لم تعد سياسة الكيل بمكيالين خاصة بالسياسة، بل ربما اكتسحت ميادين وتخصصات وحياة مجتمع بلا حصر، إلا أنها باقتحامها للثقافة تثير القلق أكثر من غيرها؛ كون الثقافة معيارًا أخلاقيًا وإنسانيًا. وأثارت الأديبة نادية السالمي منذ أيام تساؤلًا حول الشريك الأدبي على منصة (x)، تضمن استفسارًا عن سبب حرمان بعض الضيوف من حقهم المالي، وكيف تكيل المؤسسة الثقافية بمكيالين، فتمنح الضيف القادم من خارج المنطقة التي ستقام فيها الفعالية «تذكرة سفر ذهابًا وإيابًا، وتتيح له فرصة الإقامة ليلتين أو ثلاثًا، وتصرف له مكافأة مالية لا تقل عن ألفي ريال، وربما أزيد»، في حين لا يُعطى الضيف من داخل منطقة الشريك الأدبي إلا درعًا خشبيًا.
وأوضحت صاحبة التساؤل نادية السالمي لـ«عكاظ» أنه من الجميل أن تتعدد أذرع الثقافة، كون في ذلك خدمة للمشهد الثقافي والمثقّف، وعدّت مبادرة (الشريك الأدبي) فكرة رائعة، لولا أن ما يحدث ليس بحجم المسؤولية الثقافية المرجوة، بحكم أن غالب «المقاهي» لم تخدم المشهد الثقافي والمثقّف، لأنها لا تتفاعل مع ما يحدث، مشيرةً إلى أن الطائف مثلًا أُدرجت ضمن المدن المبدعة في اليونسكو، ولم تحرّك مقاهي الشراكة ساكنًا، وأضافت: لعلها لم تعرف بعد!
وترى أن الشريك لم يخدم المثقّف لأنه اعتاد النسخ واللصق في تكرار ممل للأسماء. وأضافت: تطوّرت الآن ليصبح نسخها من خارج الحدود، وقالت: لماذا على المثقف أن يعمل بلا مقابل في حين أن أصحاب المقاهي يدفعون من أجل الأيدي العاملة في المقهى، ويدفعون ثمن الكرسي، والطاولة، والكهرباء.
وتساءلت: أين الكوادر المبدعة المغمورة التي كانت لها مشاركة في معرض الكتاب؟ لماذا لم يتم تسليط الضوء على منجزها الإبداعي المعرفي، ما يسهم في نشر إبداعها لتنال ما تستحق من مكانة وحضور؟
وذهبت السالمي إلى أن (المقاهي الشريكة) غالبًا ما تستأثر وتستفيد من هذه الشراكة ماديًا ومعنويًا، وتلغي المكافأة المادية للمثقّف، فلا يدفعون للمثقّف والمبدع الذي يأتي ويقدّم إبداعه، أو فكره التنويري، فأي تقييم هذا بحق الورقة الرابحة في كف الشريك؟
وعدّ الشاعر عبدالعزيز أبو لسه مبادرة الشريك الأدبي متجاوزة بل رائدة، كونها أخرجت الأدب من متاهات بعض المؤسسات الرسمية إلى فضاءات الواقع واليومي والمعاش (المقهى). مضيفًا: تستحق وزارة الثقافة؛ ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، كل الشكر عليها. ولفت إلى أنه ومن خلال تعامله بل وانضمامه إلى أحد المقاهي باعتباره مُنظّمًا ومستشارًا للفعاليات؛ أنه عندما يتواصل مع ضيف للترتيب معه يبلغه أن مكافأته لا تقل عن خمسة آلاف ريال، أو أنه لن يأتي، ويكون الردّ عليه بأنهم سيرفعون باسمه، والجهة المسؤولة عن ذلك ستتواصل معه، مشيرًا إلى أنه لا يعلم عقب ذلك ما الذي يحدث، وأضاف أبو لسه قائلًا: بعض المثقفين الذين تربطني بهم علاقة شخصية أكدوا لي أن هناك تمييزًا فعلًا، وتساءل: على ماذا يستند مثل هذا التمييز؟ ويجيب: «لا نعلم»، وأوضح أن المبادرة في هذا الموسم قلصت عدد الضيوف من خارج المنطقة بحيث لا يزيد على 15 ضيفًا فقط، وتساءل: منطقة مثل الباحة أنى لها أن توفّر أكثر من 90 مثقفًا ومثقفة لديهم منتج معرفي يستحق الظهور؟!
