أكد الدكتور أيمن بكر، الفائز بجائزة الشارقة في نقد الشعر العربي، في دورتها الأولى، بدراسة عنوانها: «الطقوسية، السردية، المبالغة: نحو نظرية للشعر العربي الحديث» أنّ دراسته هذه محاولة لوضع جذور لبناء ما يمكن أن يسمى نظرية أدبية في النقد، وأضاف في لقاء «باحثون» العلمي الذي أدارته مريم بورحمة أنه لا ينشغل كثيراً بحفظ نتائج الأبحاث بقدر العطاء أثناء البحث، وأنّ دراسته هذه تتحرك من رغبتين: الرغبة الأولى الفهم، والرغبة الثانية التحرر، لأنّ الفهم متصل بجماليات الشعر العربي الحديث، أما التحرر فمتصل بأزمة النقد الذي يقوم وينبني على التأويل تحديداً في الثقافة العربية ويمثّل إشكالية في الثقافات الغربية أيضاً، وأشار إلى أنّ هذا المشروع كان مؤجلاً بالنسبة له إلاّ أنّ الجائزة دفعته لإخراجه.
الدكتور أيمن بكر ذكر أنّ الكتابات النقدية انشغلت بالتأويل وإنتاج المعنى استجابة للقارئ الذي يبحث عن معنى ليسد به جوعه الثقافي، فيما القارئ المختص سيكون مشغولاً بالطريق إلى المعنى، التقنيات التي استخدمت، والشعر أقرب إلى مسائل الصيانة منه إلى المحتوى أو المعنى، وأضاف أنّ فكرة النظرية العربية تشكل أزمة، لأن الأمر تحول من معنى ثقافي معرفي بحثي موضوعي إلى ما يشبه المطالبة العصبية المتشنجة لإثبات الحضور في مشهد عالمي لم يعد يلتفت لنا كثيراً في ما يتصل بالعلوم الإنسانية، والبحث عن نظرية عربية خالصة بالمعنى الشوفيني هو نوع من الخرافة التي يقف ضدها شخصيا ولذلك كان عنوان البحث نحو نظرية لنقد الشعر العربي الحديث، فلم يقل نظرية عربية، ولم يقل إنّ ما يقدمه هو نظرية، بل هي محاولة لوضع جذور ربما يبنى عليها وقد لا يحدث ذلك، ووصف بكر تحول الشغف بإنجاز نظرية عربية من شغف علمي تحركه الرغبة في المعرفة والفهم إلى ما يشبه الجرح النرجسي الذي أصاب الثقافة العربية ككل، وأضاف، هناك خرافات تسكن العقل العربي تتصل بطرائق إنتاج المعرفة وحركة الأفكار نفسها، والمشكلة أننا حصرنا المعرفة في حالة من التنافسية أشبه بمباراة أو التنافس على تسويق سلعة، وتساءل بكر: هل يجب أن نتخلى تماماً عن إنتاج فكرة أننا بإمكاننا أن ننتج نظرية نقدية أو غيرها؟! وأجاب، لا، الأمر يحتاج إلى تغيير في منظور التعامل مع هذه المسألة بأن نبدأ من التخلي عن فكرة الاستقلال الكامل للمنتج الفكري في هذا العالم الذي نعيش فيه، فلم يعد بالإمكان أن يخرج الآن أحد ويقول نظرية كذا الفرنسية، أو نظرية كذا الإنجليزية، أو نظرية كذا اليابانية، العالم تحول إلى قنوات التفاعل، والتأثير والتأثر أصبحت متعددة وقوية، علينا أن نتجنب فكرة الاستقلال الكامل للمنتج، نحن بحاجة إلى مراكز أبحاث تعمل على الأدب العربي بطريقة مختلفة عن الجامعات، لأنّ هناك مشكلة في أبحاث الجامعات، فقد أصبحت تتبنى مشروعية التكرار والوجود الآمن، وتجنب المغامرة. إذا أردنا أن نقف منتصبي القامة في العلوم الإنسانية علينا أن نفكر في بدائل لإنتاج المعرفة إلى جانب إصلاح الجامعات! وقد قدم بكر العديد من المقترحات في هذا البحث؛ منها، اقتراح أدوات نقدية تتصل بأفكار الطقوسية والسردية والمبالغة في الشعر، بوصفها بذوراً محتملة لبناء نظرية نقدية تخص الشعر العربي الحديث بالتحديد، وإهمال فكرة التاريخ الخطي للشعر؛ ورؤية تاريخ الشعر بوصفه مسارات متزامنة تتوازى أحيانا وتتقاطع غالبا، إضافة إلى إعادة التفكير عربيا في تسمية (قصيدة النثر)، وقراءة الملامح الفنية والتفاعلات ضمن الأطر الثقافية وبأدوات نقدية مبتكرة لأنّ هذه القراءة ستكسر الانسداد النقدي الذي نشكو منه، وختم الدكتور أيمن بكر بالقول إنه بالمعنى السابق ستكون مسألة التجاوز في الشعر معقدة جدا، وتسير بطرق غير متوقعة، وغالبا غير مفهومة إن لم نربط تشكل الحركات الفنية والأدبية والفكرية جميعاً بالسياق الثقافي، ونحرر البحث المعرفي حولها من أية قيود وخطوط حمراء!
