي بالنسبة لي مثل كتابتي في التاريخ العربي الجاهلي والفنتازيا والماورائيات والبحار والجريمة والغموض.
• هل تتسبب الشهرة في متاعب للكاتب؟
•• لا شك أن الشهرة وأن تكون معروفاً، إن صح التعبير، عند غالبية الناس هي سلاح ذو حدين لها إيجابيات ولها سلبيات، ربما أكبر سلبية في الموضوع هو أنك لن تجد الوقت الكافي كما كنت في السابق كي تختلي بنفسك وتركز على عملك الأصلي الذي أوصلك لهذه المرحلة، والإيجابية الأبرز بلا شك هي محبة الناس في جميع البلدان وبكافة الأعمار فهذا شيء لا يمكن شراؤه بالمال وأعتبرها بالنسبة لي أكبر مكسب تحقق ويفوق بمراحل المكاسب المادية.
• كيف تعاملت مع الشهرة، وما طريقتك في إدارتها؟
•• الشهرة شيء جانبي يأتي مع الانتشار والنجاح وأتقبلها بصدر رحب، فمحبة الناس -كما ذكرت سابقاً- شيء جميل خاصة أن مجتمعاتنا العربية بقيمها وعاداتها تختلف في تعاطيها مع المشهور عن العالم الغربي، وأنا بطبعي لست كائناً إجتماعياً ولا كثير الاختلاط والخروج في الأماكن العامة، ولكن -ولله الحمد- لم أستأ منها وأسعد بمن أقابلهم من القراء الأعزاء.
• ما ردود فعل الناشرين على نجاح أعمالك، هل تسابقت دور النشر لتعرض عليك التعاقد معها؟
•• دور النشر كانت وما زالت عقب نجاح إصداري الأول (خوف) تعرض عليّ التعاقد معها وبمبالغ مغرية لكنني ما زلت مع نفس دار النشر التي نشرت لي في بداياتي الطبعة الثانية من رواية (خوف) لأن عالم النشر يحتاج عدة عوامل؛ أهمها الثقة والأمانة والعمل الجاد والتسويق الواسع، وهذا ما وفرته دار النشر الحالية (مركز الأدب العربي) ولا أجد سبباً لتغييرها وهي تعد اليوم من أكبر دور النشر في المملكة العربية السعودية والخليج إن لم يكن في الوطن العربي وفكرة التغيير لأجل العروض المادية ليست هاجساً بالنسبة لي فلدي ما هو أهم وهو الثقة والشفافية.
• ما أبلغ تكريم حصلت عليه إلى يومنا هذا؟
•• تم ولله الحمد تكريمي من عدد من المؤسسات الثقافية في دول الخليج، وأوجه لهم كل الشكر، لكن أعتقد أنني أكرم كل يوم مع كل قارئ جديد يقرأ لي ومع كل قارئ يهديني كلمة ثناء أو إطراء أو شكر؛ لأنني أدخلته عالم القراءة هذا النوع من التكريم الذي أستمتع وأستأنس به أكثر من غيره وهو أبلغ تكريم أحصل عليه.
• هل تحلم بنيل جوائز أدبية كبرى؟
•• الجوائز كبيرها وصغيرها هي اعتراف يأتي في الغالب متأخراً بعدما يصل الكاتب إلى مكانته التي يستحقها، وهي تخضع لشروط ومقاييس يضعها النقاد لست حريصاً على الالتزام بها من أجل نيل جائزة ما، وبالنسبة لي إن أتت مثل هذه الجوائز كان خيراً وبركة وإن لم تأتِ لن ينقص مني شيء، مفهوم التكريم بالنسبة لي هو أن يكرمك شخص لم تطلب منه ذلك، وأعتقد أن أغلب الجوائز الآن تستدعي التقديم وأن تطلب التكريم لنفسك فإذا كان التكريم لا يزال يُطلب فأعتقد أنني لن أكرم بمثل هذه الجوائز أبداً، والجائزة الكبرى التي حصلت عليها وأحرص أن أحصل عليها دائماً هم هؤلاء القراء الرائعون الذين يحيطون بي ويكرموني بحضورهم في كل مناسبة.