وأبدى استغرابًا كون الضيوف الذين تتم دعوتهم من داخل المنطقة لا يكلفون الشريك الأدبي ولا الجهة المنظمة أي عبء؛ فلا تذاكر طيران ولا سكن ولا إعاشة، ومع هذا لا تُصرف لهم مكافآت!
وأضاف: في ما يتعلق بالضيوف من خارج المنطقة يتم ترتيب الحجوزات والسكن من قبل الجهة المنظمة التي لا تتحمل أكثر من ليلتين، وبعض الضيوف يطلب البقاء ليوم ثالث، ويتحملها الشريك الأدبي الذي أعمل معه، ويتحمل إعادته، ويتم عمل برنامج زيارات يكلف أيضًا عبئًا إضافيًا على الشريك.
فيما علّقت الدكتورة كوثر القاضي على منشور السالمي قائلة: حضرت فعالية في الشريك الأدبي، ولاحظت أن الكتاب الذي كان يوزع مجانًا في الأندية يباع، وبالطبع ثمن الكتاب للمقهى! وأضافت القاضي: الأندية الأدبية خدمت الثقافة السعودية لـ50 عامًا، ولن ينافسها في ذلك أي مقهى أو صالون أدبي.
فيما قال رئيس أدبي أبها السابق أنور خليل: شاركت قبل ثلاثة أسابيع في ندوة نُظمت في أحد المقاهي.. ولا أبالغ إذا ما قلت إني تمنيت لو أنها كانت على الرصيف لكان أفضل بكثير من تلك الزاوية التي حُشرنا فيها!
فيما دوّنت الدكتورة منال العيسى وجهة نظرها، وقالت: «الشريك الأدبي يتعامل مع المثقفين والأكاديميين كرقم لا دلالة له، ولو كان يتحدث لوحده»، وترى أنها فعالية رقمية ترفع منجزاته العددية ليحصل على الدعم المادي، وربما يكون محظوظًا ويحصل على الجائزة السنوية شبه المليونية!
هيئة الأدب طالبت بالمراسلة على الإيميل ولم تردّ
وحرصت «عكاظ» على عرض القضية على هيئة الأدب، وطلبنا منهم توضيحًا، فطلبوا منا الرفع على الإيميل بالمطلوب، وتم بعث رسالة عبر الإيميل المحدد صباح الإثنين الماضي، وأشرنا فيها إلى أننا ننتظر ردهم إلى ظهر الخميس موعد بعث المادة للصحيفة، ولم نستقبل أي ردّ إلى الساعة الواحدة وخمس وأربعين دقيقة ظهر الخميس.
وأوضحت صاحبة التساؤل نادية السالمي لـ«عكاظ» أنه من الجميل أن تتعدد أذرع الثقافة، كون في ذلك خدمة للمشهد الثقافي والمثقّف، وعدّت مبادرة (الشريك الأدبي) فكرة رائعة، لولا أن ما يحدث ليس بحجم المسؤولية الثقافية المرجوة، بحكم أن غالب «المقاهي» لم تخدم المشهد الثقافي والمثقّف، لأنها لا تتفاعل مع ما يحدث، مشيرةً إلى أن الطائف مثلًا أُدرجت ضمن المدن المبدعة في اليونسكو، ولم تحرّك مقاهي الشراكة ساكنًا، وأضافت: لعلها لم تعرف بعد!
وترى أن الشريك لم يخدم المثقّف لأنه اعتاد النسخ واللصق في تكرار ممل للأسماء. وأضافت: تطوّرت الآن ليصبح نسخها من خارج الحدود، وقالت: لماذا على المثقف أن يعمل بلا مقابل في حين أن أصحاب المقاهي يدفعون من أجل الأيدي العاملة في المقهى، ويدفعون ثمن الكرسي، والطاولة، والكهرباء.
