الشعرُ ذاتٌ متحررة ولا يمكن القول إن للشعرِ تعريفًا واحدًا يستطيع الممارس أو المتلقي للشعر الالتفاف حوله إنه معنىً أغزر من إدراكنا النظري. فالشعر لا شكَ خلاصة الوجع الإنساني، وأنا هنا لا أدعي معرفةً غير أنني أحاول. والقصائد تجارب، ولكل تجربةٍ لسانها ومحفزها ووقتها. وليس الشعر مجرد إحساسٍ لحظي، لكنه يكمن في وجداننا الخامل يستفزنا بضراوة حتى نبلغ مرحلة الانتشاء.
على الوقت أن يعبر أحيانًا ببطء شديد كي نعي أن ما نكتبه شعرٌ إنها مجازفة الغريق والدرس الأخيرُ للنَفَس. عليكَ أن تتجاوز الغيب أن تختنق لتكتب نصًا فليست الكتابة عرضًا أو تمضيةً للوقت، إنها ولا شك تراكمات الوجدان البشري. رغم ذلك على القارئ لنصك أن يختنق أن تغدر بالقارئ ويعني الغدر بالقارئ لنصك أن تحمله خيالاته لأبعد من فكرتك في النص فيقرأك بطريقته. عليه أن يقرأك أن يتملك النص جزءًا من ذاكرته. ورغمَ ما بهذا الزمن من تنميطٍ للقصيدة شكلًا أو مضمونًا إلا أن النص الشعري الحقيقي؛ وأعني ذلك الخارج عن سياق العادة وسرد المفردات الرنانة، يتفوق دائمًا، وليس الخروج عن المألوف مرتكزًا لقوة النص الشعري، فالخروج عن المألوف لا يكون مجرد اجتراحٍ لسياقٍ اعتيادي أو اجترارٍ لمفرداتٍ معتقة، بل إن تجسد ذات الورد وتسمع القارئ أنين الطريق وإن تمس الجلد بمديتك دون أن تجرحها. أما أن تفتعل أنموذجًا مزيفًا لأنك استأثرت برأيك فانحزت لقولك المسند للفوضى وأنا هنا لا أتحدث عن الأشكال الشعرية بل عن بناء النص اللا متناسق حيث تتشظى المفردةُ فتدفع بصورةٍ غير مجدية أو معبرة في الوجدان الإنساني فترى ما لا يراه سواك وتحكم على مخيلة المتلقين بالتراخي في استقبال المعنى الشعري. أن تكتب نصًا لتطرق أبوابًا مؤصدة لا يعني أن تُهمل انحيازك للشاعرية والمعنى المخلوق من العدم. فليس الشكل الشعري مقياسًا للحداثة فكم من نصٍ يُنسب للعصر الجاهلي فيه من الحداثة أكثر مما في النصوص في زمننا الحاضر. علينا أن نتفق أن اللغة الشعرية أهمُ من الشكل كما أن الشكل الشعري لا ينبغي له أن يؤطر النص ويحد اللغة ويلغي الشاعرية فيكتفي بالمبالغة في وصف العادي.
أما عن تنميط الشاعر وأذكر أن شاعرًا قال لي ذات مرة: تحدث كشاعر. فخيل لي أن الشاعر لا بد وألا يكون بشريًا بالضرورة عليه أن يتلبس وجوه الملائكة ويرتدي أزياءهم، ولعل تنميط الشاعر يحدوه لتنميط النص. وعليه فتنميط الشاعر وقولبته ليستحسنه الناس فيزيد من فرص قبوله بينهم يخلق نوعًا واحدًا مفردًا من الشعراء أولئك الذين يندفعون للتجديد، لكنهم رغم ذلك جامدون في أماكنهم، يظنون أنهم يفلسفون القصيدة وهم إنما يزيدونها سطحيةً وإغراقًا في الوضوح، وهل على النص الشعري أن يكون واضحًا بصورةٍ مستفحلة تقرأها لتمرر الوقت أم أنها في حقيقتها دعوةٌ لصناعة المعنى والركض على أرضٍ جرداء تخضر كلما ركضت؟
إن الصورة النمطية في وقتنا الحاضر عن الشاعر والقصيدة تزيد الأمور صعوبة، فإن تهرق روحك على الورق يعني أن تتقمص النص، أن تُلغي أناك اللحظية لا أن تكبل القراء وتحدهم بمعناك أنت فقط.
