ليس كل ضيف حوار محتاجاً لمقدمة؛ فهناك ضيوف ليسوا بحاجة من يقدمهم، منهم الشاعر الإعلامي خالد قمّاش الزهراني؛ ولعلي أطلق عليه وصف الحديقة الغنّاء، لا الكتاب المفتوح، إلا أن شجيرات الحديقة غضة دوماً، ولا تحتمل شقاوة وعبث البعض، فلُطف (أبو أنهار) لا يعني ضعفه، إلا أنه ضد العنف، ورغم جرأة طرحه في قروبات ومواقع التواصل، إلا أنه كائن مرحبٌ به؛ بحكم ما يتمتع به من رُقيّ الاختلاف، والقبول بوجهات النظر، وهنا مجمل ما دار بيننا من حوار:
• ماذا ينتابك عند سماع قول المتنبي «كفى بجسمي نحولاً أنني رجلٌ، لولا مخاطبتي إياك لم ترني»؟
•• أستعيد المقولة «كلما زادت الطاقة الإبداعية، تتضاعف التعاسة» وأتصور الشعراء هزيلين، وأجسامهم نحيلة، لانشطارهم بين الخاص والعام، والصعلكة، ومراعاة المجتمع، وتلبية رغبات الروح، وعدم استفزاز السلطات.
• هل تعد نفسك من تيار الصعاليك الجُدد؟
•• إلى حد ما فنياً بالطبع، لانتهاء مبررات الصعلكة وفضائها منذ قيام الدولة الحديثة، واكتمال مؤسساتها ومن مؤسسات رعاية حقوق الأدباء والمثقفين.
• كيف تلبستك الثقافة؟
•• عشت مع أبي بدايات الوعي، وتربيت بين أعمام يقرأون بشغف، ويزودونني بما يقتنون من كتب ومجلات، وصحف، قرأتُ (ألف ليلة وليلة) في المرحلة الثانوية، وتعلقتُ بمادة النصوص، وتأثرت بشعراء منهم طلال السعيد، واقتنيت ديوانه (دموع تبتسم)، ثم أجمل عشرين قصيدة حبّ لفاروق شوشة، وفي فضاء الجامعة، كانت رعاية وتوجيه القامات.
• متى نشرت أول مقال؟
•• نشرته في مجلة ماجد، بعنوان (لغتنا الجميلة) وبعثوا لي ثلاثين درهماً إماراتياً، وأنا في الثالث المتوسط، ثم وقع حريق في بيت جارنا، واستدعيت الدفاع المدني، ثم كتبت المشاهدات ونُشرت في سوق عكاظ.
• من تتذكر من أساتذة المرحلة الجامعية، وتذكر منهم؟
•• الدكتور عالي القرشي، والدكتوز عثمان الصيني، والدكتور عايض الثبيتي، لهم أثر كبير على جيلي ومن درس على أيديهم، وهناك أسماء كبيرة ولهم فضل لا أنساه في كل مراحل تعليمي.
• هل سبق الشعر العمل الصحفي؟
•• المحاولات الشعرية، ظلّت في خانة الترف، فيما باشرت العمل الصحفي في ملحق الأربعاء، وفي ملحق الذاكرة الشعبية بصحيفة عكاظ، أيام الصديقين هاشم الجحدلي ويوسف الزهراني، وفي صحيفة الوطن عملتُ مراسلاً، وكاتب مقال، وعدت لـ«عكاظ» كاتب مقال، ثم قضيت أربعة أعوام محرراً ثقافياً بصحيفة مكة، وكانت التجربة ثريّة جداً، بحكم الدربة على صناعة العناوين، وتناول قضايا ساخنة منها مناقشة ملف الدكتور سعيد السريحي مع جامعة أم القرى.
• كيف ترى مستقبل الصحافة التقليدية؟
•• قلق عليها، والعالم يهتم بالصورة، ولا يقرأ الخبر، والإعلام الجديد يسلب الأنظار ويعجز عن سرقة المشاعر. فنحن تربينا على عشق الورق، ورائحة الكتب، ونظل متمسكين بما عشقنا، وإن زاحمت اهتمامنا التقنية وتطبيقاتها.
• بماذا تصف المشهد الثقافي؟
•• لا أود الحكم على (غائم) لكنا افتقدنا دفعة واحدة مهرجانات الجنادرية، وسوق عكاظ، ومعارض الكتب، والمناسبات الثقافية، التي تلتقي بها كافة النخب الوطنية.
• ما سبب الغيوم؟
•• تحول الثقافة إلى ثقافة ريعية، وغير راعية كما كانت، الثقافة اليوم تحمل سمات جيل يتابع الطرب ويهتم بالأزياء، والسينما، والفلكلور، والطبخ، ولكل مرحلة، عشاقها، وأبطالها، ورموزها.