وتساءلت: أين الكوادر المبدعة المغمورة التي كانت لها مشاركة في معرض الكتاب؟ لماذا لم يتم تسليط الضوء على منجزها الإبداعي المعرفي، ما يسهم في نشر إبداعها لتنال ما تستحق من مكانة وحضور؟
وذهبت السالمي إلى أن (المقاهي الشريكة) غالبًا ما تستأثر وتستفيد من هذه الشراكة ماديًا ومعنويًا، وتلغي المكافأة المادية للمثقّف، فلا يدفعون للمثقّف والمبدع الذي يأتي ويقدّم إبداعه، أو فكره التنويري، فأي تقييم هذا بحق الورقة الرابحة في كف الشريك؟
وعدّ الشاعر عبدالعزيز أبو لسه مبادرة الشريك الأدبي متجاوزة بل رائدة، كونها أخرجت الأدب من متاهات بعض المؤسسات الرسمية إلى فضاءات الواقع واليومي والمعاش (المقهى). مضيفًا: تستحق وزارة الثقافة؛ ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، كل الشكر عليها. ولفت إلى أنه ومن خلال تعامله بل وانضمامه إلى أحد المقاهي باعتباره مُنظّمًا ومستشارًا للفعاليات؛ أنه عندما يتواصل مع ضيف للترتيب معه يبلغه أن مكافأته لا تقل عن خمسة آلاف ريال، أو أنه لن يأتي، ويكون الردّ عليه بأنهم سيرفعون باسمه، والجهة المسؤولة عن ذلك ستتواصل معه، مشيرًا إلى أنه لا يعلم عقب ذلك ما الذي يحدث، وأضاف أبو لسه قائلًا: بعض المثقفين الذين تربطني بهم علاقة شخصية أكدوا لي أن هناك تمييزًا فعلًا، وتساءل: على ماذا يستند مثل هذا التمييز؟ ويجيب: «لا نعلم»، وأوضح أن المبادرة في هذا الموسم قلصت عدد الضيوف من خارج المنطقة بحيث لا يزيد على 15 ضيفًا فقط، وتساءل: منطقة مثل الباحة أنى لها أن توفّر أكثر من 90 مثقفًا ومثقفة لديهم منتج معرفي يستحق الظهور؟!
وأبدى استغرابًا كون الضيوف الذين تتم دعوتهم من داخل المنطقة لا يكلفون الشريك الأدبي ولا الجهة المنظمة أي عبء؛ فلا تذاكر طيران ولا سكن ولا إعاشة، ومع هذا لا تُصرف لهم مكافآت!
وأضاف: في ما يتعلق بالضيوف من خارج المنطقة يتم ترتيب الحجوزات والسكن من قبل الجهة المنظمة التي لا تتحمل أكثر من ليلتين، وبعض الضيوف يطلب البقاء ليوم ثالث، ويتحملها الشريك الأدبي الذي أعمل معه، ويتحمل إعادته، ويتم عمل برنامج زيارات يكلف أيضًا عبئًا إضافيًا على الشريك.
فيما علّقت الدكتورة كوثر القاضي على منشور السالمي قائلة: حضرت فعالية في الشريك الأدبي، ولاحظت أن الكتاب الذي كان يوزع مجانًا في الأندية يباع، وبالطبع ثمن الكتاب للمقهى! وأضافت القاضي: الأندية الأدبية خدمت الثقافة السعودية لـ50 عامًا، ولن ينافسها في ذلك أي مقهى أو صالون أدبي.
فيما قال رئيس أدبي أبها السابق أنور خليل: شاركت قبل ثلاثة أسابيع في ندوة نُظمت في أحد المقاهي.. ولا أبالغ إذا ما قلت إني تمنيت لو أنها كانت على الرصيف لكان أفضل بكثير من تلك الزاوية التي حُشرنا فيها!
فيما دوّنت الدكتورة منال العيسى وجهة نظرها، وقالت: «الشريك الأدبي يتعامل مع المثقفين والأكاديميين كرقم لا دلالة له، ولو كان يتحدث لوحده»، وترى أنها فعالية رقمية ترفع منجزاته العددية ليحصل على الدعم المادي، وربما يكون محظوظًا ويحصل على الجائزة السنوية شبه المليونية!
هيئة الأدب طالبت بالمراسلة على الإيميل ولم تردّ
وحرصت «عكاظ» على عرض القضية على هيئة الأدب، وطلبنا منهم توضيحًا، فطلبوا منا الرفع على الإيميل بالمطلوب، وتم بعث رسالة عبر الإيميل المحدد صباح الإثنين الماضي، وأشرنا فيها إلى أننا ننتظر ردهم إلى ظهر الخميس موعد بعث المادة للصحيفة، ولم نستقبل أي ردّ إلى الساعة الواحدة وخمس وأربعين دقيقة ظهر الخميس.