• ما نصيحتك لكتاب مبتدئين يحاولون شق طريقهم في عالم السرد؟
•• نصيحتي الأولى والأخيرة كانت وما زالت أن يكتبوا في المجالات التي يحبونها ويعشقونها ويجدون فيها شغفهم، وأن لا يتأثروا بأي كلام محبط يأتي ممن حولهم وأن يطوروا لغتهم قدر الإمكان وأن يحاولوا أن يستفيدوا من ذوي الخبرة ولكن لا يعتمدوا كثيرا على آرائهم، إن كانت ستعيق تقدمهم، أكتب ما تريده وما تحب وطوّر نفسك بشكل مستمر ولا تجعل العوائق المحيطة بك تحبط عزيمتك.
• هل خطّط الكاتب الروائي أسامة المسلم لبلوغ مستوى متقدم من الكتابة المختلفة، تخطف نظر وألباب القراء؟
•• لم يكن هناك خطط معدة مسبقاً، هو فقط الإصرار على إتقان ما أكتب والخروج بقوالب وأساليب جديدة ومحدثة جاذبة تواكب عقليات الشباب وميولهم المتغيرة دوماً، والخروج عن القوالب والأساليب القديمة التي لم تعد مستساغة للأجيال الجديدة في عالم القراءة.
• عندما بدأت الكتابة والنشر في الأعوام الأولى؛ أي هاجس خامرك، ومتى شعرت بالتردد في مواصلة المشوار؟
•• لم يكن هناك أي مخاوف أو هواجس لأنه لم تكن هناك نية لاحتراف الكتابة، ولم تكن هناك أهداف محددة، سوى نشر إصدار واحد فقط، لإرضاء طموحي في المشاركة بإثراء المكتبة العربية، إلا أنه مع تلمس الجوع القرائي لدى الشباب إثر الإصدار الأول وجدت أنه من واجبي أن أسهم بالمزيد من الإصدارات لإعادة الشغف القرائي الورقي لدى الشباب الذين هجروه وخسر معركته ضد الغزو الإلكتروني، إن صح التعبير، في ظل انتشار عبارة (الشباب واليافعين في هذا العصر لا يقرؤون) بين المثقفين.
• متى وضعت مشروعك، وما الثمن الذي دفعته لتبدأه بكل جسارة؟
•• مشروعي الكتابي بدأ بقرار نشر روايتي الأولى (خوف) وواجهت كثيراً من التحديات التي لا تختلف عمّا يواجهه أي كاتب مبتدئ في بداية المشوار، فلعل أكبر معضلة كانت التكاليف المادية لطباعة الإصدار الأول على حسابي الخاص بحكم أنه لم يكن هناك أي دار نشر وافقت على التكفل بطباعة الكتاب وهذا أمر مألوف مع الكتاب الجدد فربما تحمّل النفقات المادية في البداية، والتفكير في تسويق وتوزيع الكتاب بمجهود شخصي ودون خبرة سابقة كانت أكبر عقبة، إلا أني تجاوزتها.
• أين أنت الآن من هذا المشروع؟
•• الحمد لله قطعت شوطاً طويلاً فيه ووضعت بكل تواضع بصمتي في المكتبة العربية الفنتازية كماً وكيفاً، وأستطيع القول، وبكل ثقة وأريحية، إنني أسهمت في عودة الكثير من القراء الشباب للقراءة الورقية، وإن شاء الله المشروع مستمر، والإصدارات القادمة بإذن الله كثيرة ومتنوعة.
