-A +A
أحمد هادي جلي
في الصباح تسمّر أمام أحد مصاعد الفندق رغم مصعد آخر مفتوح، نزل إلى الشارع، أنهى مهمته ثم عاد.

في المساء خرج ثانية وفي إثرِهِ أخوه، ألفاه قيد الانتظار أمام أحد الأبواب، ناداه: تعال هنا.. المصاعد مفتوحة ثم بنظرة إشفاق حانية وابتسامة حبٍّ صافية أرشده إلى ما غاب عن فكره ونباهته ثم أضاف:


لعلك أدركت الآن السرّ في تراكم مشكلاتك !

* قناع

إشارة عدم المرور مضاءة.. انطلق يمارس عملاً، انتهى منه للتو، السيارات متوقفة، عينٌ على ركابها وعينٌ لا تغفل عن ما هو بصدده، جنى ثمار إشارات الأيدي أو نغمات صوتيّة طالما استعذبها بل عشقها.. الاخضرار مُفرِح إلا له،

اكتئاب، قفل راجعاً، سار قليلاً، اختفى ينتظر الأحمر المبهج!

* خارج الصندوق

من أجل التفكير خارج الصندوق انتبذ مكاناً قصياً خارج المدينة، فكر بعمق، أنتج فكرة إبداعية،عاد إلى بيته بعد أن ألقى نفاياته خارج الصندوق؟!

* ذوبان

بعد أن ألغت موعداً مهماً له أخذته عصر ذات اليوم للتنزه. جلسا يحتسيان الشاي في الحديقة، قالت له أحبك

يا زوجي العزيز، بل إني ذائبةٌ فيك.. شكرها، بادلها نفس الشعور ثم أضاف: بل أنا ذائبٌ حد الاختفاء. تأملي وابحثي عني ولو بمصباح ديو جين، أخذتها دهشة عابرة، فهمت نصف ما قصده، نهضت قائلة: بلا فلسفة فارغة، دعنا الآن نتريض مشياً. رافقها، وقبل الغروب قفلا راجعين!