تعدّ الأغنية، أداةً من أدوات التواصل الحضاري، ومن خلال جوانبها المتعددة، كالكلمة واللحن والصوت... وهذا ما يمنحها الأهمية والمسؤولية في الوقت نفسه، لأنها تتشكل وتنقل مشاعر ورؤى لا تتوقف عند عملية صنعها كمنتج حضاري، بل تتجاوز في تحليقها في سماء العلاقة بين فرد ووجدانه، أو بين فرد وآخر، أو بين حضارة وأخرى الى إحداث صلات خفية وظاهرة تحتاجها هذه العلاقة. وعندما نحاول التأمل في التجارب الفنية الحالية، لا نجد الكثير من التجارب التى تحقق ما ذكرته، بمعنى أن أكثر هذه التجارب هي تجارب أدائية بحتة، لا يبقى مفعولها في شريان الحياة طويلاً.
وذلك لأنها لم تكن لتقف على أرض صلبة من الوعي بأهمية ودور الأغنية في إزالة الفوارق والمسافات بين الناس في مختلف ثقافاتهم.
ومن هنا.. أحاول في هذه المساحة أن أسلط الضوء على كافة التجارب الغنائية التي تسير في طريق طرح الأغنية كمنجز ثقافي، غير شخصي، بل منجز يصنعه ويشارك في انفعالاته كافة المستمعين، ومن هذه التجارب -بعد استثناء تجربتي الفنان الراحل طلال مداح والفنان محمد عبده - تجربة الفنانة أحلام في طريقة تقديم أغانٍ خالية من شوائب الاستنساخ الملحوظ في الساحة الفنية للغناء الذي يصر على مضغ تلوكهُ أفواه فنانين سابقين لحناً وكلماً وأداءً.
فأحلام أتت بحلم جديد وبهيّ استطاعت من خلاله أن تقدم منهجاً جديداً ومميزاً يقوم على الوعي بأن الفن ليس مجرد سلعة تقدم بلا قيم فنية يمكن أن تقوم عليها.
حيث تقدم أحلام منجزاً غنائياً يليق بالفن الخليجي، مثمنة تجربة الأغنية الخليجية العربية، لتقدمها إلى العالم بصورةٍ مذهلة وجميلة بوعي فني وروح موسيقية عالية.
ولا يخفى على الجميع أن سيطرة المال وشركات الإنتاج على الفن السعودي والخليجي دعت الحراك الفني الخليجي إلى أن يكون حراكاً تجارياً ربحياً يتحكم به أصحاب الأعمال وشركات الإنتاج ويستفيد منه في الدرجة الأولى الفنانون المعروفون.
ومع هذه السيطرة أصبحت الأغنية الخليجية أغنية تجارية مكررة لا تقدم شيئاً جديداً مثرياً ومختلفاً ومطوراً للساحة الفنية العربية والعالمية إلّا ما ندر وقلّ، وغابت الأغنية الحقيقية الإبداعية التي تثري في تجربة الفن الخليجي وتقدمّه للعالم.
لقد تحول هاجس الفنان الخليجي من أن يقدم أغنية جديدة مختلفة تطور من تجربته وتغنيها إلى أن يكون هاجسه الأول في تكلفة العمل وأرباح هذه الأغنية وقيمتها السوقية ومدى إمكانية الحصول على مشاهدات عالية والاكتفاء بالوصول إلى المستمع العادي الذي يحب الأغنية العادية والراقصة. كما أنه يطغى هم البقاء في الذاكرة وعدم النسيان على أغلب المغنين ومن لهم علاقة بالفن من كل صلة.
وبعكس ما سبق؛ حضرت أحلام بألبومها الأخير فدوة عيونك وما سبقه وما لحقه من أغانٍ فردية منذ خمس سنوات حتى الآن مثالاً حقيقاً للفن الحقيقي، لقد قدمت أسلوباً جديداً تقوم فيه الأغنية على محاورالتكامل في النص واللحن والتوزيع وحتى في إنتاج وتصوير وتمثيل الفيديو الكليب، فأصبحت ملفتة مقارنةً ببقية الأعمال الفنية. وفي وقت أجمع الناس على أن زمن الألبوم الموسيقي قد انتهى جاءت بهذا الألبوم الرائع لتنهي من بعده زمناً يتردد فيه أن زمن الألبوم الفني قد انتهى.
ولا أنسى أنها كانت تختار أعمالها بتعاون مع أسماء مختلفة في الفن منها المعروف وغير المعروف ولا تقبل المجاملات في أعمالها، على عكس الكثير من الفنانين الذي يحرصون على مشاركة أصدقائهم والقريبين منهم وتجاهل التعامل مع الأسماء الفنية الجديدة.