على الوقت أن يعبر أحيانًا ببطء شديد كي نعي أن ما نكتبه شعرٌ إنها مجازفة الغريق والدرس الأخيرُ للنَفَس. عليكَ أن تتجاوز الغيب أن تختنق لتكتب نصًا فليست الكتابة عرضًا أو تمضيةً للوقت، إنها ولا شك تراكمات الوجدان البشري. رغم ذلك على القارئ لنصك أن يختنق أن تغدر بالقارئ ويعني الغدر بالقارئ لنصك أن تحمله خيالاته لأبعد من فكرتك في النص فيقرأك بطريقته. عليه أن يقرأك أن يتملك النص جزءًا من ذاكرته. ورغمَ ما بهذا الزمن من تنميطٍ للقصيدة شكلًا أو مضمونًا إلا أن النص الشعري الحقيقي؛ وأعني ذلك الخارج عن سياق العادة وسرد المفردات الرنانة، يتفوق دائمًا، وليس الخروج عن المألوف مرتكزًا لقوة النص الشعري، فالخروج عن المألوف لا يكون مجرد اجتراحٍ لسياقٍ اعتيادي أو اجترارٍ لمفرداتٍ معتقة، بل إن تجسد ذات الورد وتسمع القارئ أنين الطريق وإن تمس الجلد بمديتك دون أن تجرحها. أما أن تفتعل أنموذجًا مزيفًا لأنك استأثرت برأيك فانحزت لقولك المسند للفوضى وأنا هنا لا أتحدث عن الأشكال الشعرية بل عن بناء النص اللا متناسق حيث تتشظى المفردةُ فتدفع بصورةٍ غير مجدية أو معبرة في الوجدان الإنساني فترى ما لا يراه سواك وتحكم على مخيلة المتلقين بالتراخي في استقبال المعنى الشعري. أن تكتب نصًا لتطرق أبوابًا مؤصدة لا يعني أن تُهمل انحيازك للشاعرية والمعنى المخلوق من العدم. فليس الشكل الشعري مقياسًا للحداثة فكم من نصٍ يُنسب للعصر الجاهلي فيه من الحداثة أكثر مما في النصوص في زمننا الحاضر. علينا أن نتفق أن اللغة الشعرية أهمُ من الشكل كما أن الشكل الشعري لا ينبغي له أن يؤطر النص ويحد اللغة ويلغي الشاعرية فيكتفي بالمبالغة في وصف العادي.
أما عن تنميط الشاعر وأذكر أن شاعرًا قال لي ذات مرة: تحدث كشاعر. فخيل لي أن الشاعر لا بد وألا يكون بشريًا بالضرورة عليه أن يتلبس وجوه الملائكة ويرتدي أزياءهم، ولعل تنميط الشاعر يحدوه لتنميط النص. وعليه فتنميط الشاعر وقولبته ليستحسنه الناس فيزيد من فرص قبوله بينهم يخلق نوعًا واحدًا مفردًا من الشعراء أولئك الذين يندفعون للتجديد، لكنهم رغم ذلك جامدون في أماكنهم، يظنون أنهم يفلسفون القصيدة وهم إنما يزيدونها سطحيةً وإغراقًا في الوضوح، وهل على النص الشعري أن يكون واضحًا بصورةٍ مستفحلة تقرأها لتمرر الوقت أم أنها في حقيقتها دعوةٌ لصناعة المعنى والركض على أرضٍ جرداء تخضر كلما ركضت؟
إن الصورة النمطية في وقتنا الحاضر عن الشاعر والقصيدة تزيد الأمور صعوبة، فإن تهرق روحك على الورق يعني أن تتقمص النص، أن تُلغي أناك اللحظية لا أن تكبل القراء وتحدهم بمعناك أنت فقط.