• من يسكن ذاكرتك من المثقفين؟
•• الشاعر محمد الثبيتي، وآخرون، لكن أبو يوسف جانبه الإنساني مشع، وهناك تناغم بين حياة النص والشخص، لذا سيخلد التاريخ (سيّد البيد) كونه لم يتصنّع، كان على سجيته في الحياة، وبكامل لياقته في القصيدة.
• ما رأيك بغناء محمد عبده بوابة الريح؟
•• لستُ ضدها، ولكني مع استئذان الورثة ولو باتصال هاتفي، ولا أدري إن كانت القصيدة ضمن حقوق أدبي حائل باعتباره الناشر.
• ما دور النقاد في العطاء الأدبي؟
•• أخشى تحول بعضهم لكائنات افتراضية، ركبوا الموجة، وغدا اهتمامهم، وشغلهم عدد المتابعين، وكسب رضاهم، وإن كانوا ليسوا مبدعين.
• لماذا تستشعر الخُذلان؟
•• ليس دائماً، ولم أُخذل وإن تعرضت لصدمات وأزمات عززت مناعتي، وأعادت صياغة الوعي، البعض يعطيك من طرف اللسان حلاوة، ويروغ منك كما يروغ الثعلب، إلا أن البعض لا يُعبأ به، أمام عدد كبير من أوفياء أنقياء.
• ما سبب عدوانية بعض المثقفين؟
•• ربما غيرة أو حسد، وليس هناك علاقات اجتماعية أو تجارية تبرر العداء، لكن البعض صديقك في النهار عدوك بالليل، واللؤم والخُبث لا علاج له، سواء في المثقفين أو البشر العاديين.
• بماذا يمكن معالجة حِدة المثقف؟
•• بالتوجه لمشروعه الثقافي، والانصراف الكلي له، أو الانخراط في الشغل لكسب القوت، فالمثقفون العاملون في مهن وحِرف؛ أعمق إنسانية لاختلاطهم بالحياة اليومية للناس، والتعلم من البسطاء الراقين في تعاملهم.
• هل أنت متعصّب لطلال مداح؟
•• أنا منحاز لصوت الأرض، كونه ليس حنجرة فقط، وأسميت ابني (طلالاً) حباً في طلال، مع أني أطرب لكل جميل.
•من يسكنك من المدن؟
•• حالة عمار، عرفت المدرسة فيها، والنماص، عمل بها والدي، ودرست بها المتوسطة، ثم قريتي النصباء، التي أعشقها؛ ثم مكة المكرمة، ثم الطائف، لكل مدينة، قُبلة في القلب، وقِبلة للروح، والتعامل مع الإنسان ثراء معرفي بالعادات والتقاليد والمشاعر الجياشة.
• ماذا ينتابك عند سماع قول المتنبي «كفى بجسمي نحولاً أنني رجلٌ، لولا مخاطبتي إياك لم ترني»؟
•• أستعيد المقولة «كلما زادت الطاقة الإبداعية، تتضاعف التعاسة» وأتصور الشعراء هزيلين، وأجسامهم نحيلة، لانشطارهم بين الخاص والعام، والصعلكة، ومراعاة المجتمع، وتلبية رغبات الروح، وعدم استفزاز السلطات.
• هل تعد نفسك من تيار الصعاليك الجُدد؟
•• إلى حد ما فنياً بالطبع، لانتهاء مبررات الصعلكة وفضائها منذ قيام الدولة الحديثة، واكتمال مؤسساتها ومن مؤسسات رعاية حقوق الأدباء والمثقفين.
• كيف تلبستك الثقافة؟
•• عشت مع أبي بدايات الوعي، وتربيت بين أعمام يقرأون بشغف، ويزودونني بما يقتنون من كتب ومجلات، وصحف، قرأتُ (ألف ليلة وليلة) في المرحلة الثانوية، وتعلقتُ بمادة النصوص، وتأثرت بشعراء منهم طلال السعيد، واقتنيت ديوانه (دموع تبتسم)، ثم أجمل عشرين قصيدة حبّ لفاروق شوشة، وفي فضاء الجامعة، كانت رعاية وتوجيه القامات.
• متى نشرت أول مقال؟
•• نشرته في مجلة ماجد، بعنوان (لغتنا الجميلة) وبعثوا لي ثلاثين درهماً إماراتياً، وأنا في الثالث المتوسط، ثم وقع حريق في بيت جارنا، واستدعيت الدفاع المدني، ثم كتبت المشاهدات ونُشرت في سوق عكاظ.