ألبوم (فدوة عيونك)، يستحق لقب جوهرة الألبومات الخليجية، لما فيه من تنوع موسيقي عالٍ، عبر كافة جوانب الأغنية، وأحلام تستحق فعلاً لقب سيدة الغناء الخليجي لأنها الآن تتسيد وحدها عرش الأغنية الخليجية الجديدة بخطى ثابتة.
وذلك لأنها لم تكن لتقف على أرض صلبة من الوعي بأهمية ودور الأغنية في إزالة الفوارق والمسافات بين الناس في مختلف ثقافاتهم.
ومن هنا.. أحاول في هذه المساحة أن أسلط الضوء على كافة التجارب الغنائية التي تسير في طريق طرح الأغنية كمنجز ثقافي، غير شخصي، بل منجز يصنعه ويشارك في انفعالاته كافة المستمعين، ومن هذه التجارب -بعد استثناء تجربتي الفنان الراحل طلال مداح والفنان محمد عبده - تجربة الفنانة أحلام في طريقة تقديم أغانٍ خالية من شوائب الاستنساخ الملحوظ في الساحة الفنية للغناء الذي يصر على مضغ تلوكهُ أفواه فنانين سابقين لحناً وكلماً وأداءً.
فأحلام أتت بحلم جديد وبهيّ استطاعت من خلاله أن تقدم منهجاً جديداً ومميزاً يقوم على الوعي بأن الفن ليس مجرد سلعة تقدم بلا قيم فنية يمكن أن تقوم عليها.
حيث تقدم أحلام منجزاً غنائياً يليق بالفن الخليجي، مثمنة تجربة الأغنية الخليجية العربية، لتقدمها إلى العالم بصورةٍ مذهلة وجميلة بوعي فني وروح موسيقية عالية.
ولا يخفى على الجميع أن سيطرة المال وشركات الإنتاج على الفن السعودي والخليجي دعت الحراك الفني الخليجي إلى أن يكون حراكاً تجارياً ربحياً يتحكم به أصحاب الأعمال وشركات الإنتاج ويستفيد منه في الدرجة الأولى الفنانون المعروفون.
ومع هذه السيطرة أصبحت الأغنية الخليجية أغنية تجارية مكررة لا تقدم شيئاً جديداً مثرياً ومختلفاً ومطوراً للساحة الفنية العربية والعالمية إلّا ما ندر وقلّ، وغابت الأغنية الحقيقية الإبداعية التي تثري في تجربة الفن الخليجي وتقدمّه للعالم.
لقد تحول هاجس الفنان الخليجي من أن يقدم أغنية جديدة مختلفة تطور من تجربته وتغنيها إلى أن يكون هاجسه الأول في تكلفة العمل وأرباح هذه الأغنية وقيمتها السوقية ومدى إمكانية الحصول على مشاهدات عالية والاكتفاء بالوصول إلى المستمع العادي الذي يحب الأغنية العادية والراقصة. كما أنه يطغى هم البقاء في الذاكرة وعدم النسيان على أغلب المغنين ومن لهم علاقة بالفن من كل صلة.
وبعكس ما سبق؛ حضرت أحلام بألبومها الأخير فدوة عيونك وما سبقه وما لحقه من أغانٍ فردية منذ خمس سنوات حتى الآن مثالاً حقيقاً للفن الحقيقي، لقد قدمت أسلوباً جديداً تقوم فيه الأغنية على محاورالتكامل في النص واللحن والتوزيع وحتى في إنتاج وتصوير وتمثيل الفيديو الكليب، فأصبحت ملفتة مقارنةً ببقية الأعمال الفنية. وفي وقت أجمع الناس على أن زمن الألبوم الموسيقي قد انتهى جاءت بهذا الألبوم الرائع لتنهي من بعده زمناً يتردد فيه أن زمن الألبوم الفني قد انتهى.
ولا أنسى أنها كانت تختار أعمالها بتعاون مع أسماء مختلفة في الفن منها المعروف وغير المعروف ولا تقبل المجاملات في أعمالها، على عكس الكثير من الفنانين الذي يحرصون على مشاركة أصدقائهم والقريبين منهم وتجاهل التعامل مع الأسماء الفنية الجديدة.
ألبوم (فدوة عيونك)، يستحق لقب جوهرة الألبومات الخليجية، لما فيه من تنوع موسيقي عالٍ، عبر كافة جوانب الأغنية، وأحلام تستحق فعلاً لقب سيدة الغناء الخليجي لأنها الآن تتسيد وحدها عرش الأغنية الخليجية الجديدة بخطى ثابتة.