* لماذا سابقت الزمن بغزارة الإنتاج؟
•• ليس هناك سباق مع الزمن في غزارة الإنتاج، فبالنسبة لي هذا هو المستوى المعتاد في الكتابة وهي كما أظن فروق فردية، ربما يراها البعض أنها خارقة للعادة أو سريعة إلا أنها بالنسبة لي هي أمر اعتيادي جدا فلو كنت أجد الوقت والأجواء المناسبة كما في السابق لكانت إصداراتي أكثر من ذلك، لكني بدأت مؤخراً بالانشغال بمشاريع جديدة تتمثل في كتابة السيناريو وتحويل بعض رواياتي لأفلام ومسلسلات وهذا تسبب في إبطاء إطلاق الإصدارات التي كنت أنوي إصدارها في هذه الفترة.
• هل تعد نفسك ظاهرة سردية؟
•• لست أنا من يحكم، الحكم متروك للقراء وللوسط الأدبي وللتاريخ؛ والزمن إن كنت ظاهرة أو لا، وعلى كل حال لا تعني لي الألقاب بقدر ما يعنيني المحتوى الذي أقدمه ومدى انتشاره بين الشباب وصموده أمام الزمن.
• ما انطباعك عقب قراءة وسماع ردود أفعال النقاد تجاه مشروعك؟ •• تباينت ردود الأفعال عند النقاد وغيرهم على مشروعي الكتابي، وردة فعلي على النقد كما هي على المدح والإشادة أنا أتعامل معها على أنها آراء خاصة بهم، وكثير من النقد السلبي للأسف غير موضوعي وأقرب للشخصنة وكثير منها أُطلق حتى دون الإطلاع على إصداراتي ومواضيعها ولمن هي موجهة وما هو مجالها، وما زلت أنتظر النقد التخصصي (الفنتازي) الذي أراه شبه معدوم عندنا، ولعل توريقة الدكتور عبدالله الغذامي التي كتبها عني وصفت المشهد بطريقة محايدة وموضوعية.
• ماذا يعني لك اليوم وصفك بالكاتب الكبير؟
•• أشكر كل من وصفني بهذا الوصف أو غيره من الصفات الإيجابية، ولا شك أنها صادرة عن محبة، وأتشرف بها، وبإذن الله أكون عند حسن ظنهم بي، وأراها مسؤولية أتمنى أن أكون أهلاً لها.
• لمن تدين بالفضل لما وصلت إليه؟
•• الفضل أولاً وأخيراً لله وحده، فلولا توفيقه لي لما حققت شيئاً، والحمد لله في كل خطوة استشعر معونة الله وبركته وتوفيقه وتجنيبه لي ما يعكر هذه المسيرة، وبعد ذلك الأصدقاء والأهل الذين شجعوني في البداية، وكانوا متحمسين لهذه الخطوة وقدموا كل الدعم والإشادة.
• مَنْ هداك لهذا النوع من الكتابة المختلفة عن عوالم لم تأت بعد؟
•• بحكم تخصصي في الأدب الإنجليزي فأنا مطلع وملم بمجالات الكتابة المختلفة، ولحبي الشخصي للكتابة الفنتازية، اخترت أن أكتب فيها ناهيك عن اهتماماتي الشخصية فأنا لا أكتب في موضوع إلا وله اهتمام وشغف شخصي بالنسبة لي مثل كتابتي في التاريخ العربي الجاهلي والفنتازيا والماورائيات والبحار والجريمة والغموض.
• هل تتسبب الشهرة في متاعب للكاتب؟
•• لا شك أن الشهرة وأن تكون معروفاً، إن صح التعبير، عند غالبية الناس هي سلاح ذو حدين لها إيجابيات ولها سلبيات، ربما أكبر سلبية في الموضوع هو أنك لن تجد الوقت الكافي كما كنت في السابق كي تختلي بنفسك وتركز على عملك الأصلي الذي أوصلك لهذه المرحلة، والإيجابية الأبرز بلا شك هي محبة الناس في جميع البلدان وبكافة الأعمار فهذا شيء لا يمكن شراؤه بالمال وأعتبرها بالنسبة لي أكبر مكسب تحقق ويفوق بمراحل المكاسب المادية.