• من تتذكر من أساتذة المرحلة الجامعية، وتذكر منهم؟
•• الدكتور عالي القرشي، والدكتوز عثمان الصيني، والدكتور عايض الثبيتي، لهم أثر كبير على جيلي ومن درس على أيديهم، وهناك أسماء كبيرة ولهم فضل لا أنساه في كل مراحل تعليمي.
• هل سبق الشعر العمل الصحفي؟
•• المحاولات الشعرية، ظلّت في خانة الترف، فيما باشرت العمل الصحفي في ملحق الأربعاء، وفي ملحق الذاكرة الشعبية بصحيفة عكاظ، أيام الصديقين هاشم الجحدلي ويوسف الزهراني، وفي صحيفة الوطن عملتُ مراسلاً، وكاتب مقال، وعدت لـ«عكاظ» كاتب مقال، ثم قضيت أربعة أعوام محرراً ثقافياً بصحيفة مكة، وكانت التجربة ثريّة جداً، بحكم الدربة على صناعة العناوين، وتناول قضايا ساخنة منها مناقشة ملف الدكتور سعيد السريحي مع جامعة أم القرى.
• كيف ترى مستقبل الصحافة التقليدية؟
•• قلق عليها، والعالم يهتم بالصورة، ولا يقرأ الخبر، والإعلام الجديد يسلب الأنظار ويعجز عن سرقة المشاعر. فنحن تربينا على عشق الورق، ورائحة الكتب، ونظل متمسكين بما عشقنا، وإن زاحمت اهتمامنا التقنية وتطبيقاتها.
• بماذا تصف المشهد الثقافي؟
•• لا أود الحكم على (غائم) لكنا افتقدنا دفعة واحدة مهرجانات الجنادرية، وسوق عكاظ، ومعارض الكتب، والمناسبات الثقافية، التي تلتقي بها كافة النخب الوطنية.
• ما سبب الغيوم؟
•• تحول الثقافة إلى ثقافة ريعية، وغير راعية كما كانت، الثقافة اليوم تحمل سمات جيل يتابع الطرب ويهتم بالأزياء، والسينما، والفلكلور، والطبخ، ولكل مرحلة، عشاقها، وأبطالها، ورموزها.
• من يسكن ذاكرتك من المثقفين؟
•• الشاعر محمد الثبيتي، وآخرون، لكن أبو يوسف جانبه الإنساني مشع، وهناك تناغم بين حياة النص والشخص، لذا سيخلد التاريخ (سيّد البيد) كونه لم يتصنّع، كان على سجيته في الحياة، وبكامل لياقته في القصيدة.
• ما رأيك بغناء محمد عبده بوابة الريح؟
•• لستُ ضدها، ولكني مع استئذان الورثة ولو باتصال هاتفي، ولا أدري إن كانت القصيدة ضمن حقوق أدبي حائل باعتباره الناشر.
• ما دور النقاد في العطاء الأدبي؟
•• أخشى تحول بعضهم لكائنات افتراضية، ركبوا الموجة، وغدا اهتمامهم، وشغلهم عدد المتابعين، وكسب رضاهم، وإن كانوا ليسوا مبدعين.
• لماذا تستشعر الخُذلان؟
•• ليس دائماً، ولم أُخذل وإن تعرضت لصدمات وأزمات عززت مناعتي، وأعادت صياغة الوعي، البعض يعطيك من طرف اللسان حلاوة، ويروغ منك كما يروغ الثعلب، إلا أن البعض لا يُعبأ به، أمام عدد كبير من أوفياء أنقياء.
• ما سبب عدوانية بعض المثقفين؟
•• ربما غيرة أو حسد، وليس هناك علاقات اجتماعية أو تجارية تبرر العداء، لكن البعض صديقك في النهار عدوك بالليل، واللؤم والخُبث لا علاج له، سواء في المثقفين أو البشر العاديين.
• بماذا يمكن معالجة حِدة المثقف؟
•• بالتوجه لمشروعه الثقافي، والانصراف الكلي له، أو الانخراط في الشغل لكسب القوت، فالمثقفون العاملون في مهن وحِرف؛ أعمق إنسانية لاختلاطهم بالحياة اليومية للناس، والتعلم من البسطاء الراقين في تعاملهم.
• هل أنت متعصّب لطلال مداح؟
•• أنا منحاز لصوت الأرض، كونه ليس حنجرة فقط، وأسميت ابني (طلالاً) حباً في طلال، مع أني أطرب لكل جميل.
•من يسكنك من المدن؟
•• حالة عمار، عرفت المدرسة فيها، والنماص، عمل بها والدي، ودرست بها المتوسطة، ثم قريتي النصباء، التي أعشقها؛ ثم مكة المكرمة، ثم الطائف، لكل مدينة، قُبلة في القلب، وقِبلة للروح، والتعامل مع الإنسان ثراء معرفي بالعادات والتقاليد والمشاعر الجياشة.