الدكتور أيمن بكر ذكر أنّ الكتابات النقدية انشغلت بالتأويل وإنتاج المعنى استجابة للقارئ الذي يبحث عن معنى ليسد به جوعه الثقافي، فيما القارئ المختص سيكون مشغولاً بالطريق إلى المعنى، التقنيات التي استخدمت، والشعر أقرب إلى مسائل الصيانة منه إلى المحتوى أو المعنى، وأضاف أنّ فكرة النظرية العربية تشكل أزمة، لأن الأمر تحول من معنى ثقافي معرفي بحثي موضوعي إلى ما يشبه المطالبة العصبية المتشنجة لإثبات الحضور في مشهد عالمي لم يعد يلتفت لنا كثيراً في ما يتصل بالعلوم الإنسانية، والبحث عن نظرية عربية خالصة بالمعنى الشوفيني هو نوع من الخرافة التي يقف ضدها شخصيا ولذلك كان عنوان البحث نحو نظرية لنقد الشعر العربي الحديث، فلم يقل نظرية عربية، ولم يقل إنّ ما يقدمه هو نظرية، بل هي محاولة لوضع جذور ربما يبنى عليها وقد لا يحدث ذلك، ووصف بكر تحول الشغف بإنجاز نظرية عربية من شغف علمي تحركه الرغبة في المعرفة والفهم إلى ما يشبه الجرح النرجسي الذي أصاب الثقافة العربية ككل، وأضاف، هناك خرافات تسكن العقل العربي تتصل بطرائق إنتاج المعرفة وحركة الأفكار نفسها، والمشكلة أننا حصرنا المعرفة في حالة من التنافسية أشبه بمباراة أو التنافس على تسويق سلعة، وتساءل بكر: هل يجب أن نتخلى تماماً عن إنتاج فكرة أننا بإمكاننا أن ننتج نظرية نقدية أو غيرها؟! وأجاب، لا، الأمر يحتاج إلى تغيير في منظور التعامل مع هذه المسألة بأن نبدأ من التخلي عن فكرة الاستقلال الكامل للمنتج الفكري في هذا العالم الذي نعيش فيه، فلم يعد بالإمكان أن يخرج الآن أحد ويقول نظرية كذا الفرنسية، أو نظرية كذا الإنجليزية، أو نظرية كذا اليابانية، العالم تحول إلى قنوات التفاعل، والتأثير والتأثر أصبحت متعددة وقوية، علينا أن نتجنب فكرة الاستقلال الكامل للمنتج، نحن بحاجة إلى مراكز أبحاث تعمل على الأدب العربي بطريقة مختلفة عن الجامعات، لأنّ هناك مشكلة في أبحاث الجامعات، فقد أصبحت تتبنى مشروعية التكرار والوجود الآمن، وتجنب المغامرة. إذا أردنا أن نقف منتصبي القامة في العلوم الإنسانية علينا أن نفكر في بدائل لإنتاج المعرفة إلى جانب إصلاح الجامعات! وقد قدم بكر العديد من المقترحات في هذا البحث؛ منها، اقتراح أدوات نقدية تتصل بأفكار الطقوسية والسردية والمبالغة في الشعر، بوصفها بذوراً محتملة لبناء نظرية نقدية تخص الشعر العربي الحديث بالتحديد، وإهمال فكرة التاريخ الخطي للشعر؛ ورؤية تاريخ الشعر بوصفه مسارات متزامنة تتوازى أحيانا وتتقاطع غالبا، إضافة إلى إعادة التفكير عربيا في تسمية (قصيدة النثر)، وقراءة الملامح الفنية والتفاعلات ضمن الأطر الثقافية وبأدوات نقدية مبتكرة لأنّ هذه القراءة ستكسر الانسداد النقدي الذي نشكو منه، وختم الدكتور أيمن بكر بالقول إنه بالمعنى السابق ستكون مسألة التجاوز في الشعر معقدة جدا، وتسير بطرق غير متوقعة، وغالبا غير مفهومة إن لم نربط تشكل الحركات الفنية والأدبية والفكرية جميعاً بالسياق الثقافي، ونحرر البحث المعرفي حولها من أية قيود وخطوط حمراء!