• كيف تعاملت مع الشهرة، وما طريقتك في إدارتها؟
•• الشهرة شيء جانبي يأتي مع الانتشار والنجاح وأتقبلها بصدر رحب، فمحبة الناس -كما ذكرت سابقاً- شيء جميل خاصة أن مجتمعاتنا العربية بقيمها وعاداتها تختلف في تعاطيها مع المشهور عن العالم الغربي، وأنا بطبعي لست كائناً إجتماعياً ولا كثير الاختلاط والخروج في الأماكن العامة، ولكن -ولله الحمد- لم أستأ منها وأسعد بمن أقابلهم من القراء الأعزاء.
• ما ردود فعل الناشرين على نجاح أعمالك، هل تسابقت دور النشر لتعرض عليك التعاقد معها؟
•• دور النشر كانت وما زالت عقب نجاح إصداري الأول (خوف) تعرض عليّ التعاقد معها وبمبالغ مغرية لكنني ما زلت مع نفس دار النشر التي نشرت لي في بداياتي الطبعة الثانية من رواية (خوف) لأن عالم النشر يحتاج عدة عوامل؛ أهمها الثقة والأمانة والعمل الجاد والتسويق الواسع، وهذا ما وفرته دار النشر الحالية (مركز الأدب العربي) ولا أجد سبباً لتغييرها وهي تعد اليوم من أكبر دور النشر في المملكة العربية السعودية والخليج إن لم يكن في الوطن العربي وفكرة التغيير لأجل العروض المادية ليست هاجساً بالنسبة لي فلدي ما هو أهم وهو الثقة والشفافية.
• ما أبلغ تكريم حصلت عليه إلى يومنا هذا؟
•• تم ولله الحمد تكريمي من عدد من المؤسسات الثقافية في دول الخليج، وأوجه لهم كل الشكر، لكن أعتقد أنني أكرم كل يوم مع كل قارئ جديد يقرأ لي ومع كل قارئ يهديني كلمة ثناء أو إطراء أو شكر؛ لأنني أدخلته عالم القراءة هذا النوع من التكريم الذي أستمتع وأستأنس به أكثر من غيره وهو أبلغ تكريم أحصل عليه.
• هل تحلم بنيل جوائز أدبية كبرى؟
•• الجوائز كبيرها وصغيرها هي اعتراف يأتي في الغالب متأخراً بعدما يصل الكاتب إلى مكانته التي يستحقها، وهي تخضع لشروط ومقاييس يضعها النقاد لست حريصاً على الالتزام بها من أجل نيل جائزة ما، وبالنسبة لي إن أتت مثل هذه الجوائز كان خيراً وبركة وإن لم تأتِ لن ينقص مني شيء، مفهوم التكريم بالنسبة لي هو أن يكرمك شخص لم تطلب منه ذلك، وأعتقد أن أغلب الجوائز الآن تستدعي التقديم وأن تطلب التكريم لنفسك فإذا كان التكريم لا يزال يُطلب فأعتقد أنني لن أكرم بمثل هذه الجوائز أبداً، والجائزة الكبرى التي حصلت عليها وأحرص أن أحصل عليها دائماً هم هؤلاء القراء الرائعون الذين يحيطون بي ويكرموني بحضورهم في كل مناسبة.
• ما نصيحتك لكتاب مبتدئين يحاولون شق طريقهم في عالم السرد؟
•• نصيحتي الأولى والأخيرة كانت وما زالت أن يكتبوا في المجالات التي يحبونها ويعشقونها ويجدون فيها شغفهم، وأن لا يتأثروا بأي كلام محبط يأتي ممن حولهم وأن يطوروا لغتهم قدر الإمكان وأن يحاولوا أن يستفيدوا من ذوي الخبرة ولكن لا يعتمدوا كثيرا على آرائهم، إن كانت ستعيق تقدمهم، أكتب ما تريده وما تحب وطوّر نفسك بشكل مستمر ولا تجعل العوائق المحيطة بك تحبط عزيمتك.