-A +A
مهدي بن حسين
‏قفوا جدلاً يؤثِّرُ في النحيبِ الهشِّ لا يُنفى بمفردهِ،

‏ارتباطُ الحزنِ بالأشياءِ مِنحتهُ


‏وشُقُّوا في جذوع النخلِ نافذةً

‏تُقِلُّ الدمعَ للباكين طائعةً

‏بمَن فتقَ الحجارةَ

‏باسم نخلتهِ

‏بكل بني الترابِ

‏القابضينَ على الهدوءِ يواكبونَ الصحوَ

‏أقسمَتِ الجراحُ

‏بأنَّها رُطَبٌ

‏غفى في الصيفِ فاتُهِمَا

‏وأفلتَتِ المراثي من مقام النوحِ

‏فاختلَّ النحيبُ وأوسع النوتات تجريحا

‏بنا وَلَهُ الرماديينَ لا تطفوا هزائمُهم بلا نَهمِ المسافةِ

‏فاستفق يا بحرُ

‏لا ترحلْ

‏بكَ اتشحَ الهواءُ

‏فخُذ هواءً

‏لا يغيظ اللهْ

‏كثيرون استجابوا للنواح على المطلِ

‏فغرّهم هزل الرواء

‏استعصموا بنحولهم قالوا:

‏انصرف يا حزنُ لست تروقنا

‏لسنا بخيرٍ جلّ هذا الحزن عنّا

‏واستراحوا قبل ترميمِ المتاهةِ

‏والمساحةُ بين جدينا ظلالٌ

‏ما لهذا البحرِ يخشى أن يُعيدَ متاعنا،

‏هل أرغموه على التنهدِ

‏كي ننوحَ فننتشي

‏أم أنَّ بحاراً أراح عيونَهُ

‏استغنى فغنى

‏البحرُ منسوبٌ لخيبةِ قاطنيه

‏استحلفوه

‏فربما

‏ترك الغريقَ أمانةً

‏ولربما ردّ الوصايا خلسةً أيعيقه الإتيان بالشوق القديم

‏إذاً

‏فكيف إذا تنهدَ منزلُ البحَّارِ

‏أعجبنا التنهُدُ

‏واعترى هذا المطل نواحٌ

‏انتقدَ الوجوهَ

‏فعُطِّل المنفى

‏وأيَّدنا التهافتُ صوب ملح البحرِ

‏ملحٌ لو أطالَ نزوحَهُ آذى مذاق البدر

‏فوق رصيفهِ جاثٍ هناك

‏يظن أن البحرَ ينقصُ كلّما شحت أشعتُهُ

‏فماذا الآن غير نواحٍ ابتدعوهُ

‏كي ينفوه

‏قالت جدّةُ البحارِ:

‏كفّوا الآن عن توبيخ ملح البحرِ

‏تكبرُ في الجزيرةِ أحرفٌ لثغت بها طرق النخيل ومعطياتُ الماءِ

‏أوشكنا التذلل للأزقةِ

‏تحتفي تحريفَ أوجهنا

‏ووصم جبيننا بالحبِ

‏نوحوا إننا شؤمٌ وليس الوقت يعصمنا

‏ولا البحارةُ انتبهوا

‏لحاضر أمنياتِ الوقت...